خاص «صدى الوطن»
أقيمت الأحد الماضي في السابع من تشرين الأول (نوفمبر) الجاري ذكرى مرور أسبوع على وفاة المرحوم النائب اللبناني السابق سعيد فواز في «المجمع الإسلامي الثقافي» في ديربورن، وسط حضور حاشد تقدمه عدد من العلماء ورجال الدين المسلمين والمسيحيين وممثلو العديد من المؤسسات العربية في المنطقة.
وشكر عريف الحفل حسن بزي المعزين مستعرضاً مسيرة المرحوم الذي شغل عدة مناصب في مسيرته المهنية. والراحل من مواليد بلدة تبنين العام 1912 وتلقى علومه في الجامعة الأميركية في بيروت، ثم حاز على إجازة الحقوق من جامعة لوزان في سويسرا، وشغل منصب رئيس ديوان وزارة الإقتصاد ثم عين مديراُ لها، وأنتخب نائباً عن قضاء بنت جبيل عام 1960 وأعيد انتخابه عام 1968. ونشط فواز خلال مسيرته في مجالات عديدة أبرزها في تنمية الجنوب اللبناني وإنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في زمن الإمام المغيب موسى الصدر.
وبعد ذلك ألقى الحاج حسين حمود، وهو أحد مؤسسي «المركز الإسلامي في أميركا»، كلمة أشاد فيها بالمرحوم خاله الذي «ربّاه وعلّمه» وجاهد في سبيل مجتمعه وكان «صلباً بمواجهة الإقطاع المتحكم بمنطقة جبل عامل آنذاك».
وشهدت المناسبة كلمة للمرجع الديني الشيخ عبد اللطيف بري أكد فيها على أهمية الحب والإيمان بالله الذي يؤسس مجتمعاً عالمياً «يُشكل أسرة واحدة متقاربة ومحبة تتعاون في سبيل خير الإنسانية وتقدمها وأن معنى الربوبية تتضمن التربية والربانية والتوجيه، لأن الله تعالى ربانا لأنه هو رب العالمين وليس رب أهل الشرق الأوسط أو المسلمين أو المسيحيين فهو رب كل الكون».
واختتم الشيخ بري كلمته بالتمسك بالعلم الذي اعتبره سبيلاً للتقدم مؤكداً أن «الجميع أحب المرحوم لأنه كان رجلاً لامعاً في جبل عامل، وهو مات جسداً ولكن فكره ومدرسته ومسيرته ومحبته لن تموت في قلوب الجميع».
ومن جهته، أشاد السيد حسن القزويني إمام «المركز الإسلامي في أميركا» بصفات المرحوم وتمتعه بالنوايا الحسنة والطيبة «من خلال سعيه الجاد لخدمه الناس وأبناء وطنه وبلدته». وأثنى القزويني على الجهود التي بذلها فواز من أجل تعليم الشباب الطموح. ولفت القزويني الى ما قرأه من سيرة حياة المرحوم «أنه عندما دعي لزيارة الأقارب والأصحاب في ديترويت في صيف 1946 انهالت عليه دعوات التكريم، فكان طلبه الوحيد آنذاك هو جمع التبرعات من المهاجرين لبناء مدرسة في بلدة تبنين لتعليم أبناء البلدة والمنطقة عوضاً عن الولائم».
ودعا القزويني إلى التفكير «بحال المساكين والمستضعفين والفقراء الذين هم بأمس الحاجة إلى المال بدلاً من صرفه على الولائم»، حيث ضرب مثالاً بكلفة مأدبة أقيمت على شرف أحد زوار الجالية والتي وصلت الى ما يقارب 40 ألف دولار، حسب قوله، مطالباً أن تستخدم الأموال في مساعدة الفقراء والأيتام والمؤسسات الخيرية في لبنان وجنوبه بدلأ من صرفها على حفلة تكريم.
وبدوره ألقى الشاعر اللبناني عبد النبي بزي قصيدة بعنوان «وفاء» من وحي المناسبة قال في مطلعها :
حل القضاء على الأحباب وارتحلوا
ولا يؤجل إن حلَ الردى أجل
مصيبة الموت ما زالت تعاودني
تأتي وتقطف أحبابي وترتحل
وأصبح الهم لي ختما يلازمني
وخافقي من لظى أحزاني ثمل
نظمت صورة أحزاني وما برحت
لواحظ الحزن في جنبي تعتمل
كما شهد الحفل كلمة لرجل الأعمل الدكتور نسيب مؤكداً على أهمية إحياء ذكرى فواز لأن «الذاكرة تبقى والمواقف لا تموت، ولأن الرجال لا يموتون بسهولة بل يشغلون مساحات واسعة بعد الغياب الابدي كما كانوا في حياتهم».
واختتمت الذكرى بكلمة للعقيد طلال فواز حيث تحدث عن مناقب المرحوم ووصفه بأنه الشعلة التي أنارها في أرض الجنوب «لن تنطفئ» مؤكداً أن الفقيد «كان نبراساً يُهتدى به ونهجاً يُتبع». وتابع فواز «سنضيئ لك الشمع في ذكراك لأنك أضأت آلاف الشموع لآلاف القلوب والبيوت، وقد أحببت الحياة حرة كريمة وأردتها أن تكون كذلك لأهلك وناسك وأبناء بلدتك ووطنك».
Leave a Reply