ديترويت – خاص “صدى الوطن”
إستغلت حركة “إحتلو ديترويت” مناسبة عيد العمال العالمي، الثلاثاء الماضي، الأول من أيار (مايو)، لتعيد تحركها في منتزه غراند سيركس بعد إنقطاع دام خمسة أشهر بسبب إنتهاء صلاحية الإذن الذي كان معطى لهم بالتخييم في المنتزه أواخر شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي.
وحاول المتظاهرون نصب خيمهم بالقرب من شارع وودورد أفينو عقب إنتهاء التظاهرة التي انطلقت من وسط مدينة ديترويت وتحديدا المبنى الفدرالي (مكنمارا) وصولا الى منتزه غراند سيركس، إلا أنهم جوبهوا بالرفض القاطع من قبل الوجود المكثف لعناصر الشرطة في المكان. وفي هذه الأثناء، هتف المتظاهرون مطالبين الشرطة بعدم التدخل والسماح لهم بنصب الخيم في المنتزه، ولكن الشرطة أجبرت المشاركين على نزع الخيم ومغادرة المكان واضعين بذلك نهاية للتحرك، على أن يعاد إطلاقه في وقت لاحق، حسب المنظمين.
وكان هذا التحرك والتجمع جزءا من حملة وطنية بمناسبة عيد العمال لإعادة إطلاق حركة “إحتلو وول ستريت” في مدينة نيويورك ومدن أخرى في الولايات المتحدة الأميركية ومن بينها شيكاغو ولوس أنجلوس وأوكلاند وسياتل حيث تم اعتقال عشرات المتظاهرين. وطاردت الشرطة المتظاهرين في معظم المدن ولاسيما في شوارع مدينة نيويورك حيث تم اعتقال حوالي ٤٠ متظاهراً، كما وقعت اشتباكات في أوكلاند حيث أطلقت الشرطة التي تعاملت بوحشية مع المتظاهرين قنابل مسيلة للدموع لفض الاعتصام لكن الاشتباكات أسهمت ايضا في بث روح جديدة اذ تبنى المتظاهرون قضية وحشية الشرطة بعد الاشتباكات واستخدام رذاذ الفلفل ضد المحتجين في مناطق أخرى من البلاد.
وفي سياتل بوسط المدينة هشم محتجون يرفعون رايات سوداء على عصي واجهات عدة متاجر وأحد فروع بنك (اتش.اس.بي.سي) قبل أن تجليهم الشرطة من المنطقة. وهشم اخرون نوافذ مبنى اتحادي في سياتل وتم احتجاز ثمانية.
وكانت أبرز المخاوف التي عبر عنها المتظاهرون تتعلق بإرتفاع أسعار الوقود والسياسة الأميركية الخارجية، معبرين عن ذلك بيافطات كتب عليها “الحرب على إيران تعني 6 دولار للغالون الواحد”. كما طالبوا بوقف مصادرة المنازل وضرورة العمل من أجل نشر السلام في ميشيغن. وناشد المتظاهرون بإصلاح نظام الهجرة ودعم قطاع التعليم ووقف إغلاق المدارس ورفض قانون الطوارئ المالية. وتميز المتظاهرون بتنوع خلفياتهم الإثنية والثقافية فكان من بينهم الأفارقة والعرب واللاتينيون الأميركيون.
وكان لبعض المشاركين في التحرك كلمات عبروا فيها عن قلقهم المتزايد من الأوضاع الراهنة. وتساءلت العضو المشاركة في تنظيم التحرك سارة كوفي “هل سينجح هذا التحرك والتخييم في صنع الثورة؟”. وأجابت: “ربما الثورة لن تحدث ولكننا هنا من أجل نقاش القضايا العالقة التي يعاني منها المواطن الأميركي وحق كل واحد منا في الحصول على حقوقه المدنية والإنسانية”. ومن ناحيته، قال يوسف بركات، الناشط الفلسطيني الذي زار قطاع غزة في السابق ضمن قافلة من المساعدات الدولية، “إن هذا التحرك هو من أجل التعبير عن أنفسنا ومشاركة وجهات النظر حول سبل الحياة الحقة للجميع وأسلوب التعامل مع الآخرين”. وأضاف: “ونقف معا ضد النظام الحاكم الذي يعطي أصحاب الأموال أفضلية على الناس العاديين” مطالباً بحقوق الـ٩٩ بالمئة من الشعب الأميركي.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس “إتحاد الطلاب العرب” في جامعة “وين ستايت” علي بيضون على أهمية الإستمرار في دعم وحماية ربيع الثورات العربية. وأعرب عن دعمه ودعم الإتحاد لحركة “إحتلوا ديترويت” وحركات العدالة الإجتماعية. وتناول في حديثه أيضا قضايا متعددة منها المقاطعة وسحب الإستثمارات وحركة العقوبات التي تنمو مؤخرا في الجامعات في جميع أنحاء البلاد ضد الشركات التي تقدم الدعم لإسرائيل.
وبالرغم من عدم السماح للمتظاهرين بنصب الخيم خلال ساعات النهار، فقد إستمرت الأعضاء المنظمة بالتجمع الى أن أجبرتهم الشرطة مدعومة بعناصر أمن فدراليين على فك التظاهرة، ولم تخلُ هذه الخطوة من تهديد المتظاهرين بدفع الغرامات إذا لم يذهبوا.
Leave a Reply