طغت أخبار العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزّة على غيرها من أخبار في هذا الأسبوع الحافل. وما بين أيام عاشوراء التي أطلّت
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مستقبلاً ميقاتي في قصر الإليزيه. (رويترز) |
بثوبها الأسود وغزّة التي اتّشحت بالسواد المبجّل فانتصرت به على «الذئاب»، مُحقّقة ضربات استراتيجية على الصعيد الميداني والعسكري والإنساني، أكان محلياً أو إقليمياً أو دولياً، برزت سلسلة من المواقف، المتشابهة والمتضادة، من جهات مُختلفة فيما خص عدّة أحداث وموضوعات:
أولاً، في موضوع غزّة. عبّر الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عن مواقفه الواضحة والصريحة منذ الليلة الأولى لعاشوراء، حيث اعتبر أنّ ما حصل في غزّة لا شك سيفتح صفحة جديدة في تاريخ فلسطين والأمة ككل، خاصة أن صواريخ «فجر 5» التي أرسلتها المقاومة الفسلطينية الى تل أبيب والقدس فضلاً عن صواريخ أرض جو الجديدة، شكّلت صدمة للعدو الإسرائيلي. أما وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور فقد أكّد من خلال مُشاركته في إجتماع وزراء الخارجية العرب والذي تمّ عقده بدعوة من جامعة الدول العربية على رفضه التهاون مع إسرائيل، مُشدداً على الحاجة القصوى للقيام بعمل يقف في طريق الإجرام الإسرائيلي وداعياً الى وقف العلاقات العربية مع إسرائيل، بينما أعلن إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير تنفيذ اعتصام مفتوح ضمن مسجده في عبرا استنكاراً للعدوان الإسرائيلي. وبالرغم من أنّ الساسة في لبنان اتفقوا على إدانة الأعمال الإجرامية الإسرائيلية الا أنّ بعضهم عبّر عن خوفه على الإستقرار اللبناني فيما أصر آخرون على أنّ العدوان لم يكن سوى وسيلة لصرف الإنتباه عن الأحداث السورية.
وفيما حقّقت غزّة دون شك انتصاراً على إسرائيل إن كان من جهة صمود شعبها أو توجيهها ضربة تلو الأخرى لعدو اعترف بهزيمته أمامها، ليس هناك أدنى شك في أنّ انتصارها سيُشكّل نقلة نوعية على عدّة أصعدة وسيرمي إسرائيل في دائرة الضعف التي لم تحسب لها حساباً، خاصة أنّ صورة المقاومة الفلسطينية قد تغيّرت تغيراً جذرياً في عيون الإسرائيليين.
ثانياً، في موضوع الإنتخابات واللجان النيابيّة وهيئة النفط. يبدو أنّ هناك خوفاً من إمكانيّة تأجيل الإنتخابات المقرّر إجراؤها في أواخر ربيع 2013 الى موعد آخر. وفيما تؤكّد مصادر مُقرّبة من رئيس الجمهورية على إجراء الإنتخابات في وقتها المتّفق عليه، تربط أوساط أخرى بين التطورات السورية وموعد الإنتخابات. أما في آخر تطورات اللجان النيابية، فقد أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري على أهمية تنشيط عملها واستئناف جلسات درس المشاريع المدرجة على جدول أعمالها ومشاركة النواب المقاطعين لها. أما فيما يخصّ أسباب عدم مُشاركة نواب «قوى 14 آذار»، فقد عبّر رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع، موجهاً رسالته بشكل واضح الى الرئيس بري، عن رفضه للإجتماع في البرلمان لمناقشة والقيام بأعمال روتينيّة في ضوء العدد المخيف من الإغتيالات السياسية التي حصلت دون أن يتم إيقاف القتل.
من جهة أخرى، وفيما لا يزال النقاش دائراً حول الطائفية التي ترتسم على ملامح هيئة النفط والغاز، أكّد وزير الطاقة الإيراني مجيد نامجو، في لقاء جمعه مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على استعداد بلاده في التعاوُن مع لبنان فيما يخصّ النفط والغاز.
ثالثاً، في موضوع الشيخ أحمد الأسير. أوضح الشيخ من خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في شرقي صيدا بحضور عدد من مُناصريه ورجال الدين أهمية تشكيل «كتائب المقاومة الصيداوية»، مع تعليق قرار إطلاقها ريثما يتم دراسته. وفيما هاجم «حزب الله» وانتقد فريق «14 آذار»، أعلنت النائبة بهية الحريري في إطار «اللقاء التربوي الشبابي» الذي دعت اليه عن أهمية الإبتعاد عن التشنجات السياسية، مُشدّدة على بقاء صيدا مدينة الإنفتاح.
رابعاً، في موضوع الزيارات الرسمية. سافر الرئيس ميقاتي الى باريس على رأس وفد لبناني ضمّ ممن ضمّهم وزير الإقتصاد والتجارة نقولا نحاس، وزير الإعلام وليد الداعوق ووزير الشباب والرياضة فيصل كرامي… وقد التقى ميقاتي كلاً من نظيره الفرنسي جان-مارك إيرولت، ووزير خارجية فرنسا لوران فابيوس ورئيس الجمعية الوطنية كلود بارتلون ورئيس منطقة ايل دو فرانس، وقام بزيارة معرض الفن الإسلامي في متحف اللوفر قبل أن يتوّج زيارته بلقاء جمعه والوفد بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه حيث تمّت مناقشة العديد من المواضيع والتي شملت لبنان وفلسطين. وفي حين شدّد هولاند على احترام بلاده لسياسة النأي بالنفس، شكره الرئيس ميقاتي على دعمه ومُساندته للبنان.
من جهته، زار الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية رئيس السلك الدبلوماسي سايمون فرايزر لبنان حيث التقى كلاً من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري وأكّد على مُساندة المملكة المتحدة للإستقرار اللبناني.
خامساً، في موضوع قانون السير الجديد. أخيراً، صدر قانون جديد للسير فرض مُخالفات تتوزّع بين الفئة الأولى، الثانية، الثالثة، الرابعة والخامسة بحسب درجة المخالفة ونوعها. ولم ينسَ قانون السير الجديد شروط قيادة السيارة بل قرّر تحويل مكاتب التعليم الى مدارس لا يتعلّم طالب الرخصة فيها فقط بل يُجري فيها امتحانات نظرية وعمليّة مع أخذ القانون بأهمية انشاء وحدة مرور على قدر من المسؤولية والكفاءة في عين الإعتبار. يبقى التطبيق.
سادساً، في الموضوع الأمني. يبدو أنّ نسبة عمليات السلب المسلّح في ازدياد. وبالرغم من أنّ العمليات السابقة كانت تستهدف الأجانب والعمال غير اللبنانيين، الا أنّ العمليات الجديدة تُفضّل اللبنانيين والمحال التجارية. وقد أشار وزير الداخليّة مروان شربل الى أنّ الأجهزة الأمنية بدأت بمتابعة الموضوع.
Leave a Reply