عقد ندوة في ديربورن عرض فيها التطورات على الساحة اللبنانية
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
على هامش زيارته إلى مدينة ديربورن للمشاركة في إحياء الذكرى الـ12 لتحرير الجنوب اللبناني والتي ستقام في “المركز الإسلامي في أميركا” عند الساعة السابعة من مساء يوم الجمعة (مع صدور هذا العدد)، قدم النائب في البرلمان اللبناني وعضو “كتلة التمنية والتحرير” علي بزي ندوة حوارية تمحورت حول آخر المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة العربية عموما.
النائب علي بزي متحدثاً في »نادي بنت جبيل«. (عدسة نافع أبوناب) |
وحضر الندوة، التي اقيمت يوم الثلاثاء الماضي، في قاعة نادي “بنت جبيل الثقافي الاجتماعي” عدد من ممثلي الفعليات الاجتماعية والسياسية وحشد من أبناء الجالية اللبنانية.
وابتدأ بزي حديثه بالإشارة إلى حادثة اختطاف مواطنين لبنانيين من قبل جهات، قالت أنها تابعة “للجيش السوري الحر”، في منطقة حلب السورية والردود الغاضبة لفئات واسعة من الشعب اللبناني. ونوه بزي بحكمة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله ورئيس حركة “أمل” ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في طلبهما لتلك الفئات الغاضبة بضرورة ضبط النفس وعدم الانجرار إلى الاستفزاز وإيقاف أية مظاهر تعبر عن الشغب أو الغضب، وقال بزي: “ما حصل يتطلب منسوبا عاليا من الحكمة والوعي لمواجهة مثل هذه الأعمال الاستفزازية، ونحذر أنفسنا والآخرين من الانجرار إلى الفتنة”.
وشدد بزي إلى أنه تمت المبادرة لمعالجة الأزمة قبل تفاعلها وانتشارها في وسائل الإعلام، وهو ما يعبر عن روح المسؤولية وفهم طبيعة اللحظة، “فمسألة الخطف تتجاوز بأبعادها وخطورتها مجرد كونها اختطاف لمواطنين لبنانيين”. وأكد أن الدولة اللبنانية ستستخدم إمكانياتها وسلطتها من أجل الإفراج عن المختطفين بالطرق السلمية ومن خلال الحوار.
وأشار إلى الأوضاع المتأزمة في الشمال اللبناني والتي كانت متوقعة على ضوء ما تشهده سوريا من أحداث، وهي تأتي في سياق التحضير لإقامة “ممر آمن” لتهريب السلاح وتسلل المسلحين إلى سوريا، وأيضا من أجل نصب فخ لتوريط الجيش اللبناني.
وقال: “لا أعرف في التاريخ فئة تطاولت على مؤسسات ومسؤولي الدولة واتهمتها بالطائفية كما هو حاصل الآن في لبنان حيث يشير البعض باصبع الاتهام إلى الجيش بأنه طائفي”.
وفي السياق ذاته، أكد بزي أن ما يشهده لبنان من توتر وفرز وتجاذبات عميقة لا يمكن فصله عما يجري في سوريا، وذلك على الرغم من أن لبنان الرسمي قد اختار مبدأ النأي عن النفس عما يحدث في سوريا، وهو مبدأ لم يعجب البعض من الفرقاء السياسيين الذين يريدون زج لبنان في قلب العاصفة وذلك من أجل تحقيق أهداف حزبية أو فئوية أو طائفية.
ولفت بزي إلى خطورة الفتنة التي تحاك بين السنة والشيعة ضمن لعبة إقليمية تهدد بمستقبل كامل المنطقة، وقال: “في هذا الخصوص الكل خاسر” ودعا المسؤولين اللبنانيين إلى ضرورة الالتئام حول طاولة الحوار لأنه لا مناص من الجلوس معا وتغليب المصالح الوطنية والمبادئ الأخلاقية بدل المحاصصات السياسية والأطماع الفردية.
وتطرق بزي إلى تشكيك بعض الأطراف اللبنانية بقدرة الدولة على إجراء الانتخابات النيابية القادمة في العام 2013 ورفضهم في هذا السياق لكل المشاريع والطروحات التي من شأنها أن تعكس التمثيل الانتخابي الصحيح في لبنان، وأشار إلى مطالبة الرئيس بري بجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة وفق مبدأ النسبية التي تعارضها بعض القوى السياسية تخوفا من فقدان أماكنها وخسارة دورها السياسي.
وفي الشأن الاغترابي ولجهة ما يتعلق بمشاركة واقتراع اللبنانيين في المهاجر تحدث بزي على وجود بعض الثغرات سواء لجهة إعداد لوائح الشطب أو بسبب نقص المعدات والإمكانيات الضرورية لإجراء العملية الانتخابية في الخارج، وأكد بزي أن الجهات المختصة ماتزال تعمل على سد تلك الثغرات وحل العوائق والمشاكل التي تعترض هذه المسألة. وفي السياق ذاته، اعتبر بزي أن المهجر اللبناني هو صمام أمان اللبنانيين داعيا إياهم إلى الترفع فوق التجاذبات السياسية والطائفية التي يغرق فيها لبنانيو الوطن.
وتجدر الإشارة، الى أنه في ختام الندوة أجاب النائب بزي على أسئلة بعض الحاضرين والتي تركزت حول المحاور التي تناولتها المحاضرة. فقال في إجابة عن سؤال حول التخوف من زيارة اللبنانيين المغتربين الى لبنان في هذا الصيف بالقول أن الجهات المعنية تسهر على إستتباب الأمن ومعالجة جميع القضايا الطارئة وبالتالي فإنه لا مبرر للخوف من زيارة الوطن. وفي إجابته عن سؤال آخر حول أسباب الإفراج عن الموقوف شادي المولولي المتهم بإنتمائه لتنظيم “القاعدة”، قال بزي: “إن إطلاق سراح المولوي جاء بناء على ضغوطات من دول خليجية هددت بترحيل اللبنانيين المقيمين والعاملين على أراضيها وقد إرتأت السلطات المعنية الإفراج عنه بكفالة نصف مليون دولار من أجل ضمان مصالح اللبنانيين ولقمة عيشهم في المقام الأول”.
Leave a Reply