«خطابات الأمم»: أوباما متمسك بإسقاط الأسد وبالدبلوماسية مع إيران.. وإسرائيل تطالب بـ«خطوط حمر» لردع طهران
نيويورك – اجتمعت أكثر من 120 دولة في الدورة الـ67 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمقرها في نيويورك حيث طغت الأزمة السورية والمشروع النووي الإيراني والقضية الفلسطينية والإساءة الى الإسلام على معظم الخطابات.
الموقف الأميركي كان متشدداً حيال سوريا ومتراخياً نسبياً مع إيران، وفي حين ركزت معظم الخطابات الغربية على الأزمة السورية وضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلن من موسكو وعلى وقع الخطابات في نيويورك، أن أي محاولة لاستخدام القوة من جانب واحد أو التدخل في أحداث بالشرق الأوسط (سوريا) أو شمال أفريقيا (مالي) ستكون غير بنّاءة.
نتنياهو يستخدم رسماً أمام الجمعية العمومية لتأكيد خطورة المرحلة التي بلغها البرنامج النووي الإيراني. (رويترز) |
عربياً، كان أمير قطر يطالب بتدخل عسكري عربي، لكن دعوته لم تلق آذاناً صاغية في نيويورك، حتى أن الملك الأردني قابلها بالرفض من على المنبر ذاته وفي أقل من ٢٤ ساعة. أما «الزعماء» الجدد لدول «الربيع العربي»: المصري والتونسي والليبي واليمني فلم يحملوا معهم ما يلفت الأنظار حيث مروا في أروقة الأمم المتحدة ومنابرها مرور الكرام، مؤكدين واقع بلدانهم العاجزة عن اتخاذ مبادرات في ظل موقف يمني يطالب بحل سلمي في سوريا.
حتى أن الولايات المتحدة نفسها بدت عاجزة عن القيام بالكثير بفعل اقتراب موعد انتخاباتها الرئاسية من جهة، وبفعل الأزمة المالية التي تمنعها من التوجيه والتأنيب والتهديد، لكونها عاجزة عن الإقدام على أي شيء من جهة ثانية.
وفي كلمته الافتتاحية، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تخوّفه من أن «الباب قد يغلق نهائياً» أمام حل الدولتين في الصراع العربي الإسرائيلي. وبعدما حذر من توسّع المستوطنات الإسرائيلية وتأثيره على السلام، أضاف «وأرفض كذلك لغة إنكار الشرعية والتهديد بالعمل العسكري من دولة لأخرى. أي هجوم من هذا النوع سيكون مدمراً»، في إشارة واضحة لتهديد إسرائيل بشن هجوم عسكري يستهدف المنشآت النووية الإيرانية.
وفي الموضوع السوري، اعتبر أن ما يحصل «كارثة إقليمية لها تداعيات عالمية»، مضيفاً إنه يتعين على العالم «وقف العنف وتدفق السلاح الى الجانبين وبدء عملية انتقالية يقودها السوريون في أسرع وقت ممكن». وتابع «ينبغي للمجتمع الدولي ألا يشيح بوجهه عن العنف… إن الانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان مستمرة، خصوصاً من قبل الحكومة، ولكن أيضاً من مجموعات المعارضة».
أوباما يتمسك بالدبلوماسية مع إيران: الأسد يجب أن يسقط
وفي خطابه، جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما كلامه عن أن نظام الأسد «يجب أن ينتهي»، داعياً إلى فرض العقوبات عليه. وربطاً بين هجومه على إيران والأزمة السورية، اتهم الرئيس الأميركي طهران بمساعدة «ديكتاتور في السلطة» على حد قوله، مشيراً إلى أنه «حان الوقت لعزل من جعلوا من كره الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب مبدأهم السياسي الرئيسي». وأضاف «مثلما يقيّد (الأسد) حقوق شعبه فإن الحكومة الإيرانية تدعم دكتاتوراً في دمشق وتدعم مجموعات إرهابية في الخارج».أما في ما يتعلق بالمشروع النووي الإيراني، فأكد الرئيس الأميركي على مسعاه إلى حلّ الخلاف بالطرق الديبلوماسية، وأوضح أن إيران فشلت في برهنة أن مشروعها النووي سلمي، كما فشلت في الإيفاء بالتزاماتها تجاه لأمم المتحدة. ومجدداً، أكد أوباما أنه «على الجميع الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود»، مضيفاً أن «الهدف واضح، دولة يهودية مستقلة وآمنة، ودولة فلسطينية مستقلة ومزدهرة، يجب الوصول إلى السلام بين الشعبين».
وفي تعليقه على الاحتجاجات التي شهدتها الدول العربية والإسلامية على خلفية فيلم «براءة المسلمين» والتي أسفرت عن مقتل السفير الاميركي في بنغازي، لفت إلى حدوث «تقدم» منذ اندلاع ثورات «الربيع العربي»، إلا أن الاضطرابات التي شهدها العالم الإسلامي مؤخراً أظهرت أن «السبيل إلى الديموقراطية لا ينتهي بالاقتراع». وشدّد على «أنه لا توجد عبارات تعذر قتل الأبرياء، كما لا يوجد فيديو يبرر هجوماً على سفارة»، لافتاً إلى أنه «لا توجد أي اساءة يمكن ان توفر مبرراً كي يحرق الناس مطعماً في لبنان أو يدمّرون مسجداً في تونس او يتسبّبون بالموت والدمار في باكستان». وأكد أن الفيلم «ليس مهيناً للمسلمين فقط، بل للأميركيين أيضاً»، وأن الاعتداء على المواطنين الأميركيين هو «اعتداء على أميركا».
ردود على موقف أوباما من الفيلم المسيء
ورداً على دفاع الرئيس الأميركي طالب قادة مسلمون بتحرك دولي لمنع إهانة الدين. وقال رئيس إندونيسيا -أكبر دولة إسلامية في العالم- سوسيلو بامبانغ يودويونو إن الفيلم يكشف مرة جديدة عن «الوجه القبيح» للتشهير بالدين. وأشار يودويونو إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يقول إن «على الجميع الالتزام بالأخلاقيات والنظام العام»، وأضاف أن «حرية التعبير بالتالي ليست مطلقة». ودعا إلى «آلية دولية لمنع التحريض على العدائية أو العنف بسبب الدين أو المعتقدات، بشكل فعال أكثر».
من جهته قال الملك الأردني عبد الله الثاني إنه يدين «كل فعل يسيء إلى اسم الرسول الكريم أو يستغل اسمه أو اسم الإسلام أو أي دين آخر زورا لتبرير العنف كتلك الأفعال التي شهدناها مؤخرا». وأضاف أن «هذا أمر لا مجال فيه للخلاف، فواجبنا جميعا، من أتباع الأديان في كل مكان، أن ننشط في الدعوة إلى التفاهم وأن ننخرط في حوار عالمي أكثر فاعلية وتأثيراً».
من جانبه ندد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بما أسماه «التحريض على الكراهية» ضد المسلمين، وطالب بتحرك من الأمم المتحدة. وقال أمام الجمعية العامة «رغم أنه لا يمكننا أبدا أن نوافق على العنف، على المجموعة الدولية ألا تتحول إلى مراقب صامت ويجب أن تعاقب على مثل هذه الأعمال التي تدمر سلام العالم وتعرض أمن العالم للخطر عبر إساءة استخدام حرية التعبير».
وبدوره ندد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي «بدناءة المتعصبين» الذي أنتجوا فيلم «براءة المسلمين» وقال إن «التهديد الذي تشكله كراهية الإسلام يعتبر ظاهرة مقلقة تهدد السلام والتعايش».
أمير قطر يطالب بتدخل عسكري عربي.. والأردن واليمن مع الحل السلمي
من جهته، واصل الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني حملته على سوريا مطالباً بتدخل عسكري وسياسي عربي في سوريا في ظل «عجز المجتمع الدولي»، مطالباً بتقديم «كافة أشكال الدعم للشعب السوري حتى تتحقق مطالبه المشروعة».
واعتبر حمد أن «الوضع في سوريا بلغ مراحل لا تحتمل، إذ يسقط مئات السوريين يومياً بنيران نظام لا يتورع عن استخدام كل أنواع السلاح ضد شعبه، في ظل فشل مجلس الأمن من الاتفاق على موقف فاعل»، موضحاً لذلك «نرى أن تدخل الدول العربية سياسياً وعسكرياً وإنسانياً لوقف العنف وضمان انتقال السلطة هو الحل، على غرار ما حصل حين تدخلت قوات الردع العربية في لبنان في سبعينيات القرن الماضي وكانت خطوة ناجحة وأثبتت جدواها». وعرج حمد على القضية الفلسطينية التي وصفها بـ«القضية الأساسية»، مطالباً بعدم مواصلة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة العربية ومزارع شبعا إلى جانب الحصار المفروض على قطاع غزة». واعتبر أن «عملية السلام توقفت بسبب سياسة الاستيطان الإسرائيلية»، متسائلاً «لماذا لا يصدر مجلس الأمن قراراً تحت الفصل السابع يلزم إسرائيل بوقف الاستيطان وفك الحصار عن غزة والسير بعملية السلام؟».
وفي اليوم التالي، استبعد العاهل الأردني المقترح القطري وقال إنه «ليس هناك بديل عن الحل السياسي» في سوريا، داعياً المجتمع الدولي الى تقديم المزيد من العون لبلاده التي تستضيف اكثر من 200 الف لاجئ «للحيلولة دون وقوع مأساة انسانية» مع اقتراب فصل الشتاء.
كما تناول رئيسا مصر واليمن، الأزمة السورية، حيث وصفها الرئيس المصري محمد مرسي بـ«مأساة العصر»، داعياً إلى رحيل النظام عبر المفاوضات من دون أي تدخل عسكري خارجي، في وقت كان سبقه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عبر تأكيده على ضرورة الحل السياسي لإنهاء الأزمة. وفي أول خطاب له منذ انتخابه أمام الجمعية العامة، وصف مرسي الأزمة السورية بـ«مأساة العصر»، مؤكداً على رفض بلاده للتدخل العسكري الخارجي، بل ضرورة إرساء تسوية شاملة من خلال المفاوضات، ورحيل النظام «القاتل» بحسب تعبيره. وفي ما يتعلق بوجود الأسلحة النووية في المنطقة، اعتبر مرسي أن «إرادة الشعوب في منطقتنا لم تعد تتقبل استمرار أي دولة خارج معاهدة منع الانتشار النووي، ولا عدم تطبيق نظام الضمانات على منشآتها النووية خصوصاً لو اقترن هذا بسياسات غير مسؤولة وتهديدات تلقى جزافا»، في إشارة إلى إسرائيل. وأضاف أن «قبول المجتمع الدولي بهذا السباق أو محاولة إضفاء الشرعية عليه أمر خطير بحد ذاته ويجب مواجهته بحسم حتى لا يسود قانون الغاب». وشدد على ضرورة تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل.
وبدوره ناشد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المجتمع الدولي توفير الدعم لبلاده التي تعاني أزمة اقتصادية خانقة، معتبراً أنه «لا يزال هناك الكثير من العوائق الاقتصادية والسياسية أمام التطور في اليمن». وفي الشأن السوري، دعا الرئيس اليمني طرفي الأزمة إلى «تحكيم لغة العقل»، مؤكداً أنه «لا بديل للسوريين عن مبادرة ترسي انتقالاً سلمياً للسلطة». كما أدان الإساءة للرموز الإسلامية، رافضاً ردود الفعل العنيفة التي نتجت عنها، وسوء استخدام حرية التعبير.
ومن جهة ثانية، قال إن «ما يحدث في فلسطين يؤسفنا بسبب استمرار الاستيطان ومحاولات هدم المسجد الأقصى»، معلناً تأييد اليمن لطلب دولة فلسطين العضوية الكاملة داخل الأمم المتحدة.
تصعيد فرنسي ضد سوريا وإيران
أما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فقد تحدث بلغة التصعيد في الملف السوري حيث أكد خلال كلمته على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتحرك «عاجل» في سوريا، «لأن هناك ضرورة ملحة». واعتبر أن نظام الأسد ليس له مستقبل، داعياً الأمم المتحدة إلى «حماية المناطق التي حررتها» المعارضة السورية. وأضاف «أخــذت قــراراً باسم فرنسا بأن أعترف بالحكومـة السورية الجديدة فور تشكيلها». أما في ما يتعلق بالموضوع الإيراني، أشار هولاند إلى أن «إيران تتجاهل مطالب المجتمع الدولي بخصوص برنامجها النووي»، لافتاً إلى أن «باريس لن تتساهل إزاء مواصلتها الاستخفاف بالالتزامات الدولية وتهديد استقرار المنطقة». وأفاد بأن باريس مستعدّة وشركاءها في الاتحاد الأوروبي، لفرض عقوبات جديدة على إيران. كذلك، تعهد الرئيس الفرنسي «بالسير على طريق المفاوضات في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية للوصول إلى حل الدولتين».
وخلال حديثه عن حرية الشعوب ودور المجتمع الدولي بعد طرح ضرورة دعم قرار مجلس الأمن الدولي لـ«السماح لمالي باســتعادة أراضيها»، وإنهاء العنف في الكونــغو، قال الرئيس الفرنسي إن «كل دولة مسؤولة عن حمــاية مدنييها وفي حال تخلّفت أي دولة عن ذلك فيعــود لنا القيام بذلك بدلاً عنها».
نتنياهو يطالب بخطوط حمر لردع إيران: إسرائيل باقية الى الأبد
ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوضوح تمسكه بحملة عنوانها «الخطوط الحمراء» على ايران التي رفضها الرئيس أوباما من المنبر ذاته قبل يوم واحد. كما أكد نتنياهو أن إسرائيل ستسعى إلى وقف البرنامج النووي الإيراني بكل الطرق، معتبراً أن وقت الحل الديبلوماسي «بدأ ينفد».
لكن خطاب نتنياهو جاء بعد تصريحات لوزير خارجيته دان أيالون بأن الجمهورية الإسلامية على وشك الإفلاس بسبب العقوبات الدولية الاقتصادية والمضي في برنامجها النووي، بالتزامن مع الكشف عن وثيقة من الخارجية الإسرائيلية تعتبر أن العقوبات الدولية المفروضة على طهران ألحقت أضراراً بالاقتصاد الإيراني أكبر مما كان يُعتقد. ويشكل ذلك إقراراً اسرائيلياً غير مسبوق بـ«فعالية» المقاربة الاميركية للملف الإيراني. وقال نتنياهو إن «إيران سترضخ أمام خط أحمر واضح، ولا شيء يؤثر على مستقبلنا أكثر من إيران مسلحة نووياً»، متسائلاً «من سيشعر منكم بالأمن في الشرق الأوسط أو أميركا أو أوروبا أو أي مكان إذا تسلحت إيران بالنووي؟»، مؤكداً أن «إيران تستغل المفاوضات لشراء الوقت، فلننظر إلى ما حققه النظام الإيراني من دون الحصول على السلاح النووي».
وتابع نتنياهو قائلاً إن «السؤال ليس ما إذا كانت إيران ستطوّر قنبلة، ولكن في اي مرحلة لا يمكن وقفها»، مشيراً إلى أن «إيران قطعت 70 بالمئة من المشوار، وقد تستطيع تطوير مفجر نووي خلال أشهر قليلة».
وتوجّه نتنياهو «لمن يدّعون أن الدولة اليهودية ليس لديها جذور في المنطقة أو أنها سوف تضمحل في القريب العاجل»، ان «إسرائيل موجودة منذ زمن في التاريخ»، مضيفاً «تمكنا من تخطّي الكثير ممن كانوا يريدون تدميرنا. شعب إسرائيل لا يزال مستمراً والدولة اليهودية سوف تعيش إلى الأبد». وذلك رداً على كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته أمام الجمعية العامة، الذي تراجع خلالها عن مطلب حصول فلسطين على عضوية كاملة مطالباً بصفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة، مؤكداً في الوقت ذاته على طريق المفاوضات للوصول إلى حل الدولتين. ولكن يبدو أن الرئيس الفلسطيني التزم قبل يومين في نيويورك خلال لقائه مع شخصيات يهودية، بصيغة لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل من دون شروط مسبقة، كما وعد بأن يكون خطابه أمام الجمعية العامة «إعلاناً ايجابياً» عن العلاقة الخاصة مع إسرائيل.
وأمل عباس أن «تعتمد الجمعية العامة قرارا يعتبر دولة فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة خلال هذه الدورة» التي تنتهي في أيلول العام 2013، مشيراً إلى أنه «من أجل تعزيز فرص السلام سنواصل مساعينا للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة وللهدف نفسه بدأنا مشاورات مكثفة مع مختلف المنظمات الإقليمية والدول الأعضاء كي (تعتمد) الجمعية العامة قرارا يعتبر فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة خلال هذه الدورة». وأضاف «نحن على ثقة بأن الغالبية الساحقة تؤيد مسعانا… نحن نهدف إلى تكريس دولة يجب أن تقام هي فلسطين، ولا نسعى لنزع الشرعية عن إسرائيل بل هم يريدون أن يمنعوا الشرعية عنا». واعتبر عباس أن «الاحتلال الإسرائيلي يبقى العائق الوحيد أمام قيام دولة فلسطين»، لافتاً إلى أن «تجربة التفاوض مع إسرائيل من دون مرجعية واضحة، أثبتت فشلها». وانتقد سياسات الاستيطان واصفاً إياها بـ«الكارثية والعنصرية»، محذراً من أن إسرائيل «تعد الشعب الفلسطيني بنكبة جديدة». وتابع أن «تجاهل الممارسات الإسرائيلية يعطي الاحتلال رخصة لمتابعة التطهير العرقي وإقامة نظام الفصل العنصري». وأضاف ان «السنوات الأخيرة شهدت خطوات إسرائيلية نحو تفريغ اتفاق أوسلو من محتواه»، مؤكداً أنه «ما زالت أمام العالم فرصة أخيرة لإنقاذ حلّ الدولتين».
بدوره، اعتبر المتحدث باسم حكومة حركة حماس المقالة في قطاع غزة طاهر النونو أن خطاب عباس يمثل «إعلان فشل اتفاقية اوسلو»، مضيفاً انه «عاطفي ولم يحمل أي جديد، واضح أن أبا مازن محبط».
ورد نتنياهو على الرئيس الفلسطيني «أقول لعباس إننا لن نحل مشكلتنا وصراعنا بالخطابات في الأمم المتحدة، بل من خلال العمل والجلوس معاً والتفاوض والتوصل إلى حل وسط يسمح لفلسطين المنزوعة السلاح بالاعتراف بالدولة اليهودية»، مشيراً إلى أن «إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد لن يحل المشكلة».
نجاد: الصهاينة همج
أما الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد فوصف، في كلمته، الصهاينة بالـ«همج»، فيما قاطع الوفدان الأميركي والإسرائيلي الخطاب. وفي حين انتقد نجاد لغة التهديد والوعيد من الدول «العنصرية» تجاه إيران، غامزاً من قناة الإسرائيليين بممارسة التهديد النووي، اعتبر أن هذه الطريقة هي نموذج شائع لا تزيد الإيرانيين إلا عزماً.
واعتبر نجاد في نيويورك، أن العالم في حاجة إلى فكر ونظام جديدين، وأن السياسة الأحادية الجانب والمعايير المتعددة وفرض الحروب والاحتلال لتحقيق المصلحة الاقتصادية، وبسط الهيمنة على المراكز الحساسة في العالم، قد أصبحت أموراً عادية.
Leave a Reply