خاص «صدى الوطن»
شهد مركز «سيفيك سنتر» في ديربورن يوم الجمعة الماضية مهرجاناً شعبياً مناهضاً للفيلم الأميركي المسيء للرسول (ص)، شارك فيه حوالي ألف شخص. ويعتبر هذا التجمع الثالث من نوعه والأضخم في منطقة ديترويت الكبرى احتجاجاً على فيلم «براءة المسلمين» واستنكاراً لأعمال العنف التي تلت عرض مقتطفات منه في العالم الإسلامي.
جانب من مهرجان ديربورن لنصرة الرسول [ص] ونبذ الإرهاب والتطرف والكراهية. |
وتحت لافتة ضخمة تدعو الى مناهضة الكراهية والإسلاموفوبيا، ألقى عدد من القيادات المحلية في كلمات ركزوا فيها على إدانة الفيلم المسيء والعنف والكراهية، حيث دعا دونيل وايت وهو المدير التنفيذي «للجمعية الأميركية لتقدم الملونين» الى الوحدة، كما تحدث القاضي ريتشارد هالوران وهو من أصول أيرلندية وقال إن جاليته تعرضت للتمييز لعقود طويلة وهو يقف اليوم «الى جانب المسلمين الذين يتعرضون للتنميط والتمييز».
ومن جانبه، قال ناشر صحيفة «صدى الوطن»، الزميل أسامة السبلاني في كلمته إن من أنتجوا الفيلم المسيء للإسلام ليسوا أميركيين حقيقيين بل هم أعداء القيم الأميركية، مؤكداً تمسك الجالية العربية والإسلامية بحق التعبير الذي يكفله التعديل الأول من الدستور الأميركي «الذي لا يجوز المساس به». وبدوره، قال المحامي طارق بيضون، الذي أشرف على تنظيم المهرجان، إن تنامي ظاهرة الإسلامفوبيا «شجع هؤلاء على إنتاج هذا الفيلم المسيء».
وقال الشيخ محمد علي برو رئيس «المجلس الإسلامي الأميركي» إن تطور العلم والتكنولوجيا جعل العالم قرية صغيرة.. وأصبحت المعلومات بمتناول الجميع، وأضاف برو أن صانعي فيلم «براءة المسلمين» لا يسيئون للإسلام والمسلمين فحسب «بل هم يسيئون لجميع الديانات السماوية والمجتمعات البشرية»، واتهم القيمين على الفيلم بأنهم يسعون الى إطلاق حرب شعواء بين المسلمين والمسيحيين، و«لكن أهدافهم الشريرة انطفأت نارها وحالت دون تحقيق الأهداف المرسومة لها بسبب الوعي التي تميزت به المجتمعات، والحملة التي أطلقها المثقفون والمفكرون والعلماء في العالم للوقوف ضد هذه الظاهرة السيئة والغريبة التي تدعو الى التفتيت وبث الفتن الطائفية». كما أثنى برو على الدور الذي قامت به الكنيسة الكاثوليكية وعلى رأسها البابا بنديكتوس السادس عشر في وأد الفتنة من خلال التنديد بالفيلم المسيء.
مشاركة عربية واسعة واميركية متنوعة وحضور لمسؤولين منتخبين. عدسة: نافع ابوناب |
ومن جانبه، اعتبر السيد حسن القزويني إمام «المركز الإسلامي في أميركا» أن اجتماع الجالية العربية والإسلامية في هذا المكان جاء لسببين مهمين «الأول هو إظهار الوحدة الإسلامية بين السنة والشيعة من أجل الدفاع عن رسول الله (ص) والثاني هو رفع الصوت عالياً من أجل احترام جميع الأنبياء والديانات، فالإسلام علمنا أن لا نسيء إلى أحد»، وتابع بالقول «الفيلم ليس إهانة للنبي، بل إهانة لأكثر من مليار ونصف مسلم في أنحاء العالم».
ومن جهته، قال الشيخ محمد على إلهي، إمام «دار الحكمة الاسلامية»، إن جميع الأنبياء متشابهون وقد جاؤوا برسالة واحدة تنقل قيم الحق والعدالة والحرية والسلام إلى مجتمعاتهم وهم تعرضوا لشتى أنواع الظلم والأذى بسبب اتباعهم طريق الحق والصراط المستقيم، ولكن النبي محمد (ص) قال: ما أوذي نبي مثل ما أوذيت واليوم ليس غريباً التعرض له بالإهانة بعد 14 قرناُ من وفاته». وأكد إلهي أن «اقتداؤنا بتعاليم نبينا وأخلاقه دفعنا إلى الوقوف مجتمعين لمناصرته والدفاع عنه بأسلوب حضاري يحمل قيمه وأخلاقه التي علمنا إياها والسير على خطاه، وليس باتباع الأسلوب الهمجي العنيف والمؤذي للغير»، مستذكراً حديث الرسول «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده»..
وهاجم إلهي صانع الفيلم نقولا باسيل واصفاً إياه «بالرجل المجرم الذي يخالف القانون الأميركي ويجرم بحقه وبحق القوانين الإلهية».
وبدوره تحدث الشيخ محمد مجدي، إمام «مسجد السلام» عن النبي (ص) وعن صفاته العظيمة، مؤكداً أن «نصرة النبي المصطفى (ص) ليست في كلمات تُقال وانما تكون باتباع سنته وتعاليمه والتربية السليمة للأجيال التي تجعلها على قدر من المسؤولية في حمل الرسالة التي أودعها الينا نبينا».
وبدوره ألقى الشاعر اليمني علي بلعيد قصيدة بعنوان «بئس الرسوم» قال في مطلعها:
هيهات لن يثني الإسلام جاهل وكافر
ولن يثني المؤمنين حقد النفوس اللعينة
ولن يشوَه سفيه سُمعة شريف وطاهر
ولن تغير رياح الحقد مجرى السفينة
وكان لافتاً في المهرجان الشعبي التنوع الكبير في الحضور حيث تواجد عدد كبير من الأميركيين البيض والأفارقة الى جانب العرب والآسيويين، ورفعت عدة لافتات وشعارات خلال المهرجان كتب على معظمها عبارات تؤكد على حب النبي محمد (ص).
وقد كان لقرار قيادات في الجالية بجعل المهرجان في قاعة مغلقة ردود متفاوتة. فقد رحب الكثيرون بالتنظيم والمظهر الحضاري الذي بدا عليه التجمع إلا أن آخرين كانوا يفضلون أن تقام الفعالية في شوارع مدينة ديربورن للسماح لأكبر قدر من المشاركة.
Leave a Reply