مع إنطلاق منافسات كأس الأمم الأوروبية، دبت الحماسة بين محبي كرة القدم في ديربورن، فبات من الطبيعي أن تجد ظهر كل يوم الوجوه مسمرة الى الشاشات في المقاهي المنتشرة في المدينة التي تضج بالتحليلات الكروية وأحياناً بالشتائم.
هذا المشهد يبدو طبيعياً في البلاد العربية لاسيما أثناء بطولتي كأس العالم وأوروبا، لكن العرب الأميركيين أبوا إلا وأن ينقلوه الى ”بلاد لا تثير حماستها سوى لعبة “الفوتبول” البدنية أو “البيسبول” المملة” يقول مازن وهو ينفخ أرجيلته في أحد مقاهي ديربورن.
التعلق بكرة القدم عادة حملها العربي معه الى ميشيغن، فمباراة “السوبر بول” بضخامتها لا تعنيه “وين الفن؟” يقول علي وهو يستلم نبريش الأرجيلة من مازن، “كرة القدم فن ومهارة وإبداع.. مشاهدتها متعة حقيقية”.
المتتبع لأعمار المرتادين الى المقاهي، يجد شريحة الشباب هي التي تحرص أكثر من غيرها على متابعة مباريات كرة القدم في المقاهي، لكن ذلك لا يعني إطلاقاً أن الشرائح العمرية الأكبر سناً أقل تعلقاً بكرة القدم، ولكن ما الفرق بين المشاهدة في البيت وفي المقهى؟
“صدى الوطن” استطلعت أجواء المقاهي التي تعج بالمشجعين، في وقت منافسات كأس الأمم الأوروبية التي تقام هذا العام في بولونيا وأوكرانيا، فوجدت أن الكرة “طغت على الجو” يقول أحدهم وهو يندب فرصة ضائعة للمنتخب الإسباني.
الروح رياضية، الحماسة مرتفعة، المرح والمنافسة يطغيان على كل الشوائب. والمتتبع للمشهد العام، يرى مشجعو الفرق يقومون بجمع الأعلام وشراء الفانيلات والتخطيط مسبقا لتحديد الأماكن والمقاهي التي سيتابعون بها المباريات، فتزينت المقاهي بحلة الحدث الأوروبي الذي يقام كل أربع سنوات وينتظره عشاقه بلهفة واشتياق، ويعتبرونه بمثابة “كأس عالم مصغرة” “لا ينقصها إلا البرازيل والأرجنتين”.. “هلا يورو 2012″، إنه “مونوتون” ممتع يستمر لشهر واحد لكنه يكسر “مونوتون الملل”.
حسن فحص، مالك مقهى “مانغو” يحدثك بحماسة عن التحضيرات الخاصة التي أجراها المقهى للتواصل مع محبي كرة القدم من شباب الجالية. “مرتادو “مانغو” يجدون الجو الملائم لمتابعة البطولة هنا”، يقول فحص، “نقوم بعمل الدعايات ولصق الاعلانات على الأبواب وتعليق أعلام الفرق المشاركة، وبشكل دائم نخبر الناس عن برنامج المباريات القادمة، ومن تكون الفرق المتأهلة، اضافة الى إخبار المرتادين كل يوم بموعد المباريات القادمة واسماء الفرق المتنافسة”.
الشاب عباس عثمان وهو من مشجعي المنتخب الألماني ويفضل حضور المنافسات في المقهى، يقول: “حضور المباريات في المقاهي، يضعك بجو الحماسة والندية والفرح خاصة أنه يجمعك مع الأصدقاء، ويبعد الأهل عن ضجيج وازدحام مشاهدة المباريات”، “أنا هنا رغم أنه يمكنني مشاهدتها في البيت.. هنا أجمل”.
أما محمد عثمان ورغم أنه على النقيض مع قريبه لأنه من أنصار المنتخب الاسباني، إلا أنه يتفق معه “فحضور المباريات بالمقهى له نكهة مميزة، خاصة مع الأرجيلة”.
يبدو أن “يورو 2012” قد تكون مخبأة بالمفاجآت من العيار الثقيل، فبالإضافة الى الفرق العريقة، هناك فرقاً يبدو أنها تهيأت لقلب الطاولة على الكبار مثلما فعلت الدانمارك واليونان في بطولتي 1992 و2004…
Leave a Reply