جندي أميركي يفاجئ الجميع بنشر كتاب عن قتل بن لادن

واشنطن – في خطوة تتسم بالحساسية والخطورة قبل فترة قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفي الوقت الذي يحتدم فيه الجدل في واشنطن حول تسريب معلومات تتصّل بالأمن القومي، وذلك قبل أشهر قليلة على انتخابات الرئاسة، خرج أحد أفراد القوات البحرية الخاصة التي شاركت في قتل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن ليعلن إصدار كتاب يسرد تفصيلياً كواليس العملية. لم يكن وقع الخبر عادياً على المسؤولين الأميركيين الذين سارعوا للتعبير عن «مفاجأتهم» بالخبر، فهم لم يعرفوا بمسألة تأليف الكتاب، الذي يحمل عنوان «يوم عسير: السرد التفصيلي الأول للمهمة التي قتلت بن لادن»، سوى من وسائل الإعلام، وبالتالي لم يخضع ما كُتب لتدقيق الأجهزة الحكومية المسؤولة عن ضمان عدم كشف الأسرار. 

واكتفى المؤلف، الذي وقع الكتاب باسم مستعار هو «مارك أوين» إلى جانب كيفين مورار المشارك في التأليف، بعرض مؤلفه على محام سابق متخصص في العمليات الخاصة. وقد «راجعه الأخير للاطلاع على المعلومات الميدانية والفنيّة والإجرائية، فضلاً عن معلومات يمكن أن تعتبر سريّة، ووجد أنه لا يمثل خطورة على الأمن القومي»، بحسب ما أفادت المتحدثة باسم دار «دوتون» للنشر كريستين بول. وفيما اتهم متابعون الرئيس الأميركي بتسريب معلومات منتقاة عمداً لتعزيز صورة الديموقرطيين، يبدو أن «المفاجأة» كانت حقيقية في ما يتعلّق بالكتاب الذي أُعلن صدوره بالتزامن مع ذكرى 11 أيلول المقبلة. وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور قائلاً «لقد علمنا بأمر هذا الكتاب اليوم من التقارير الصحافية. لم نراجعه ولا نعلم محتواه»، في وقت أكد «البنتاغون» أنه لم يراجع الكتاب كما لم يساعد على تقديم معلومات للمؤلفين. 

مع العلم أن هناك لائحتين على الأقل في وزارة الدفاع تتطلبان أن تراجع الوزارة كتابات الجنود المتقاعدين التي تحتوي على مواد حساسة. كذلك أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية عن عدم معرفتها بشأن الكتاب. 

يُذكر أن إيرادات «يوم عسير» ستعود إلى أسر القتلى من أفراد القوات البحريّة الخاصة، بحسب ما صرّح به مؤلف الكتاب. ولفتت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن الكتاب سيرفع الغطاء عن السرية التي نفذت بها إدارة أوباما الحملة لقتل بن لادن، كما يمكن أن يثير قضايا قانونية وسياسية حول الحملة العشواء والعدوانية التي وقعت آنذاك. وليس من الواضح بعد، وفقا للصحيفة، ما إذا كان «البنتاغون» أو «السي آي أي» سيتحركان بأي إجراء ضدّ الكاتب، مع العلم أن هوية الأخير ستبقى مجهولة بعد إصدار الكتاب وسيتم تمويه صوته وصورته خلال فترة الترويج.