بالأمس تابعت، كما تابع ملايين اللبنانيين المغتربين والمنتشرين في جميع أنحاء العالم، مباراة المنتخب اللبناني مع نظيره القطري ضمن منافسات التأهل لكأس العالم 2014 في البرازيل عن قارة آسيا والتي انتهت بفوز المنتخب القطري بهدف مقابل لا شيء، بالطبع أحزنني الأمر من الناحية الرياضية ولكنه أفرحني الى حد الثمالة، لأنه سجل فيه الشعب اللبناني هدفا في مرمى سياسييه وتقدم عليهم بأشواط ضارباً عرض الحائط نظام الاصطفاف الذي يفرض عليهم الى درجة أن طبول الحرب الأهلية باتت تُضرب كل شارع أو زاوية. في كرة القدم أثبت اللبناني أنه لو ترك لخياراته فإنه سيختار الوطن لا بديل عنه موحداً تحت رايته وشعاره كلنا للوطن للعلى للعلم.
قال اللبنانيون كلمتهم وخرجوا فرحين رغم الخسارة حيث امتزجت صرخات وآهات «شعبي» 8 و14 آذار وتوحدت حناجرهم بالنشيد الوطني من قلب الدوحة. وكذلك أثبت اللبنانيون لسياسييهم انه هكذا يكون اتفاق الدوحة: وحدة وطنية صافية لا تشوبها شائبة.
قالوا كلمتهم وتوحدوا خلف المنتخب، تناسوا سياسييهم في بيروت وزحفوا خلف بطلهم رافعين علم الوطن بدون ضغوطات أو توجيهات أو تمنيات، قالوها بوطنية: لبنان لنا.
ولكن هل بإمكان سياسيينا أن يتركوا خلافاتهم نزاعاتهم جانباً ولو لمدة 90 دقيقة للتفاهم وإنقاذ البلاد.
Leave a Reply