ساوثفيلد – خاص «صدى الوطن»
عيّن «صندوق الدفاع عن المسلمين في أميركا» مؤخراً الناشط الحقوقي المعروف مثنى الحانوتي بمنصب المدير الإقليمي في فرع ديترويت الذي استحدثته هذه المؤسسة الحقوقية في أيلول (سبتمبر) الماضي.
مثنى الحانوتي |
وجاء تعيين الحانوتي على خلفية تجربته الخاصة حين اتهم زوراً بأنه يعمل لصالح المخابرات العراقية إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين، وحملت التهم الموجهة عقوبة تصل الى السجن 15 عاماً بما فيها تهمة أخرى تتعلق بخرق العقوبات الأميركية على النفط العراقي، إلا أن الحانوتي بُرىء من جميع التهم الموجهة اليه، كما اعترف أنه كان طرفاً في إحدى صفقات «النفط مقابل الغذاء» المطبقة على العراق حينها دون إذن من وزارة الخزانة الأميركية.
إلا أن التحقيقات بينت أن الصفقة المتهم بها حانوتي لم تتم أصلاً رغم أنه ساهم في التوسط مع شركات غربية لإبرامها إبان الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة على العراق عقب غزوه لدولة الكويت. وأثبت الحانوتي، وهو عراقي الأصل، خلال محاكمته، أنه لم يحصل على أي دولار من تلك الصفقة المزعومة التي لاحقته لسنوات طويلة.
ورغم أن هذه التجربة شكلت صدمة حقيقية لعائلة الحانوتي والمحيطين به، إلا أنها فتحت أعينه على الجوانب السلبية والإيجابية المحيطة بنظام العدالة في أميركا، حيث أمضت محاميته ليندا مورينو سنة كاملة وهي تتفحص وثائق ومستندات وإدعاءات النيابة، وخلصت إلى مذكرة دفاع أعادت للحانوتي كرامته، بعد أن أسقطت جميع التهم الموجهة إليه.
بالعودة إلى «صندوق الدفاع عن المسلمين في أميركا»، فإنها مؤسسة غير ربحية هدفها تحقيق العدالة، فقد انشئت وفق البند القانوني 501(سي)(4) كجمعية خيرية تدافع عن القضايا المتعلقة بالحقوق المدنية والحريات في أميركا. والعاملون في هذه المنظمة وكذا الداعمون والمتطوعون جميعاً يشتركون في الإعتقاد بأن المعاملة غير العادلة مع أشخاص على أساس المعتقدات الدينية، تطيح بجوهر القيم التي جعلت من أميركا دولة عظيمة. وتسعى المنظمة إلى تعزيز مفهوم العدالة عبر التواصل مع وسائل الإعلام وفضح الممارسات غير العادلة التي تسهتدف المسلمين الاميركيين. هناك عدد من المكاتب الإقليمية لهذه المنظمة في عدة ولايات، إلا ان مكتب ديترويت الاقليمي افتتح في أيلول الماضي، مع الإشارة إلى أن منطقة ديترويت الكبرى تعج بأعلى كثافة من المسلمين والعرب الأميركيين. وعليه قال الحانوتي، الذي أصبح ممثل الصندوق في المنطقة إن هذا المكتب إستحق إطلاقه منذ مدة طويلة، مؤكداً أنه يضم كفاءات عالية من المحامين، وقال إنه سيركز على بناء العلاقات العامة وجمع التبرعات، بهدف تعزيز الخدمات القانونية، مشيراً إلى أن الصندوق على مستواه الوطني يقدم هذا النوع من الخدمات لزبائنه مجاناً منذ العام 2001، ويرغب بتعزيز هذا التوجه.
وكان مكتب ديترويت تحت إدارة الحانوتي عقد جلسات في استشارات قانونية مجانية إضافة إلى ندوات تثقيفية قانونية قام عليها محامون يمثلون المنظمة التقوا زبائن وقدموا لهم استشارات مجانية، مع العلم إن هكذا استشارات تكلف في العادة صاحبها مئات الدولارات.
وقال الحانوتي «منذ احداث 11 أيلول الإرهابية إرتفعت وتيرة الممارسات العنصرية والكراهية ضد المسلمين الأميركيين بشكل مثير، وهذا يشكل نوعاً من إنتهاك حقوقهم وفق التعديل الأول من الدستور، بحيث خلصنا إلى نتيجة مفادها أن الدستور لا ينطبق على المسلمين الأميركيين في مناحي عديدة، وهناك أدلة على ذلك». وأكد الحانوتي أن «المسلمين والعرب الأميركيين ينبغي عليهم معرفة حقوقهم»، مشيراً إلى أن العرب القادمين من مناخات دكتاتورية في بلادهم يفترضون أن الوضع هنا في أميركا كما هو هناك في الدول العربية، هؤلاء لديهم ثقافة الخوف من الأجهزة الأمنية».
وخاطب الحانوتي هؤلاء بالقول: «إنتبهوا أنتم أميركيون حقوقكم محفوظة». يذكر أن الحانوتي قدم إلى أميركا عام 1980 وهو صاحب تجارب عملية متعددة بينها العمل في مجال الإنتاج التلفزيوني والعلاقات الحكومية والدولية، ساهم في إنشاء منظمة الحياة للاغاثة والتنمية، ومجلس العلاقات الاسلامية الاميركية (كير) فرع ميشيغن، وهو عضو في العديد من المنظمات العربية الاميركية الأخرى.
Leave a Reply