أورورا – مثل الشاب الأميركي جيمس هولمز، الإثنين الماضي، لأول مرة منذ اعتقاله بعد قيامه بارتكاب مجزرة مروعة راح ضحيتها ١٢ قتيلاً في إحدى دور العرض السينمائي في ولاية كولورادو خلال العرض الأول للفيلم الأخير من سلسلة «الرجل الوطواط»، لتفتح الباب أمام المطالبين بالحد من حمل السلاح في البلاد على مصراعيه. (مزيد من التفاصيل في الصفحة ١٢)
وبدا المشتبه به، وهو طالب دراسات عليا سابق، يبلغ من العمر 24 عاماً، في أول ظهور له أيضاً أمام العامة، وقد صبغ شعره بدرجات مختلفة من اللون الأحمر والبرتقالي، حيث كان ينظر إلى الأرض، قبل أن يرفع رأسه ليحدق طويلاً، دون أن تطرف له عين، أثناء أول جلسة تعقدها المحكمة له الاثنين.
وقدم المتهم نفسه للشرطة باسم «الجوكر» وهي شخصية شريرة في سلسلة أفلام «الرجل الوطواط»، وكان بين الحين والآخر يعطي إشارة على أنه يستمع بانتباه إلى إجراءات المحكمة، التي قررت استمرار حبسه بدون كفالة. ومن المقرر أن توجه المحكمة الاتهام رسمياً إلى هولمز الاثنين القادم، ويتوقع أن تتضمن اتهامات بالقتل من الدرجة الأولى، والتي قد يصدر حكم بمعاقبته بالإعدام إذا ما أدين بها، على خلفية قيامه بإطلاق النار على حشد من رواد السينما، بالإضافة إلى تفخيخ منزله بكمية كبيرة من المواد المتفجرة. ومن المرجح أن يقوم الدفاع بالمطالبة بتبرئته بسبب الجنون.
وفي تفاصيل جديدة عن المجزرة، أعلنت الشرطة أن مطلق النار اشترى أكثر من ستة آلاف رصاصة وطلق ناري بشكل قانوني عبر الإنترنت خلال الشهرين الماضيين، وأكدت عدم امتلاكه سجلا إجراميا أو صلات «إرهابية».
وأوضح قائد شرطة أورورا دان أوتس أن الذخائر والأسلحة الأربعة التي تزود بها هولمز من باعة السلاح المحليين في الأيام الستين الأخيرة، تم شراؤها بطريقة قانونية. وأكد أن عشرة من الضحايا قتلوا داخل صالة السينما خلال العرض الأول لفيلم «عودة الفارس الأسود»، فيما توفي اثنان متأثران بجراحهما. وأضاف أن من بين القتلى أطفالا وجنودا في الجيش الأميركي. وأضاف أن الغالبية العظمى من الضحايا أصيبوا بإطلاق النار، مؤكدا أن بضعة مصابين ممن نُقلوا إلى المستشفى تلقوا إصابات مختلفة خلال أجواء الهلع التي شهدها مسرح الجريمة لحظة إطلاق النار.
ومن بين الذخائر التي اشتراها الشاب ثلاثة آلاف طلقة نارية لأسلحة هجومية، وثلاثة آلاف رصاصة لمسدسات «غلوك» وثلاثمائة طلقة لبنادق.
وأضاف الشرطي أنه على الإنترنت، اشترى أيضا أمشاط بنادق هجومية بينها مشط من مائة طلقة. وأشار خبراء إلى أنه مع هذا المشط، كان بإمكانه إطلاق ما بين خمسين إلى ستين طلقة نارية خلال دقيقة واحدة، وهذا ما «يفسر إطلاق النار الكثيف والسريع داخل هذه السينما».
يذكر أن هولمز، الذي عرف بأنه منطوٍ على نفسه ولا يفضل الاختلاط بالناس، وكان يحضر للدكتوراه في علم الأعصاب قبل أن ينسحب منها قبل فترة، أطلق قنبلتين مسيلتين للدموع ثم فتح النار بطريقة عشوائية على الحضور داخل قاعة السينما.
ولفت قائد الشرطة إلى أن هولمز اعتقل خلف صالة السينما من دون أن يظهر أي مقاومة، وضبطت الشرطة في سيارته ثلاثة أسلحة وسلاحا رابعا داخل الصالة. وأضاف أن هولمز لم يكن معروفا لدى أجهزة الشرطة باستثناء مخالفة لزيادة السرعة أثناء القيادة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وكانت الشرطة في كولورادو أفادت أنها عثرت على متفجرات «متطورة للغاية» معدة للتفجير داخل شقته، وقد عمد إلى تفخيخها، مما دفع بالشرطة أن تطلب من جيرانه إخلاء منازلهم.
Leave a Reply