المنامة – في الوقت الذي تواصل الثورة البحرينية نضالها السلمي ضد النظام الملكي الحاكم، أعادت سلطات المنامة، في إطار محاولاتها المتواصلة لإخماد الاحتجاجات، اعتقال الناشط الحقوقي البارز نبيل رجب، على خلفية “تغريداته” على موقع “تويتر”، فيما قال وزير الداخلية البحريني إنه لم تصدر أية أوامر بتعذيب أو قتل المحتجين، بالرغم مما أبرزه تقرير لجنة التحقيق المستقلة، بالتزامن مع النظر في قضية شرطية متهمة بتعذيب صحافية. وقال محامي رجب محمد الجشي إن موكله اعتقل مرة جديدة بسبب كتاباته على موقع “تويتر”. وكتب رجب في تغريدات أخيرة أن “الشكوى (ضده) هي من الجلاد عادل فليفل وعيسى بن هندي مستشار الملك ومجموعة من الضباط السابقين، عن تغريداتي على رئيس الوزراء: تنح يا خليفة”. وعادل فليفل “جلاد” معروف بتعذيبه لـ”مئات المعتقلين” في السجون البحرينية بحسب تقرير نشرته صحيفة “الوسط” البحرينية في العام 2002. وكتب رجب على “تويتر”: “وصيتي لكم: هي أن تستمروا في نضالكم وتكونوا متواجدين دائماً ولا تيأسوا لأننا اهل حق وسننتصر ونحقق العدالة والديموقراطية في بلدنا بصمودكم”، ثم أضاف “تم سجني”.
ونفت ضابطة شرطة بحرينية امام المحكمة الجنائية البحرينية تهمة تعذيب الصحافية نزيهة سعيد التي تعمل مراسلة لقناة تلفزيون “فرانس 24″، وفقا لمحامين. وأفاد المحامون بأن الصحافية البحرينية لم تحضر الجلسة، فيما قررت المحكمة تأجيل القضية الى 24 حزيران (يوينو) المقبل من اجل مزيد من الدراسة. ووجهت النيابة العامة البحرينية للملازم أول في الشرطة سارة الموسى تهمة “استعمال القوة مع الصحافية لحملها على الاعتراف بجريمة” وقالت انها “قامت بضربها وأحدثت بها اصابات”. وأحالت النيابة العامة البحرينية الشرطية للمحكمة الجنائية بعدما اعلنت محكمة ابتدائية عدم صلاحيتها للنظر في الدعوى. والشرطية ملاحقة لانها اقدمت على ضرب الصحافية نزيهة سعيد فيما كانت تغطي التظاهرات المطالبة بإصلاحات سياسية في المملكة. وتعود أحداث القضية الى أيار (مايو) 2011 عندما استدعت الشرطة الصحافية لاستجوابها حول علاقاتها مع تلفزيون “المنار” اللبناني. وأكدت منظمة “مراسلون بلا حدود” ان شرطية اقدمت على ضرب الصحافية وتوجيه الشتائم والاهانات اليها لفترة طويلة من الوقت.
وقال وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة في تصريحات نشرت في صحيفة “غالف ديلي نيوز”: “أولا وقبل كل شيء التعذيب والقتل ليس من سياسة الحكومة. لم نصدر مطلقا أوامر او تعليمات بهذا الصدد كما اننا لم نتلق مثل هذه الاوامر… اي ضابط اتهم بمثل هذه الاتهامات يحاكم في المحكمة”. وأبدت جمعية “الوفاق” كبرى جمعيات المعارضة البحرينية “قلقها الشديد من استمرار عمليات التعذيب الوحشي المنهجي للمعتقلين من قبل قوات الأمن أثناء اعتقالهم وبعده”. وفي هذا السياق، أشارت “الوفاق” إلى حالة شاب يبلغ من العمر 22 عاماً من قرية شهركان، “اعتقلته قوات الأمن من قريته في 17 أيار الماضي مع صديق له، وتعرض للضرب المبرح في أجزاء من رأسه وأصيب بكسر في يده ورجله ورضوض في أنحاء جسمه وكذلك اصيب في ظهره بالسكاكين وحروق بالسجائر، وفق ما أفاد أهله”.
Leave a Reply