– دخلَ شاعرٌ على رجُلٍ بخيل، فامتقعَ وجْهُ البخيل وظهَرَ عليه القلقُ والإضطراب ووضَعَ في نفْسِهِ إنْ أكَلَ الشاعرُ مِنْ طعامِهِ فإنّه سيهجوه. غيْرَ أنّ الشاعرَ انتبهَ إلى ما أصابَ الرجُل فتَرفّقَ بحالِه ولمْ يطعم مِنْ طعامه ومضى عنْه وهو يقول:
تغيَّرَ إذ دخلْتُ عليه حتّى
فطنْتُ.. فقلْتُ في عرض المَقالِ
علَيَّ اليوم نذْرٌ مِنْ صيامٍ
فأشْرَقَ وجهُهُ مثْل الهلالِ
– جلسَ «أشعب» عند رجُلٍ ليتناولَ الطعامَ معه، ولكنَّ الرجُلَ لمْ يكنْ يريد ذلك ،فقال إنَّ الدجاج المُعَدّ للطعام بارد ويجب أنْ يسخّن، فقام وسخّنه، وترَكه فتْرةً وسخّنه وترَكه فترةً فبَرَد فقام مرّةً أخرى وسخّنه، ثمّ كرّر هذا العمل عدّة مرّات لعلّ أشعب يملّ فيغادر البيت، ولكنِّ أشعب قال له: أرى دجاجك وكأنّه آل فرعون، يُعرَضون على النار غدُوّاً وعشيّا.
– كان أحدُ الفقراء قد استأجرَ بيتاً قديماً لسكناه، وكان يسمع لسقْفهِ قرْقعةً مستمرّةً لأيّة حركةٍ مستمرّة، فلمّا جاء مالكُ المنزل قال له الساكن: أصلحَ الله حالك فأجابه مالكُ المنزل: لا تخَف إنَّ السقفَ صائمٌ يسبِّح ربَّه. فقال الساكن: أخشى بعْد الإفطار أنْ يطيلَ السجود وهو يصلّي القيام فلا يقوم ولا أقوم.
Leave a Reply