خاص «صدى الوطن»
مرة جديدة تتعرض المراكز الإسلامية في الولايات المتحدة للاعتداء على يد المتعصبين، فقد تفاجأ سكان منطقة توليدو في شمال ولاية أوهايو، الأسبوع الماضي، بمحاولة حرق «المركز الإسلامي في منطقة توليدو الكبرى»، أسفرت عن أضرار مادية قبل أن تلقي السلطات القبض على راندي لين (٥٢ عاماً) الذي وجهت له الأربعاء الماضي تهمة الحرق العمد والإعتداء بقصد السرقة.
المسجد في توليدو الذي تم الإعتداء عليه. |
وقد تم التعرف على لين، وهو من سكان ولاية إنديانا المجاورة، عبر كاميرات المراقبة الخارجية في المسجد الذي يقع في ضاحية بيريسبورغ، جنوب توليدو. وقد التقطت صور لين قبل أن يشب الحريق في المكان بدقائق معدودة.
وبحسب العاملين في المركز، قام لين بصب البنزين على الأرض داخل المبنى، بالقرب من مصلى الرجال، قبل أن يشعل النار. ولكن نظام الإطفاء الداخلي في المسجد تمكن من إخماد الحريق عبر رشاشات المياه، ليتبين حجم الأضرار التي كانت بالغة واقتصرت على الماديات فقط، ومن المتوقع أن يتم إغلاق المكان لعدة أسابيع للتخلص من آثار الحريق والمياه التي ملأت الموقع.
وفي بادرة تضامنية أدان الإعتداء القس ستيف أنتوني، المدير التنفيذي لتحالف الكنائس في منطقة ديترويت الكبرى، وهو تحالف يضم ١٢٥ كنيسة. وقال أنتوني «إن الاعتداء على دور العبادة، مهما اختلفت الديانات، عمل غير مقبول ويستحق الإدانة»، وأضاف «علينا احترام ديانات الآخرين ولا مكان لجريمة كهذه في مجتمع تعددي».
المتهم بالإعتداء على المسجد في مدينة توليدو في ولاية اوهايو من سكان ولاية انديانا. |
ومن ناحيته رحب زهير حسن، الناطق باسم «الجمعية الإسلامية المتحدة في توليدو»، وهو أحد المسؤولين في المسجد، «بالكم الهائل من الدعم والتضامن الذي حظينا به» بعد الإعتداء، وقال «عندما تمر في مأساة وتجد أن أصدقاءك الى جانبك، فهذا يعني الكثير».
وتزايدت في الآونة الأخيرة الاعتداءات على المسلمين في الولايات المتحدة، حيث تشير التقارير الإعلامية الى أن المجموعات المعادية للمسلمين تضاعفت في العامين ٢٠١٠ و٢٠١١. ومنذ الخامس من آب (أغسطس) الماضي تعرضت تسعة مراكز إسلامية لاعتداءات في أنحاء مختلفة من البلاد، حسب المدير القانوني «للجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز» (أي دي سي) عبد أيوب.
وطالب أيوب في مقابلة له مع شبكة «أن بي سي» بتخصيص رجال أمن لحراسة المراكز الإسلامية في ساعات الصلاة، خاصة وأن موجة الإسلاموفوبيا تبلغ مستويات غير مسبوقة. وطالب أيوب المشرفين على المساجد باليقظة والتنبه من أي دخيل، مشدداً على ضرورة تركيب أنظمة مراقبة وكاميرات.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مسجد بيريسبورغ الضخم للاعتداء، حيث شهد في أعقاب أحداث ١١ أيلول (سبتمبر) حادثة إطلاق نار أصابت إحدى نوافذه. وتواصل الشرطة المحلية تحقيقاتها للتأكد من أن محاولة حرق المسجد حادثة فردية وغير متصلة بجماعة، وهو ما يثير مخاوف الجالية الإسلامية في المنطقة.
Leave a Reply