دمشق – تنقلت الإشتباكات بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة في العديد من مناطق البلاد خلال الأسبوع الماضي الذي سجل تركيز المسلحين هجماتهم على القواعد العسكرية لاسيما في محافظتي حلب ودير الزور، فيما اتفقت المجموعات الكردية الرئيسية في سوريا على تشكيل قوة عسكرية موحدة لمواجهة المقاتلين المعارضين الإسلاميين في شمال شرق سوريا، بحسب ما أفاد ناشطون أكراد.
جانب من الدمار في حمص. |
وفي السياق، التقى الرئيس بشار الأسد الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والوفد المرافق له. وتناول الحديث تطورات الأوضاع في المنطقة ولاسيما بعد فشل العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة والانتصار الكبير للمقاومة الفلسطينية على هذا العدوان وحرص سوريا وإيران على التمسك بنهج المقاومة في المنطقة والاستمرار بتعزيزها ودعمها على جميع الأصعدة. كما جرى بحث الأوضاع في سوريا حيث أشاد الدكتور لاريجاني بالإدارة الحكيمة للقيادة السورية في معالجة الأزمة التي تمربها سوريا مؤكداً وقوف طهران إلى جانب سوريا المقاومة والصامدة في وجه المخططات التي تحاك للمنطقة.
ومن جهة أخرى، حذرت طهران تركيا من مغبة نشر صواريخ «باتريوت» على مقربة من حدودها مع سوريا، معتبرة أن هذا الأمر سيؤدي الى تفاقم الوضع. ونقل موقع التلفزيون الايراني على الانترنت عن رامين مهمنبراست المتحدث باسم الخارجية الايرانية أن نشر الصواريخ إذا تم فإنه «لن يساعد على تسوية الوضع في سوريا بل سيؤدي الى تفاقمه وزيادة تأزيمه». وأضاف المتحدث الايراني «إن اصرار (بعض الدول الغربية والعربية) على حل الازمة السورية بالوسائل العسكرية هو السبب الرئيسي للتوتر والمخاطر في المنطقة»، داعياً «الدول الفاعلة اكثر من غيرها في المنطقة البحث عن حلول سياسية للازمات الاقليمية».
وكانت روسيا حذرت بدورها من مخاطر نشر صواريخ «باتريوت» على الحدود القريبة من سوريا. كما اعتبرت دمشق التوجه التركي لنشر هذه الصواريخ «استفزازا جديداً» من قبل انقرة. وكانت الولايات المتحدة وفرنسا اعربتا سريعا عن تأييدهما للطلب التركي من الحلف الاطلسي بنشر هذه الصواريخ. ومن بين دول الاطلسي هناك ثلاث دول فقط تملك هذا النوع من الصواريخ هي الولايات المتحدة وهولندا وألمانيا.
وعلى المستوى الدبلوماسي الدولي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مطلع الأسبوع، انه لم يتوصل مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون إلى اتفاق حول كيفية حل الأزمة السورية، موضحا أن موسكو تتمسك باتفاق جنيف، محذرا من تكرار ما حصل في العراق جراء تمسك المعارضة السورية الخارجية بهدفها في إسقاط النظام وتصفية جميع مؤسسات الدولة، بينما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن خشيته من أن تؤدي «العسكرة المستمرة» للنزاع في سوريا إلى خلق «ميدان قتال إقليمي».
وبدوره، اعتبر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي أن حل الأزمة السورية يكمن في منع إرسال الأسلحة إلى هذا البلد، وإلقاء المعارضة السلاح لتتمكن من إيصال مطالبها إلى الحكومة، فيما اعتبر الاتحاد الأوروبي أن «الائتلاف ممثل شرعي لتطلعات الشعب السوري» مع سقف واشتراطات لا تغفل وجود أطراف معارضة أخرى، فيما تمسكت واشنطن بعدم اعترافها بالإئتلاف الذي ولد في الدوحة، ممثلاً وحيداً للشعب السوري.
Leave a Reply