البطريرك وصفها بالقول: “ما حصل في ميشيغن أعجوبة”!
بعد مرور أسبوع على زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق، الى جنوب شرق ميشيغن، إلتقت “صدى الوطن” مع المنسق العام لهذه الزيارة رجل الأعمال اللبناني لويس الغفاري الذي أطلعنا عن دوره في التحضير للزيارة وتقييمه الخاص لها وأسباب غياب بعض الأطراف السياسية عن المشاركة في إستقبال الراعي. وكان اللقاء التالي:
– كيف تقيّم زيارة البطريرك الراعي الى المنطقة؟
– إن شهادتي في زيارة غبطة الراعي مجروحة، ولكن أصداء الزيارة كانت إيجابية جدا وقد عبر عنها أبناء الجاليتين اللبنانية والعربية بكافة أطيافهما، كما تناولت وسائل الإعلام اللبنانية والأميركية تلك الزيارة التاريخية بحماسة وترحاب وقد نشر العديد من المقالات والتقارير في أكثر من 32 وسيلة إعلامية أشارت الى مدى نجاح الزيارة. وبرأيي فالزيارة كانت ناجحة جدا وحققت رسالة الراعي المرجوة في نشر رسالته “الشركة والمحبة”، وجمعت الجاليتين اللبنانية والعربية بكافة أطيافهما وعقائدهما ومذاهبهما تحت راية السلام والمحبة.
لويس الغفري مع البطريرك راعي |
وحسب تقييمي الشخصي للزيارة، كان هنالك مشكلة واحدة فقط ألا وهي ضيق الوقت. وكنا نتمنى لو أننا حصلنا على تفاصيل أكبر من القيمين على الزيارة من بكركي. فكان مطلوبا من البطريرك الحديث في المناسبات باللغة العربية بمرافقة مترجم، فكانت الكلمة تأخذ حصة مضاعفة من الوقت.. فالتقدير في الوقت كان المشكلة الوحيدة.. وزيارة الراعي كانت محددة بيومين وست ساعات بالتمام، أحيى خلالها 12 فعالية، فكان إعدادنا للبرامج يقوم على استغلال كل ثانية وقد عملنا كل ما بوسعنا من أجل التواصل مع الجميع ونتمنى أن تكون الغاية قد تحققت.
– ماذا كان دوركم بالتحديد خلال زيارة غبطته؟
– أنا كنت السائق والحارس وحامل الحقائب والمؤتمن على بعض المسائل الشخصية والمنسق العام لزيارة البطريرك الى ميشيغن والمسؤول الأول عن إقامة مأدبة العشاء المركزية في صالة “بالازو غراند سنتر” في مدينة شيلبي تاونشيب. ولعبت أكثر من دور خلال زيارة الراعي وأنا فخور بجميعها. ولكنني لم أكن وحدي من سعى الى إنجاح هذه الزيارة بل كان هنالك فريق عمل ضخم من أبناء الجالية عمل خلف الكواليس من أجل إتمام الزيارة على أكمل وجه.
وكانت الزيارة ذات أهداف رعوية، وإتفق المعنيون في تنسيق وتنظيم الزيارة التاريخية من الكنائس الى القنصلية اللبنانية العامة في ديترويت متمثلة بالقنصل اللبناني العام حسام دياب. وتم وضع الخطوط العريضة للزيارة والتي تمحورت حول تحقيق ثلاثة أهداف أساسية وهي، أن تكون زيارة الراعي توحيدية بين أبناء الجاليات العربية واللبنانية وأن لا تحمل الزيارة أي طابع سياسي وأن تطال كافة أطياف الجالية العربية وخصوصا مدينة ديربورن حيث الأغلبية المسلمة. وبكل سرور أقول لقد تحققت هذه الأهداف مئة بالمئة..
– هل صحيح ما أشيع عن مقاطعة قوى “14 أذار” للزيارة؟
– أجاب البطريرك الراعي عن هذا السؤال في المؤتمر الصحفي الذي عقد في النهار الختامي لزيارته، في فندق “الماريوت” في مدينة تروي، وعبر عن ذلك بالقول “أنا لم أر على جبين أحد من الحاضرين إشارة تقول 14 آذار أو 8 آذار”. ولكن نحن كأبناء الجالية نعرف الميول السياسية والحزبية لبعضنا البعض. ففي بداية الزيارة كانت قوى “14 آذار”، وتحديدا المسيحية منها، تشارك وتعمل من أجل إنجاح الزيارة أكثر من أي طرف آخر ولكنها فجأة توقفت عن تقديم هذا الدعم. وحسب المعلومات التي وردتنا، أن تعميما جاء من الخارج دعا هذه القوى الى مقاطعة زيارة الراعي. وحصل وأن إلتقيت ببعض الأعضاء من حزب “القوات اللبنانية” وجرى بيني وبينهم حديث جانبي سألتهم فيه عن صحة هذا التعميم، وجاء الرد بالإيجاب. وبرأيي إن مقاطعة زيارة الراعي أمر لا يجوز، فالبطريرك هو للجميع وليس لفئة دون أخرى. كما أؤكد شخصيا على مشاركة بعض الحزبيين في قوى “14 آذار” في بعض المناسبات ولكن بصفة فردية وعائلية وليس بصفة حزبية.
– هل كان الراعي راض عن جولاته في مدن ميشيغن؟
– لا أستطيع أن أصف مدى سعادة البطريرك خلال تنقله بين مدن ميشيغن وكنائسها ومساجدها، وهو مفعم بالطاقة والحيوية وبروحه المرحة ونفسيته المتواضعة. وقال لي عند وصوله الى ميشيغن، ونحن نقوم بالتحضيرات اللازمة لإستقباله، أنه جاء الينا من أجل أن يعيش بيننا لمدة يومين تماما كما نعيش وقد رفض أن تكون السيارة المعدة لتنقله فخمة وطلب أن تكون كل الترتيبات بسيطة ومتواضعة. وخلال تنقلاتنا في السيارة، كان يرفض الجلوس في المقعد الخلفي..
وفي ختام الزيارة وقبل أن يستقل الطائرة متوجها الى سانت لويس في ولاية ميسوري طلب مني أن أشكر كل أبناء الجالية وقال: “أرسل سلامي الى الجميع وقل لهم أن ما حصل في ميشيغن أعجوبة، كل هذا الزخم من المناسبات واللقاءات دون وقوع أي مشكلة هو بمثابة أعجوبة”.
ووصلتنا رسائل من البطريرك، بعد رحيله، شكر فيها كل القيمين وأبناء الجالية.
– ما هي أكثر اللحظات التي أثرت بك في زيارة الراعي؟
– الزيارة بمجملها كانت مؤثرة جدا، وقد ثأثرت بعفوية البطريرك وطيبته وصدقه وتواضعه ومحبته والرسالة التوحيدية التي حملها الى أهل ميشيغن من أبناء الجاليتين اللبنانية والعربية. إلا أن أكثر لحظتين أثرتا بي، الأولى كانت في “المركز الأميركي الإسلامي” عندما طلب الشيخ محمد المارديني، إمام المركز، أن تتلى سورة الفاتحة وبعدها طلب الراعي تلاوة “أبانا والسلام” و”السلام عليك يا مريم” فكانت لحظة مؤثرة لا توصف. أما اللحظة الثانية، فهي عندما طلب الراعي في زيارته الى مدينة فلنت إهداء أغنية “عيد الميلاد” الى الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، الذي صادف عيد مولده في نفس ذلك اليوم.
– هل كنت راضيا عن مساعدة أبناء الجالية من الناحية اللوجستية والعملانية في إنجاح زيارة الراعي؟
– إن المشاركة والدعم من أبناء الجالية، بالفعل، كان أكثر مما كنا نتوقع ولا أريد أن أذكر أية أسماء كي لا أحرج أحدا. وأوجه شكري الى كل من شارك ودعم في إنجاح هذه الزيارة، سواء أكانت الجهة رسمية أو روحية أو أمنية والشكر موصول إلى أبناء الجالية كافة. فهذه الزيارة التاريخية للبطريرك الراعي رسخت التعاون والمحبة بين أبناء الجالية في ميشيغن الى الأبد.
Leave a Reply