بيروت – خاص «صدى الوطن»
حفل الأسبوع الماضي بالعديد من الأحداث المهمة التي جعلت من لبنان محط أنظار، إن كان إقليمياً أو دولياً. فمن زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الى لبنان الى زيارة رئيس جمهورية أرمينيا سيرج سركيسيان فمبادرة رئيس جبهة النطاق الوطني النائب وليد جنبلاط ومنح البطريرك بشارة الراعي الرتبة الكاردينالية، لم يعد هناك من مهم وإنما فقط الأهم.
البابا بنديكتوس السادس عشر خلال مراسم تسليمه رتبة الكاردينال للبطريرك بشارة الراعي في روما. (دالاتي ونهرا) |
واكتسبت زيارة لاريجاني أهميتها من كونها تأتي بعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وفي خضم تصاعد وتيرة العنف في سوريا وانحسار مساحة الحل السياسي. وان كان الذي رشح عن الزيارة علنا لا يعدو كونه تكرارا للخطاب الرسمي الايراني المتمسك بالمقاومة والداعي الى الحل السلمي في سوريا، فإن ما تحمل من دلالات لناحية التوقيت تتخطى الشكل بأشواط، خاصة وأن الدور الايراني بات يتمدد إقليميا يوماً بعد يوم في مقابل تراجع موازين القوى في الجهة المقابلة.
صدى هذا التمدد كان واضحاً في كلام أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله في مراسم إحياء العاشر من مُحرّم. فإلى المعادلة الصاروخية الجديدة بأن يشمل قصف المقاومة كل اسرائيل «من كريات شمونا الى ايلات» في حال اندلاع الحرب، كان لافتا تحذير السيد من تحويل بندقية العداء من اسرائيل الى ايران. إشارة الى أن مسيرة اليوم العاشر شهدت حشودا غفيرة على الرغم من المخاوف الأمنية والاشاعات التي سرت بشأن احتمال استهدافها من قبل جهات متطرفة. على أن خطاب السيد الداخلي في عاشوراء الذي حمل معه أيضا معادلة «من يتكبر علينا سوف نتكبر عليه» استدعى مسارعة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى اطلاق مبادرة سياسية لم تقدم جديدا، لكنها في التوقيت تنحو في صالح تشكيل قوة ثالثة في اطار توافق غير معلن مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
جنبلاط، الذي كرر في مبادرته شعارات الحوار والاستقرار، حمل بشدة على ايران وإن كان لفت الى وجود مُخطّط غربي لاشعال فتنة شيعية-سنية في لبنان. وقد توج جنبلاط كلمته بالتأكيد على عدم الاستقالة من الحكومة، في خطوة تؤكد تنسيقه المسبق مع الرئيس ميقاتي بشأن اعادة ترتيب المشهد السياسي في لبنان من خلال حراك يخرق الوضع الراهن.
مبادرة جنبلاط تزامنت مع زيارة رسمية كان يقوم بها رئيس جمهورية أرمينيا سيرج سركيسيان الى لبنان، حيث لم تخرج الزيارة عن اطار تبادل العلاقات والأطر الدبلوماسية وإن كان واضحاً البُعد الاقليمي في الزيارة من خلال تشديد الضيف الأرمني على قلق أرمينيا على شعب سوريا مؤكداً أهمية الحوار في الخروج من الأزمة.
في هذه الأثناء، توجّه وفد من قوى «14 آذار» يتضمّن عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا ونائبي كتلة «المستقبل» أمين وهبة وجمال الجراح فضلاً عن تسعة من الصحفيين اللبنانيين في زيارة تضامنية الى قطاع غزّة. الزيارة التي توجت بلقاء رئيس الوزراء في حكومة حماس اسماعيل هنية لم تسلم من انتقادات الفريق المقابل الذي نظر اليها على انها استعراضية، خاصة «بعد الأخذ في عين الإعتبار أداء الفريق في السنوات الفائتة». الى ذلك، حل الحدث اللبناني ضيفا في الفاتيكان حيث قام البابا بنديكتوس السادس عشر بمنح البطريرك بشارة الراعي الرتبة الكاردينالية، بحضور لافت لوفد من «حزب الله». ويأتي حضور الحزب ليؤكد اهمية العلاقة التي استطاع رسمها في السنوات الأخيرة ضمن أطر رسمية مباشرة مع الفاتيكان. وهي علاقة باتت أكثر الحاحاً نظراً لما يتعرض له المسيحيون في سوريا والمنطقة عموماً.
الكاردينال الراعي، وبعد عودته من الفاتيكان، اطلق موقفا سياسيا بامتياز يرتبط بالوجود المسيحي في لبنان مباشرة، في سياق تعليقه على قانون الانتخابات المقبلة، إذ أعلن أن قانون الستين موجود في حال لم يتم التوصّل الى قانون انتخابي جديد و«هو أفضل بكثير من فكرة تأجيل الإنتخابات».
سلسلة الرتب رهن التسويف
مطلبيا، نفّذت «هيئة التنسيق النقابية» إضراباً عاماً في مُختلف المناطق اللبنانية في خطوة إحتجاجية على عدم إحالة مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب الى مجلس النواب دون تقسيط. الا أنّ مجلس الوزراء على ما يبدو مُصر على تسويفه المستمر في البتّ في هذا الموضوع، هذه المرة حتى العاشر من الشهر القادم. وعلى الرغم من أنّ خطوة الهيئة أجبرت المجلس على إدراج السلسلة في جدوله الذي لم يتضمّنها، الا أنّ نقاشات الجلسة وصلت الى نتيجة واحدة: عدم التراجع عن السلسلة ووجوب إحالتها الى مجلس النواب. وفي حين أنّ بعض الوزراء لا يجدون مُشكلة في هذه السلسلة، الا أنّ البعض الآخر يؤكّد على أنّ هذه السلسلة ستفرض أعباءً كبيرة على الإقتصاد. من جهتها، علّقت هيئة التنسيق على قرار المماطلة، مؤكّدة أنها لن تتوقّف عن استخدام أساليب الضغط مثل الإعتصام وشلّ القطاع العام.
وفي السلة الأمنية، عاد آل المقداد للتذكير بقضية الموقوفين لدى الدولة على خلفية اختطاف سوريين ومواطن تركي ، من خلال قطع أوتوستراد السيد هادي نصرالله بالعوائق الحديدية في احتجاج على التأخير في بدء مُحاكمة الموقوفين. ولم يتم فتح الطريق إلا بعد حضور وزير الداخلية مروان شربل مصحوباً بوعدٍ بمتابعة الملف.
Leave a Reply