حسن بزي: مكافحة التمييز والمخدرات وتوفير اللحم الحلال في المدارس على رأس أولوياتنا
التنظيم هو شكل من أشكال القيادة التي تؤدي الى احداث التغيير في مجتمع ما. ومع تزايد العرب الأميركيين في مدينة ديربورن هايتس عبر السنوات الأخيرة أصبح من الملح إيجاد آلية عمل تحفظ مصالحهم في المدينة.
وعلى ضوء قضية التمييز المثارة ضد منطقة “كريستوود” التعليمية والمتهمة فيها بإهمال الطلاب الأجانب (وأكثريتهم من العرب) إضافة الى استبعاد توظيف معلمين عرب أميركيين في مدارسها، وجد أهالي الطلاب في المدينة أنفسهم مضطرين للانخراط المباشر بالعمل العام لحفظ مصلحة ومستقبل أبنائهم.
وفي حديث لـ”صدى الوطن”، قال حسن بزي، وهو أحد مؤسسي المنظمة، أن فكرة العمل الأهلي العام “فُرضت علينا”. وقال: “لقد ساهمت ظروف عديدة في تأسيس المنظمة، وقد بدأت القصة منذ أربعة سنوات بعد أن بدأ وقوع التغيير الحقيقي في ديموغرافية المدينة والازدياد الكبير في عدد السكان العرب فيها”، وجاء ذلك، برأي بزي، نتيجة عدة عوامل اقتصادية كثيرة أفرزها الركود الذي أصاب ميشيغن وانهيار أسعار العقارات وغير ذلك.
ويقول بزي “اليوم المزيد من الناس يتجهون غرباً من ديربورن الى ديربورن هايتس، ما جعل منطقة “كريستوود” التعليمية التي تشرف على مدارس المدينة تلحظ زيادة كبيرة في عدد الطلاب العرب حيث أصبح اليوم أكثر من 50 بالمئة من طلاب المدارس من أصول عربية، وأضف الى ذلك أن معظم المهاجرين العرب لا يتحدثون اللغة الانكليزية، ولديهم أبناء تتراوح أعمارهم بين الرابعة والخامسة عشرة سجلوا بالمدارس وهم أيضا لا يتقنون الانكليزية، مما كان يستوجب من منطقة “كريستوود” الالتفات الى وضعهم الأكاديمي حسب ما تقتضيه قوانين الولاية والحكومة الفدرالية، ولكن على عكس ذلك تم تجاهلهم مع أهاليهم”.
وأوضح بزي أن “المدارس العامة هنا تتلقى مساعدات مالية من الحكومة الفدرالية من أجل توظيف وتعيين مدرّسين متخصصين للطلاب الأجانب وثنائيي اللغة لتعليمهم الإنكليزية، ولكن يبدو أن “كريستوود” لم تطبق المعايير الفدرالية. لذلك كان علينا التحرك لوضع مجلس “كريستوود” التربوي والمنتخب من قبل الأهالي، أمام مسؤولياته ومحاسبته على سياسة الإهمال وعدم النظر في شكاوى الطلاب وأهاليهم”.
وأمام هذا المشهد اضطر الأهالي، حسب بزي، الى تقديم شكاوى عبر مؤسسات حقوقية الى وزارة العدل الأميركية للتحققيق في تجاوزات المجلس للمعايير الفدرالية، إضافة الى شكاوى مماثلة رفعت لسلطات الولاية. “هدفنا من كل هذا هو تصحيح مسار المجلس التربوي في ديربورن هايتس لتوفير فرص النجاح الأكاديمي لأبنائنا”.
عملياً، بدأت فكرة إنشاء المنظمة الأهلية بعد اجتماع دوري مفتوح جمع المجلس التربوي بأهالي الطلاب، ظهر فيه جلياً تخوف الأهالي من طرح مشكلاتهم أمام المجلس، لغياب آلية عمل ومتابعة واقعية. ويقول بزي “البعض كان يتردد في الحضور أصلاً رغم إدراكه أن ابنه لا ينال الاهتمام الأكاديمي اللازم، هذا وغيره جعل الأمور تتفاقم بسبب غياب المتابعة، ما دفع مجموعة من النشطاء للتشاور مع الأهالي لإنشاء منظمة تعنى بمتابعة قضية التمييز الممنهج ضد الطلاب الأجانب في مدارس كريستوود”.
ويضيف “المنظمة، التي رأت النور بعد أسبوع من ذلك الاجتماع تعمل اليوم على متابعة ومعالجة اهتمامات الأهالي وتقييم الوضع العام وكافة المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها العرب في ديربورن هايتس”.
وتوجه بزي، عبر “صدى الوطن” للأهالي ودعاهم للمشاركة الفعالة في الشأن العام عبر حضور الاجتماعات ومتابعة مصالح الجالية وأبنائها في المدينة ومنطقتها التعليمية.
ويقول “العمل المؤسساتي هو مفتاح النجاح في أميركا، وليس العمل المنفرد.. ندعو كل من يرغب بالانخراط في المنظمة بدافع نية العمل الصادق لمصلحة الجالية، وليس للمنصب والبروز، أن ينضم الى جهودنا”. وأضاف بزي في معرض حديثه “صحيح ان خطوة تأسيس المنظمة جاءت متأخرة.. ولكن أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً”.
قضايا هامة على أجندة المنظمة الأهلية
كما نوه بزي أن القضية الأهم التي تعمل على تفعيلها المنظمة في أوساط الجالية العربية في ديربورن هايتس، هي مسألة المشاركة في عملية الانتخابات “لأن التصويت هو الخطوة الأولى لإبراز الثقل العربي في المدينة والدفاع عن حقوقنا”. وتابع “الذهاب الى مراكز الاقتراع يوم الانتخاب والادلاء بصوتك أمر سهل لكن مردوده كبير. فالانتخاب لا يحتاح سوى خطوتين: الأولى، أن تكون مسجلاً للتصويت، والثانية، أن تدلي بصوتك يوم الانتخاب… هاتان الخطوتان كفيلتان بوضع العرب على الخارطة والحفاظ على حقوقهم المدنية والسياسية والتربوية”. أما القضية الثانية التي تضعها المنظمة الأهلية على أجندتها، حسب بزي فهي مسألة “توفير الأكل الحلال في مدارس منطقة “كريستوود” وهذا حق من حقوقنا.. وقد طرحنا هذه المسألة، ولمسنا تجاوباً من المجلس التعليمي الذي طلب منا أن نشرح ما معنى “الأكل الحلال”، وطلب حضور متخصص بهذه المسألة”.
أما القضية الثالثة التي تتبناها المنظمة يقول بزي “هي المطالبة بإيلاء أعيادنا الرسمية مزيد من الاهتمام”.
وإضافة الى ما سبق يؤكد بزي أن قضية مكافحة المخدرات في المدارس هي على رأس أولويات المنظمة واعتبر أن هذه الآفة “لا يمكن السكوت عنها وهناك أناس تعاني منها”. وقد نوه في ختام حديثه بأسلوب العمل الذي تتبعه المنظمة، حيث قال أنها تقسم الأهالي الناشطين الى مجموعات، وكل مجموعة تهتم بقضية معينة، حسب امكانياتها.
Leave a Reply