المرشح الجمهوري يفوز بالمناظرة حول الإقتصاد
دنفر – استعاد المرشح الجمهوري ميت رومني حظوظه بالفوز بالرئاسة الأميركية، بعد مناظرته الأولى مع الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، التي ذهب المراقبون الى حد القول إنها قلبت الطاولة في وجه الأخير وأعادت خلط أوراق السباق الى البيت الأبيض.
فقد أعاد رومني وضع حملته الإنتخابية في السكة الصحيحة عقب أولى مناظراته الثلاث مع أوباما، وذلك بعد أن تعرضت لانتكاسات عديدة في الأسابيع الماضية انعكست عليه سلباً في استطلاعات الرأي.
وكشفت جميع استطلاعات الرأي أن رومني حقق الفوز على أوباما في المناظرة المخصصة للبرنامج الاقتصادي لكليهما. وقد استطاع رومني، خلال المناظرة التي أجريت في «جامعة دنفر» (كولورادو)، تقديم صورة معتدلة عن نفسه أمام الناخبين المترددين رافعاً شعار خلق الوظائف في وجه خصمه الذي أساء فهم خططه.
وأشار رومني إلى اندهاشه من إنغماس الرئيس في «قتال» لمدة سنتين بسبب برنامجه للرعاية الصحية، بدلا من «القتال» من أجل توفير وظائف للأميركيين، في ظل أزمة مالية ووجود 23 مليون عاطل عن العمل في البلاد.
لكن في المقابل، فإن أوباما أشار إلى أن مقترحات رومني للرعاية الصحية والضرائب من شأنها الإضرار بالطبقة الوسطى، «ويجب أن يبقى الناخبون قلقين لعدم وجود تفاصيل قبل الانتخابات»، وهو ما نفاه رومني الذي أكد أن سياسات أوباما أنهكت الطبقة الوسطى ورفعت معدلات الفقر بين الأميركيين وأغرقت الخزينة العامة بالديون.
يشار إلى أن «سي أن أن» استطلعت رأى 430 شخصا شاهدوا المناظرة أشاروا إلى أن رومني فاز بنسبة 67 بالمئة مقابل 25 بالمئة للرئيس الحالي، أما استطلاع قناة «سي بي اس» فأسفر عن تأييد 46 بالمئة لـ«رومني»، و32 بالمئة لـ«أوباما».
وفي استطلاع «سي أن أن» أعرب 35 بالمئة من المشاركين بالاستطلاع أن المناظرة دفعتهم للتصويت لرومني، مقابل 18 بالمئة قالوا إنهم على الأرجح سيصوتون لأوباما، في حين أكد 47 بالمئة أن أياً من المرشحين لم يؤثر فيهم. ومن وجهة نظر 53 بالمئة من المستطلعين فقد أمضى رومني وقتاً أطول في مهاجمة أوباما، بينما رأى 30 بالمئة أن أوباما كان الأكثر عدائية. وردا على سؤال عن أيهما القائد الأقوى قال 58 بالمئة إنه رومني مقابل 37 بالمئة لأوباما، وأشار 61 بالمئة أن أداء أوباما بالمناظرة كان أسوأ من المتوقع، في حين قال 82 بالمئة إن أداء رومني كان أفضل مما كان متوقعاً.
تبادل الانتقادات
وكان أوباما ورومني تبادلا انتقادات لاذعة بشأن البرنامج الاقتصادي والاجتماعي لكليهما في أول مناظرة تلفزيونية بينهما والتي تابعها أكثر من خمسين مليون أميركي و3500 صحفي، فيما اعتبر المرشح الجمهوري أن الرئيس أوباما انتهج مساراً خاطئاً وعقيماً في إدارة الشأن الاقتصادي.
وقال إن إعادة انتخاب خصمه لولاية ثانية مدتها أربع سنوات تعني أن أكبر اقتصاد في العالم سيظل يعاني من التراجع، وسيستمر معدل البطالة فوق 8 بالمئة مثلما هو الحال في السنوات الأربع الماضية.
في المقابل، قال أوباما إن البرنامج الاقتصادي لمنافسه سيتسبب في رفع قيمة العجز المالي بخمسة تريليونات دولار، وهو ما نفاه رومني تماماً أكثر من مرة وأكد أن برنامجه يتيح خلق عدد كبير من الوظائف.
وانتقد أوباما مقترحات رومني بشأن برنامج الرعاية الصحية للمتقاعدين، وقال إن الجمهوريين سيرفعون الضرائب على الطبقة المتوسطة. واختلف المرشحان حول قضايا أساسية تهمّ الأميركيين، من بينها الرعاية الصحية التي يعد إصلاحها إنجازا للرئيس الأميركي الذي تباهى بتسميتها «أوباما كير». كما اختلف المرشحان بشأن تدخل الدولة في الشأن الاقتصادي والاجتماعي، فبينما يدافع أوباما عن دور للحكومة في توفير فرص لأبناء الشعب، خاصة من الفئات غير الميسورة، يتبنى رومني موقفا مخالفا، وهو ما يعكس نهاية المطاف تباين فلسفتي الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
ويتوقع المراقبون أن تساعد المناظرات أحد المرشحين على استقطاب أكبر عدد من الناخبين الذين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون بالانتخابات القادمة. وإذا كان أداء أوباما جيداً بالمناظرات الثلاث، فسيعزز ذلك فرصته في الفوز مجدداً بالرئاسة، ليكون أول ديمقراطي بعد بيل كلينتون يعاد انتخابه منذ الحرب العالمية الثانية. ومن المنتظر أن يتم عقد المناظرة الثانية يوم السادس عشر من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، والتي سيجيب فيها كل منهما على أسئلة الناخبين، بينما ستكون المناظرة الثالثة والأخيرة في ٢٢ الجاري وستركز على القضايا الخارجية.
اوباما يتهم رومني بالكذب
وفي أول تعليق له على المناظرة حاول أوباما شن هجوم على خصمه الجمهوري حيث قال «إذا ما أردت أن تكون رئيسا، يجب أن تقول الحقيقة للأميركيين». وأضاف أمام اكثر من 12 الف شخص من مؤيديه «عندما اعتليت المنصة، التقيت هذا الشخص الذي كان في كامل طاقته وادعى انه رومني. لكن لا يمكن أن يكون هذا ميت رومني».
وأكد الرئيس أن «ميت رومني الحقيقي يجوب البلاد منذ العام الماضي واعدا باعفاءات ضريبية بقيمة خمسة تريليونات دولار لصالح الأثرياء». وقد بدا أوباما خلال خطابه الذي استمر 21 دقيقة هجومياً خلافاً لما كان عليه مساء الأربعاء الماضي بمواجهة مرشح جمهوري بكامل حيويته. وأضاف أوباما «رومني الحقيقي كان يقول إننا لا نحتاج مزيداً من المعلمين في صفوفنا. لكن الشخص الذي كان على المنصة قال إنه يحب المعلمين». وتابع الرئيس الاميركي «الرجل الذي كان على منصة المناظرة لا يريد تحمل مسؤولية ما يقوله ميت رومني الحقيقي منذ السنة الماضية».
Leave a Reply