اتصل الرئيس الاميركي باراك أوباما، الاربعاء الماضي، هاتفيا بالمرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني بعد ان تأكد فوز الاخير بترشيح الحزب له في السباق الى البيت الابيض في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وأعرب له عن أمله بأن يحصل بينهما “نقاش صحي حول مستقبل الولايات المتحدة”، حسب بن لابولت المتحدث باسم حملة اوباما. وبدوره اكد مسؤول في حملة رومني حصول الاتصال الهاتفي، موضحا انه كان “مقتضبا ووديا” وان الحاكم رومني “شكر الرئيس على تهنئته له”. وكان ترشيح رومني تأكد، الثلاثاء الماضي، بعد حصوله على عدد المندوبين الكافي للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري اثر صدور نتائج الانتخابات التمهيدية في ولاية تكساس. مع العلم ان ترشيحه كان بحكم المؤكد بعد انسحاب كل منافسيه.
أوباما يمنح »وسام الحرية«، أرفع الأوسمة الأميركية، لأسطورة الغناء الأميركي بوب ديلان في حفل أقيم الأسبوع الماضي في البيت الأبيض. (رويترز) |
وافاد استطلاع للرأي اجراه موقع “ريل كلير بوليتيكس” ان اوباما يتقدم بفارق بسيط على منافسه الجمهوري، اذ حصل الاول على 45,6 بالمئة مقابل 43,6 بالمئة للثاني، وهي أعلى نسبة يحققها رومني في مواجهة أوباما بالمقارنة مع إستطلاعات الرأي السابقة.
أوباما يجازف بصورته لمواجهة خصمه
ويواصل فريق حملة أوباما توجيه الضربات إلى المرشح رومني بما في ذلك استخدام الدعاية السلبية التي تحمل مجازفة بالشعبية التي يحظى بها الرئيس المنتهية ولايته. وقد اعتمد فريق أوباما منذ الأسبوع الماضي إستراتيجية هجومية على رومني تستهدف خصوصا مسيرته في القطاع الخاص عندما كان يتولى إدارة صندوق للاستثمار، وتصفه أشرطة فيديو دعائية بأنه “مصاص للدماء” و”مدمر للوظائف” و”نقيض روبن هود”، أي يسلب الفقراء ليعطي الأثرياء، وذلك على خلفية صور لمصانع تمت تصفيتها وموظفين فصلوا من أعمالهم. وفي نهاية هذه الأفلام يسمع الرئيس وهو يقول “أنا باراك أوباما وأؤيد هذه الرسالة”.
ولفت كلايد وليكوكس أستاذ العلوم السياسية في “جامعة جورج تاون” في واشنطن إلى أن أنصار أوباما قرروا محاولة وضع العراقيل أمام زيادة شعبية رومني، وذلك يمكن أن يكون خطرا بعض الشيء “على صورة الرئيس المرشح”. واعتبر أن الشعبية الشخصية يمكن أن تؤدي دورا حاسما في يوم الانتخاب بتقليص الفارق بشكل كبير بين المرشحين، وقال “إظهار المرشح جذابا يمكن أن يعني ميلا للثقة بحكمه”. لكن الحجج القاسية التي استخدمها فريق أوباما في الحملة وأثارت الانزعاج حتى لدى بعض حلفائه، قد تجعله يخسر أصواتا من الناخبين الوسطيين. وهذه المجموعة من الناخبين تتخلى عادة عن مرشحين يلجأون إلى الدعايات السلبية. ويرى أستاذ العلوم السياسية في “جامعة كولومبيا” في نيويورك روبرت أريكسون أن فريق أوباما يقوم بـ”مجازفة محسوبة”. وقال إنها “ربما (تكون) كلفة الحملة، تخسر نقاطا على المستوى الشخصي لكن منافسك يخسر أكثر”.
Leave a Reply