واشنطن – أربعون بالمئة من الأميركيين لا يحبون العرب والمسلمين، في وقت تعكس فيه هذه الاحصاءات انقساما واضحا بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وبين الشباب وكبار السن، وبين البيض وغير البيض من الأميركيين. هذه أبرز خلاصات الاستطلاع الذي أصدره «المعهد العربي الأميركي» في واشنطن.
لدى العرب والمسلمين في أميركا النسبة الإيجابية الأقل في نظرة الاميركيين مقارنة مع سائر المجموعات التي تشكل النسيج الأميركي. النظرة السلبية الى العرب خارج الولايات المتحدة تصل الى 39 بالمئة والى العرب الاميركيين 31 بالمئة، أما الى المسلمين خارج الولايات المتحدة فالنظرة السلبية تصل الى 41 بالمئة مقابل 33 بالمئة تجاه المسلمين الأميركيين. عند التدقيق أكثر في هذه الارقام، نجد أن 56 بالمئة من الديمقراطيين ينظرون بايجابية الى العرب والمسلمين الأميركيين، مقابل 48 بالمئة الى العرب والمسلمين خارج الولايات المتحدة. بينما 33 بالمئة من الجمهوريين ينظرون بإيجابية الى العرب الاميركيين و35 بالمئة الى المسلمين الاميركيين، مقابل 27 بالمئة ينظرون بايجابية الى العرب خارج الولايات المتحدة و26 بالمئة الى المسلمين خارج الولايات المتحدة.
بين الناخبين الأميركيين المستقلين، 57 بالمئة ينظرون بايجابية الى العرب الأميركيين و53 بالمئة الى المسلمين الأميركيين. والشباب بين 18 و 29 عاماً، 56 بالمئة منهم ينظرون بايجابية الى العرب الأميركيين و58 بالمئة الى المسلمين الأميركيين. بينما في الفئة العمرية اكثر من 65 عاما، 46 بالمئة فقط ينظرون بايجابية الى العرب الأميركيين و54 بالمئة الى المسلمين الأميركيين.
بين ناخبي الرئيس باراك اوباما النظرة الايجابية الى العرب الاميركيين تصل الى 60 بالمئة مقابل 36 بالمئة بين ناخبي منافسه الجمهوري ميت رومني، و62 بالمئة من ناخبي أوباما ينظرون بإيجابية إلى المسلمين الأميركيين مقابل 34 بالمئة بين ناخبي رومني. فيما قال 20 بالمئة من الأميركيين المستطلعين أنهم لا يعرفون او ليسوا متأكدين مما هو موقفهم من العرب والمسلمين. النظرة الإيجابية تجاه العرب الاميركيين، بحسب الاستطلاع، بين الأميركيين البيض تصل الى 38 بالمئة مقابل 51 بالمئة بين الأميركيين غير البيض.
وطبعا المرء عدو ما يجهل. يقول 59 بالمئة من المستطلعين إنهم لا يعرفون شخصيا أي عربي أو مسلم، وبين من يعرف شخصا عربيا أو مسلما النظرة الايجابية كانت 56 بالمئة بينما النظرة الايجابية تتراجع الى 34 بالمئة بين من لا يعرف أي عربي أو مسلم. الملفت أن في الاستطلاعات السابقة ذاتها، كانت النظرة الايجابية الى العرب 46 بالمئة للعام 2003، و43 بالمئة للعام 2010، و41 بالمئة هذه المرة، والنظرة الايجابية الى المسلمين 47 بالمئة للعام 2003، و35 بالمئة للعام 2010، و41 بالمئة في العام الحالي.
رئيس «المعهد العربي الأميركي» جيمس زغبي شرح هذا الأمر خلال مؤتمر صحافي مخصص للإعلان عن نتائج الإستطلاع معتبراً أن هذه الارقام ليست نتيجة اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على الولايات المتحدة بل نتيجة تراكم التعبئة الشعبية والإعلامية على مدى عقد من الزمن ضد العرب والمسلمين، والتي تصدر عن المحافظين، مشيراً الى أن بين مرشحي الرئاسة عند الجمهوريين من طرح فكرة إعلان قسم ولاء خاص بالمسلمين الأميركيين فيما النائبة الجمهورية ميشال باكمان شككت بولاء موظفين حكوميين مسلمين أميركيين.
ورأى زغبي ان على مدى عقد من الزمن طرح الأميركيون تساؤلات حول العرب والمسلمين، ومن وفر هذه الأجوبة جعلها مبنية على «التعصب الأعمى والجهل والخوف» وأن هناك «قرعاً مستمراً لطبول الهستيريا». واعتبر أن قضية المسلمين الأميركيين أصبحت بين القضايا المطروحة في حملات الانتخابات الرئاسية وأوباما في قلب هذا الأمر، فالمسألة لا تتعلق بالمسلمين الأميركيين بل بـ«نزع الشرعية عما يحاول الرئيس القيام به». وأكد أن «المعهد العربي الاميركي» سيكون حاضرا خلال هذا النقاش الانتخابي لمحاولة التأثير على هذا الأمر لكن «نحن منظمة صغيرة ونفعل ما بوسعنا».
وعندما طرح في الإستطلاع سؤال، «اذا حقق عربي أميركي مكانة هامة ذات نفوذ في الحكومة، هل تشعر بثقة أن هذا الشخص سيكون قادراً على القيام بالمهمة أو تشعر أن ولاءه الاثني قد يؤثر على عملية صنع القرار؟»، رأى 42 بالمئة أنه يمكنه القيام بالمهمة مقابل 32 بالمئة اعتبروا أن الولاء سيؤثر على قراره، واأعتبر 50 بالمئة من الديمقراطيين ان هذا الامر لن يؤثر على تأدية الواجب مقابل 32 بالمئة بين الجمهوريين.
السؤال نفسه عندما يطرح على من يتولى المنصب من المسلمين الأميركيين، كان الانقسام بالتساوي (38 بالمئة) من يرى أن ليس هناك عائق لتأدية المهمة ومن يرى أن الولاء الآخر سيكون عاملاً في صنع القرار.
Leave a Reply