القاهرة – أثَار اعتقال المحامي المصري أحمد الجيزاوي في السعودية، والحكم عليه بالسجن لمدة سنة وبالجلد 20 جلدة، ردود فعل غاضبة في الشارع المصري، حيث تظاهر المئات من المصريين، بينهم نشطاء وحقوقيين ومرشح رئاسي، أمام سفارة السعودية في القاهرة وقنصليتيها في الإسكندرية والسويس تنديداً باعتقال الجيزاوي، فيما أطلق الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ثورة الكترونية على “الذات الملكية” تحت شعار “طز في ذاتك الملكية طال عمرك”.
واعتقلت السلطات السعودية الجيزاوي يوم الثلاثاء الماضي فور وصوله إلى مطار جدة. وفوجئ الجيزاوي، وهو أحد أعضاء هيئة الدفاع في قضية احتجاز المصريين في السعودية، لدى وصوله إلى السعودية لأداء العمرة بوجود حكم غيابي قضى بسجنه لفترة عام وجلده 20 جلدة بتهمة “العيب في الذات الملكية”.
وبحسب ناشطين حقوقيين فإن ثمة 30 ألف سجين رأي في السعودية، ولا تعترف السعودية بوجود سوى خمسة آلاف معتقل من بينهم سجناء رأي وآخرون متهمون “بالإرهاب”، فيما يقدر عدد المعتقلين المصريين بنحو 50.
وقالت منسقة “رابطة الدفاع عن المصريين المعتقلين بالسعودية” شيرين فريد لـ”بوابة الأهرام” إن “عدد المعتقلين المصريين في السجون السعودية تجاوز الخمسين، وجميعهم لم يمثلوا أمام القضاء ولم يتم التحقيق معهم في أي تهم منسوبة إليهم”.
ورداً على اعتقال الجيزاوي، لبى مئات المصريين الدعوة للتظاهر أمام السفارة السعودية في القاهرة والقنصليتين السعوديتين في الإسكندرية والسويس للمطالبة بالإفراج عن الجيزاوي.
وانتشرت على أسوار السفارة وفي شوارع القاهرة صور “غرافيتي” تسخر من الملك السعودي كُتب فيها “طال عمرك الكعبة مش بتاعة أمّك”.
وحاصر المصريون السفارة السعودية، مرددين هتافات لاذعة ضد الملك السعودي ومنددين بتهاون الحكومة المصرية في حماية مواطنيها في الخارج، ومن بينها “يا سفير السعودية بدل الجلدة ح تاخد مية”، و”قالوا الشرع وقالوا الدين حبسوا اخواتنا في الزنازين”، و”يسقط يسقط آل سعود”. كما رفع المتظاهرون لافتات تندد باعتقال الجيزاوي، وتطالب بسرعة إطلاق سراحه منها “آل سعود باطل” و”يعني ايه ذات ملكية.. طز في ذاتك الملكية”.
فيما قام بعض المتظاهرين برسم غرافيتي على سور السفارة للملك عبد العزيز مكتوب بجانبها “طال عمرك الكعبة مش بتاعة أمك”، وقاموا أيضاً برفع العلم المصري على سور السفارة. وشارك الناشطين في وقفتهم المحامي والمرشح لرئاسة الجمهورية خالد علي (يساري) الذي أكد أن “القضية ليست قضية الجيزاوي فقط، ولكن قضية جميع المصريين الموجودين في الخارج للحفاظ على كرامتهم”، مضيفاً “لا تستطيع السعودية أن تعتقل أي أميركي أو أوروبي وتقيم عليه عقوبة جسدية”.
ومن ناحيته، قال سفير السعودية لدى مصر أحمد عبدالعزيز قطان أنه لم يصدر بالمملكة أي حكم بسجن المواطن المصري أحمد الجيزاوي وأن “القصة مختلقة من أساسها”. وقال قطان، في بيان صحافي له، إنه تم إلقاء القبض على الجيزاوي يوم الثلاثاء الماضي بعد أن تم ضبط 21380 حبة “زاناكس” مخدرة بحوزته، “مخبأة في علب حليب الأطفال المجفف وبعضها في محافظ مصحفين شريفين”. وأضاف أن “أنظمة وقوانين المملكة لا تجيز بأي حال من الأحوال محاسبة شخص غير سعودي على أي أعمال ارتكبها خارج أراضيها، وأن المملكة كان بإمكانها وضع اسمه بقوائم الممنوعين من الدخول لو كانت ترغب في الحيلولة دون الدخول إليها”.
Leave a Reply