يُحكى أنَّ رجلاً عشق الدعابة والمزاح، وعاش في ظلِّ والٍ أخرقٍ مأفون، ورعيَّةٍ هوجاء، فضاق صدرُهُ مِنْ حُمقهم.
واتَّفقَ أنْ صاحَ الرَّجلُ بالنَّاس غداةَ جُمُعة كالموتور، فهبُّوا إليه من كلِّ حدبٍ وصوب، فلمَّا اعتدل به المنبر، وقف خطيباً وقال: «يا معشر القوم أُشهدكم أنَّني لستُ عبداً للَّاهي! «، فلم ينتبه أحدٌ من الحاضرين إلى ما ابتغاه الرَّجل من تورية، وظنُّوه مرتداً عن الملَّة، راجعاً عن الدِّين.
ولـمَّا عرف الوالي بما حدث، جمع النَّاسَ ليقيمَ الحدَّ على من ارتد. وبغتةً صرخ الرَّجل تحت نَصْلِ السَّيف ليجلي الموقف ويوضِّح مقصده، فقال: «لحى الله أمَّةً عبدت أهواءها، فجازت كلَّ من خالف الشَّيطان شرَّ الجزاء، جُرمُهُ أنَّهُ ما انصاع للُّهاة، وما أطاع العُصاة!»، فظنَّ الوالي أنَّ الرَّجل رماه باللَّهو والعبث، فأشار بيده إلى الجلَّاد أنِ اقتله، فقطع رأسه بضربة واحدة…
نصيب..
إنَّ كلمة «نصيب»، هي الحل الأمثل عند الناس إزاء التهرُّب من المشاكل الإجتماعية في ما يتعلَّقُ بالزَّواج!
فهم لا يسعون -غالباً- إلى النَّظر في أصل المشكلة، هادفين إلى حلِّها، وإلى تقويم شخصيَّاتهم وتصويب أفكارهم، بل يبحثون دائماً وأبداً عن من يمكن أن يتلقى عنهم عبء أخطائهم فيحمل وزر ما اقترفوه. وهكذا قُلْ في كل المشاكل والعقبات، فلن تجد أحداً على استعداد لتحمُّل مسؤوليَّة ما اقترفه، معترفاً بعيوبه، ساعياً لتصحيحها… ولكلِّ مجالٍ من المجالات تعبير مناسب للتَّهرُّب من المسؤوليَّة، وللتَّملُّص من الإعتراف بالواقع!
Leave a Reply