ديربورن – خاص «صدى الوطن»
لم تصل قضية المهاجر محمد الجمش الذي دفع 12 ألف دولار من أجل تأديته فريضة الحج مع زوجته وابنه، الى خواتيمها المرجوة بعد.
الجمش حاملاً صور للشيكات التي دفعها |
وتشير الوثائق التي اطلعت عليها «صدى الوطن» إلى أن الجمش قام بدفع تكاليف السفر لأداء مناسك الحج إلى الشيخ صابر الكيلاني وهو إمام سابق في «مسجد السلام» ويعتبر وكيلاً لشركة «عزازي» للسفريات، على أن يغطي المبلغ الذي دفعه التكاليف بشكل كامل للتذاكر والتأشيرات والإقامة. وتؤكد الوثائق التي أظهرها الجمش إنه دفع حوالي 12300 دولار لصابر الكيلاني ولكنه لم يستلم التذاكر باليد، بعد أن طُلب منه أن يذهب إلى مطار ديترويت حيث بإمكانه الحصول علىها هناك.
ذهب الجمش وعائلته إلى مطار ديترويت بعد ظهر يوم الثلاثاء الواقع في 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2011، حيث فوجئ وعائلته بعدم وجود التذاكر في مطار ديترويت، ويقول محمد إنه ذهب إلى مطار ديترويت دون أن يعرف مسار الرحلة حيث قال له أحد موظفي المطار أن له ولعائلته تذاكر من مطار شيكاغو وليس من ديترويت. فعاد محمد وعائلته إلى منزلهم في مدينة ميلفينديل المجاورة لديربورن، واتصل من هناك بمنظمي الحملة الذين أبلغوه بأن الحجز من مطار العاصمة واشنطن الى المدينة المنورة بعد ثمانية ساعات وبعد أن فاتته طائرة شيكاغو. وقال الجمش، الذي يلاحق قضيته منذ أكثر من عام، إنه كان يدرك استحالة الذهاب إلى واشنطن في غضون الوقت المتاح فلم يذهب إلى المطار ومن حينها حمل محمد المنظمين و«مسجد السلام» المسؤولية وطالبهم برد المبلغ الذي دفعه متهماً إياهم بالإحتيال عليه.
من جهة أخرى، تؤكد إدارة المسجد أنها ليست على علاقة بهذه الحملة ولا تقوم بتنظيم أي حملات للحج ولكن المسجد مفتوح للجميع حيث بالإمكان لأي أحد أن يقابل من يريد داخل قاعات المسجد. ولكن الجمش يصر على تحميل المسجد كامل المسؤولية خاصة وأن صابر الكيلاني موظف و«لأنهم على علم بما يقوم به وينسقون معه».
وبدورها عرضت إدارة المسجد وثائقها لـ«صدى الوطن» وبينها نسخ عن التذكرة الإلكترونية للجمش وعائلته، وإذ تعترف الإدارة بتوظيف الكيلاني إماماً للمسجد إلا أنها تؤكد أن مسؤولياته فيه، حسب عقد التوظيف، تشمل فقط الأمور الدينية التي ليس من ضمنها أي مسؤولية إدارية أو أعمال أخرى، حسبما أكد الإداري في «مسجد السلام» عدنان القادري.
وقال أحد موظفي شركة «عزازي» للسفريات، ممن يتابعون حجوزات الحج، إن الجمش كان متردداً في الذهاب إلى الحج وإن الأموال التي دفعت ثمناً للتذاكر غير مرتجعة إلا عن طريق تقرير طبي يوضح حالة مرضية أجبرت المسافر عن عدم الإلتحاق بطائرته. وأضاف الموظف إن عدم سفر الجمش وعائلته للحج حملهم خسائر حجوزات النقل والفندق «الأموال ذهبت لشركات الطيران ولم نأخذ أي شيء للمكتب بل تحملنا خسائر إضافية».
وقام الجمش برفع دعوة على إدارة «مسجد السلام» منذ عام تقريباً ويقول إن المتهمين قد يقومون بفبركة شهود لنفي تسلّم الكيلاني المال المطلوب مني. ولذلك طلب الجمش في الدعوى المرفوعة كشفاً بأسماء كامل موظفي المسجد.
شايف، أحد الشهود في القضية، أكد أن هناك حجوزات لصالح الجمش وعائلته، وكذلك عرض جمال صالح، من إدارة المسجد، نسخاً من التذاكر التي أظهرت أن الطائرة الأولى ستقلع من مطار شيكاغو إلى واشنطن حيث كان من المفترض أن يستقل الجمش وعائلته طائرة ثالثة الى المدينة المنورة. كما عرض صالح تذاكر الإياب (جدة-نيويورك-شيكاغو).
إلا أن الجمش ينفي وجود هذه التذاكر أصلاً، مرجحاً إمكانية فبركتها لإقناعه بعدم مسؤولية المسجد، متسائلاً عن سر عدم وجود تذاكر من مطار ديترويت.
غير أن الشاهد «شايف» يقول إن الحجاج قاموا بالتنقل داخلياً بين الولايات على حسابهم الخاص حيث لم تكن الحملة تشمل السفر الداخلي من ديترويت إلى نيويورك أو واشنطن أو شيكاغو.. فعلى الحجاج التنقل من وإلى ديترويت على حسابهم الخاص، ويضيف أيضاً أنه لم يواجه أي صعوبة تذكر في هذه الرحلة التي شارك فيها.
ومن جهته، أفاد فضل الجهمي الذي تدخل كوساطة بين الجمش وصابر الكيلاني لإيجاد حل للمشكلة، أن الجمش مظلوم و«لكنه أخطأ حينما رفع دعوى على المسجد حيث كان عليه أن يرفع الدعوى على الأشخاص المعنيين في الموضوع مثل الكيلاني وشركة «عزازي». ويقول الجهمي إن التذاكر كانت موجودة، ولكن الجمش أخطأ في عدم ذهابه إلى شيكاغو في موعد طائرته، مع العلم أن المسافة بين ديترويت وشيكاغو لا تستغرق أكثر من خمس ساعات بالسيارة. ويضيف فضل إن شركة الطيران لا تستطيع إسترجاع أي مبلغ إلا إذا كان هناك عذر مرضي مبرر وإن رفض الجمش لتقديم أي نوع من هذه الأعذار للمساعدة في إسترجاع ثمن التذاكر «نحن مستعدون ومن في المسجد للشهادة معه ومساعدته حتى هذه اللحظة ولكن عليه أن يقوم بتوجيه الإتهامات لأصحاب العلاقة الفعليين وليس للمسجد».
Leave a Reply