مانشستر – فاز المرشح الرئاسي الجمهوري المفترض ميت رومني، الأسبوع الماضي، بخمس ولايات في شمالي شرقي الولايات المتحدة، وبدأ رسم معالم المواجهة مع الرئيس باراك أوباما بالتركيز على الاقتصاد ومحاولة اجتذاب النساء مقابل تركيز أوباما على استقطاب الطلاب والشباب.
وقال رومني، في خطاب فوزه من مدينة مانشستر في ولاية نيوهامبشير، وفي المكان ذاته الذي أطلق فيه حملته قبل حوالي العام، “أميركا أفضل تبدأ الليلة”، مضيفا “بعد 43 جولة انتخابية تمهيدية استطيع أن أقول بكل ثقة وامتنان أنكم أعطيتموني شرفا عظيما ومسؤولية مهيبة، ومعاً سنفوز في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل”.
وحقق رومني فوزاً كاسحاً في ولايات كونيتيكت ورود آيلاند وديلاوير وبنسلفانيا ونيويورك. ولم يحصل رومني بعد على التأييد الكافي من المندوبين لانتزاع بطاقة الترشح لكنه يتقدم كثيرا كل منافسيه فى هذه الانتخابات التمهيدية.
لكن المحللين يرون أنه لا يواجه منافسة قوية، وانه سيحصل بسهولة، بنهاية شهر أيار (مايو) المقبل، على تأييد 1144 من المندوبين وهو ما يكفيه ليكون مرشح الجمهوريين للرئاسة.
ووعد رومني، الثلاثاء الماضي، أمام مؤيديه في نيوهامبشير بإلحاق الهزيمة بأوباما وإنهاء ما وصفه بـ”أربع سنوات من الإحباطات”، وأشار رومني إلى أن “السنوات القليلة الأخيرة كانت أفضل ما يمكن لباراك أوباما فعله. لكن ليس أفضل ما يمكن لأميركا فعله”. وألمح إلى أن معركته الانتخابية ستركز على السجل الاقتصادي لولاية أوباما، قائلا “لأنه (أوباما) فشل فإنه سيدير حملة إلهاء وتشويه. هذا النوع من الحملة قد ينجح في مكان آخر، وفي وقت مختلف، ولكن ليس هنا، وليس الآن”.
حملة رومني تركز حاليا على بناء قدراتها اللوجستية بالتعاون مع الحزب الجمهوري في ولايات رئيسية مثل فيرجينيا وأوهايو وكولورادو، لا سيما أن إستراتيجية رومني في الانتخابات التمهيدية كانت نقل فريق عمله من ولاية إلى أخرى، على عكس حملة أوباما في العام 2008 التي كانت تبني مركز عمليات محليا في كل ولاية يخوض انتخابات تمهيدية فيها.
وعلى عكس أوباما، يبدو رومني مرتاحاً حاليا في قدرته على جمع التبرعات الانتخابية. وتأمل حملته في أن يجمع من تراكمها حوالي 800 مليون دولار بحلول تشرين الثاني المقبل.
حملة أوباما ردت على رومني من مقرها في شيكاغو، واصفة تصريحاته بأنها “هجمات خادعة”. وقالت المتحدثة باسم الحملة ليز سميث “عندما تولى الرئيس منصبه، كنا نخسر 750 ألف وظيفة شهريا بسبب سياسات (الرئيس السابق جورج) بوش الفاشلة، سياسات سيعيدها رومني في حال انتخابه”. وأضافت “قد يكون لدى ميت رومني نفور من الحقيقة، لكنه لا يستطيع تغيير وقائع سجل الرئيس”. بعد التركيز لفترة على معارك إعلامية حول موقف كل منهما من قضايا النساء، تمكنت حملة أوباما من تغيير المعادلة ونقل التركيز إلى قضية تقليص معدل الفائدة في القروض الجامعية للطلاب، وهي خطوة امتنع الجمهوريون في الكونغرس عن إقرارها.
وتمحورت حملة أوباما، الأسبوع الماضي، حول هذه القضية، حيث تنقل الرئيس بين ولايات حاسمة انتخابيا مثل كولورادو ونورث كارولاينا، محذرا من معاناة حوالي 7,4 مليون قرض طلابي في حال لم يتصرف الكونغرس قبل الأول من تموز (يوليو) المقبل، حين ينتهي مفعول القانون الذي خفض معدل الفائدة.
رومني حاول تدارك الأمر، معلنا عن دعمه لهكذا إجراء تفاديا لمزيد من التدهور لأرقام استطلاعاته بين أصوات الشباب، لكن نجاح حملة أوباما، في هجوم استباقي، أربك حملة رومني. أوباما ألمح في تصريح لمجلة “رولينغ ستونز” أن حملته ستصنف رومني كمحافظ وستتصرف على هذا الأساس، أي ستركز على مواقفه في الأشهر الأخيرة خلال الانتخابات التمهيدية، حيث اتجه إلى اليمين لاحتواء هجمات المحافظين. هذا الأمر عزز موقعه بين القاعدة الجمهورية، ولكن قد يفقده دعم الناخبين المستقلين في ولايات مثل ميشيغن وفلوريدا.
رومني والجمهوريون
وقد هزم رومني رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش وعضو الكونغرس رون بول في الولايات الواقعة شمال شرقي البلاد والتي تعتبر موالية له بعد انسحاب منافسه الأبرز ريك سانتوروم. ولم تتكشف حتى الأسبوع الماضي أية توجهات لرومني حيال خياره للشخص المناسب لمنصب نائب الرئيس. والولايات الخمس التي جرت فيها الانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء الماضي لها مجتمعة 231 مندوبا والفوز بها قرب رومني من الحصول على العدد المطلوب رسميا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لمنافسة اوباما أصبح معه 695 مندوباً.
وفي إطار آخر، ذكرت وسائل الاعلام الاميركية ان غينغريتش، سيعلن الثلاثاء المقبل انسحابه من السباق الى البيت الابيض. وافاد مصدر اوردته شبكة “فوكس نيوز” المحافظة ان الرئيس السابق لمجلس النواب (68 عاما) “قد يعلن” لدى انسحابه تقديم دعمه لميت رومني. وذكرت شبكة “أن بي سي” أيضا على موقعها في شبكة الانترنت ان غينغريتش سيعلق حملته الثلاثاء وقد يعلن دعم رومني. واذا ما انسحب غينغريتش، فلن يبقى سوى مرشحين للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية هما ميت رومني ورون بول.
Leave a Reply