بروكسل – مع تفاقم أزمة الديون اليونانية وتباطؤ نمو اقتصاد “منطقة اليورو”، أكد وزراء مالية الاتحاد الأوروبي تمسكهم ببقاء أثينا عضوا في منطقة اليورو، في حين أظهر استطلاع للرأي توقعات بانكماش اقتصادات المنطقة في الربع الأول من العام الحالي بسبب تفاقم أزمة الدين العام، في ظل خشية الأسواق الأوروبية والأميركية من أن يؤدي انسحاب اليونان إلى انهيار نظامها المصرفي تحت وطأة الدين العام. يضاف إلى ذلك أن الحكومة قد تعلن إفلاسها بسبب عدم استطاعتها تسديد ديونها للدول الأوروبية الأخرى مما سيصيب النظام المصرفي الأوروبي كله بصدمة.
ووعد الوزراء، في اجتماع عقد الأسبوع الماضي في بروكسل، بالوقوف مع اليونان التي تهدد أزمتها الطاحنة بانفراط عقد اليورو، لكنهم اشترطوا استمرار أثينا في تطبيق سياسة التقشف لمنع أزمتها من التفاقم. ويتخوف الأوروبيون من خروج اليونان الذي قد يتسبب بخلق “تأثير الدومينو” فتلحقها دول أخرى ما سيؤدي الى انفراط عقد الكتلة الأوروبية. لكن الوزراء لم يقدموا شروطا أيسر لليونان، مؤكدين أنه سواء خرجت من اليورو أو لم تخرج فإنها سوف تحتاج إلى سنوات من التقشف من أجل معالجة أزمة ديونها.
وقالت وزيرة مالية النمسا ماريا فيكتر إن اليونان تتجه نحو الخروج من منطقة اليورو، مستشهدة بالصراع بين الأحزاب السياسية اليونانية المعارضة والمؤيدة لسياسة التقشف مما منعها من تشكيل حكومة ائتلافية لليوم التاسع على التوالي، وينذر بإجراء انتخابات جديدة في البلاد في الشهر القادم بعد الانتخابات التي جرت في وقت سابق من هذا الشهر. وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية بيا أهرينكلايد هانسن إن أفضل حل لليونان وأوروبا هو بقاؤها داخل المنطقة. وفي ألمانيا، أكبر اقتصاد أوروبي حيث يكرر المسؤولون مطالبتهم لأثينا بالالتزام بسياسة التقشف، أصبح الحديث عن انسحاب اليونان أكثر قبولا.
ويتزامن تضارب التصريحات بشأن مستقبل اليونان في اليورو مع أرقام تشير إلى أن المنطقة قد تكون سقطت في هوة الركود للمرة الثانية منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.
وأظهر استطلاع أجرته “رويترز” لمجموعة من الاقتصاديين أن الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة انكمش بنسبة 0,2 بالمئة في الربع الأول من العام الحالي بعد انكماش بنسبة 0,3 بالمئة في الثلاثة أشهر الأخيرة في 2011. وطبقا للاستطلاع فإن ألمانيا من بين عدد قليل من الدول التي استطاعت الهروب من الركود وذلك بنمو يصل إلى 0,1 بالمئة فقط في الربع الأول من العام الحالي. كما شهد اقتصاد إيطاليا انكماشا بنسبة 0,6 بالمئة مقارنة مع انكماش اقتصاد إسبانيا أيضا في الربع الأول بنسبة 0,3 بالمئة. وحتى بالنسبة للدول الغنية الأخرى فإن اقتصادها يعاني أيضا من الانكماش. فقد شهد الربع الأول من العام الحالي انكماش اقتصاد هولندا بنسبة 0,2 بالمئة.
Leave a Reply