ديربورن – خاص «صدى الوطن»
تجمع أكثر من ٣٠٠ شخص أمام مبنى بلدية ديربورن الأربعاء الماضي تلبية للإعتصام المقرر في تمام الساعة الخامسة والنصف من أجل نصرة الشعب الفلسطيني واستنكار العدوان على قطاع غزة بالتزامن مع إعلان وقف إطلاق النار بعد ثمانية أيام من الإشتباك بين القطاع وإسرائيل.
جانب من الإعتصام |
ومع حلول موعد الإعتصام، الذي دعا اليه «كونغرس المؤسسات العربية الأميركية في ميشيغن»، تجمع الحشد الذي طغى عليه الشباب في الباحة الأمامية لمبنى بلدية ديربورن على شارع ميشيغن أفنيو، حيث رفع المعتصمون اللافتات والهتافات المعادية للعدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر. ووسط الهتافات المطالبة بالحرية لفلسطين أعربت بعضت اللافتات والهتافات عن الإنتقاد الشديد لسياسة الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، حيث كتب على إحداها «إسرئيل إرهابية وحصار غزة صناعة أميركية».
وفي الإعتصام الذي تخلله إضاءة شموع تخليداً لأرواح الشهداء، قال رئيس «المنظمة الأهلية في ديربورن هايتس» حسان بزي لمراسل «صدى الوطن» «اليوم تتكرر قضية وقف إطلاق النار والتسوية كما تكررت بالماضي، إنها قصة قديمة، بعد سنة أو سنتين من الممكن أن يتكرر العدوان مرة أخرى، إنه لعار على حكوماتنا مايحصل للشعب الفلسطيني وعلينا التوصل إلى حل عملي لإنهاء الإحتلال».
«علينا السعي لوقف الإحتلال، أعلم أن الجميع اليوم قد شارك بالإعتصام إحتجاجاً على ما يحصل في غزة، لكني لا أعتقد أن غزة وحدها المستهدفة بل الإنسانية بأجمعها، ما زلنا نشهد سقوط ضحايا من الطرفين، على المجتمع الدولي مراجعة موقفه من القضضية الفلسطينية والإعتراف بأن ماتقوم به إسرائيل هو خطأ، لديهم الحق بالوجود ولكن ليس على حساب الشعب الفلسطيني» قال ميشال اليازي، وهو أحد المعتصمين، من سكان ديربورن.
الى جانبه، طالب حسين دباجة برفع الحصار المفروض على غزة فوراً من أجل السلام بين المنطقتين، «فلطالما تبقى إسرائيل تهاجم وتحاصر القطاع وتبقي أهله محاصرين في سجن كبير، لن يكون هناك سلام.. الوضع الراهن غير مقبول».
وحمل المعتصمون الأعلام الفلسطينية فيما كانت الكوفية الرمز الفلسطيني حاضرة بوضوح بين الشبان والشابات الذين لم يتعبوا من إطلاق الهتافات ورفع اللافتات أمام السيارات العابرة على الشارع، كما سجل حضور لافت للإعلام الأميركي.
ومن المشاركين في الإعتصام سجل حضور من مختلف الجنسيات العربية من كافة الأطياف إضافة الى متضامنين أميركيين. وتواجد بكثافة الناشطون في «إتحاد الطلاب العرب» من عدة جامعات ومدارس، حيث قالت إسراء كنعان وزميلتها مريم شرارة (من جامعة ميشيغن- ديربورن) إن الناشطين في الإتحاد سعوا طيلة عطلة الأسبوع الى جمع أكبر عدد ممكن من المشاركين في إعتصام الأربعاء الذي دعا اليه «كونغرس المؤسسات» بعد اجتماع مفتوح عقد في النادي اللبناني الأميركي مساء الجمعة. وقالت إسراء «نحن بحاجة اليوم للوقوف جنباً إلى جنب لنشر الوعي حول قضاية تحصل في بلاد أخرى حتى نتمكن من الحصول على دعم مزيد من الأشخاص المعنيين ومن أجل تسليط الضوء على المعاملة السيئة والتعديات التي يقوم بها الإحتلال الإسرائيلي هناك فما يحصل اليوم ليس بمزحة بل يستحق التعامل معه بكل جدية».
جانب من الإعتصام |
أيضاً كانت عضو مجلس نواب ميشيغن رشيدة طليب، حاضرة بين المعتصمين. وأصرت النائب العربية المسلمة الوحيدة في كونغرس الولاية وهي من أصل فلسطيني، على حضور الإعتصام رغم إعلان وقف إطلاق النار، وقالت إنها أقدمت على ذلك لتتلمس عن قرب نضال الشعب الفلسطيني وبالأخص أنها كانت تسمع من أفراد عائلتها حول المعاناة الفلسطينية بشكل يومي».
وانضمت طليب الى الإعتصام مع زوجها وأولادها، وقالت «بالنسبة لي كشخص لديه العديد من الأقارب في فلسطين، أسمع دائماً عن أطفال يُقتلون هناك مع استمرار العنف والإرهاب، أشعر بكثير من الأحيان بالعذاب الذي يعيشه أبناء غزة مع عدم توفر الغذاء والطبابة، بالإضافة إلى فقدانهم حرية التنقل وإيجاد فرص للعمل، هناك المزيد من الأشياء الصعبة التي أسمعها من أقاربي عن فلسطين». وعادت طليب لتؤكد على ما تحبه في الولايات المتحدة «في أميركا بإمكانك الإعتصام هنا والتعبير عن رأيك بحرية.. بإمكاننا أن نرفع العلم الفلسطيني ونعبر عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني.. من المهم أن يعيش الناس هذا النوع من الحرية.. ولهذا السبب اصطحبت ابني البالغ من العمر ٧ أعوام لأعلمه تجربة الحرية التي تمتاز بها بلادنا وليعرف مايجري في فلسطين».
لم يكن العرب وحدهم المشاركين في المظاهرة أمام مبنى بلدية ديربورن بل كان هناك مشاركة من قبل العديد من الإثنيات الأخرى، مثل الإفريقي الأميركي باتريك دريسكرول، وهو من سكان ديترويت وناشط في حركة «احتلو ديترويت». وأكد على أنه اليوم إلى جانب المعتصمين «لإدانة إسرائيل وتوصيل صوتنا الرافض للحرب».
«أموال الضرائب التي ندفعها هنا في الولايات المتحدة تتجه بشكل أساسي لدعم تلك السياسة العدوانية، وإذا لاحظتم في السنوات الـ٦٠ الأخيرة إستمرار توسع حدود دولة إسرائيل.. فهذا تجسيد لمليارات الدولارات المتدفقة الى إسرائيل والتي يدفعها المواطن الأميركي كضرائب. حان الوقت لحكومتنا لأن تتخلى عن هذه السياسة، فمن حق الشعب الفلسطيني أن يكون لديه دولة مستقلة ويستحق الشرق الأوسط أن ينعم بالسلام»، قال دريل وهو أميركي أبيض مشارك في الإعتصام.
Leave a Reply