دمشق – خيمت أحداث مخيم اليرموك للاججئين الفلسطينيين، الواقع جنوب العاصمة دمشق، على مجمل التطورات الميدانية في سوريا خلال الأسبوع الماضي وسط محاولات روسية حثيثة لدفع المسار السلمي لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ ٢١ شهرا،ً والتي تحولت، حسب تقرير، أممي الى «حرب أهلية» يؤججها تزايد أعداد المسلحين الإسلاميين المتشددين.
وتوالت الأحداث في مخيم اليرموك لتتجه الى حل يؤدي الى تفادي إراقة دماء الفلسطينيين في المخيم الذي دخله المسلحون، للانتشار، كما جرت العادة، بين المدنيين الآمنين.
وقد بدأ آلاف الفلسطينيين العودة الى مخيم اليرموك بعد حالة النزوح الكثيفة التي شهدها خلال الأيام الماضية بعدما تمكن مسلحو المعارضة من السيطرة على أجزاء واسعة منه، ما دفع السلطات السورية الى حشد قوات عسكرية كبيرة استعداداً لاقتحامه، فيما ساهمت المفاوضات التي شاركت فيها مختلف القوى والفصائل بالإضافة الى الامم المتحدة، في التوصل الى تسوية تقضي بإخلاء المسلحين من المخيم والسماح بعودة آلاف العائلات اليه، والنجاح في تجنبيه الخراب وانزال نكبة جديدة بالفلسطينيين.
وناشدت وزارة الخارجية السورية، في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، «مطالبة الدول التي دعمت المجموعات الإرهابية المسلحة وشجعتها على احتلال مخيم اليرموك لغايات باتت معروفة بإجبارها على الخروج من المخيم فوراً حفاظاً على حياة اللاجئين الفلسطينيين، ولمنع الدمار الذي تنشره هذه المجموعات أينما حلت».
ودانت دمشق «كل من سمح لنفسه بتوجيه أصابع الاتهام إليها وتحمله مسؤولية الكارثة التي قامت بها المجموعات الإرهابية» في المخيم. وأكدت أنها «التزمت منذ نكبة الشعب الفلسطيني باستضافة اللاجئين الفلسطينيين على أرضها وتعاملت معهم كأبنائها وأعطتهم كل الامتيازات التي يتمتع بها المواطن السوري».
وانتقد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي رفض النظام السوري التجاوب مع اتصالاته بشأن مخيم اليرموك، موضحاً أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، لم يردّ على اتصاله.
وعلى المسار الدبلوماسي أبلغ المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي موسكو بعزمه على الذهاب إلى دمشق ولقاء الرئيس السوري بشار الأسد. وأوضح أن «موسكو جددت تأييدها لمهمة الإبراهيمي، وتم الاتفاق على عقد اجتماع ثلاثي بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز والإبراهيمي في جنيف.
وفي كلمة له، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن شغل موسكو الشاغل في سوريا هو مصير البلاد، وليس مصير الأسد، موضحاً أن موسكو تريد أن يتفادى أي حل للصراع في سوريا حدوث تبادل للأدوار بين قوات الحكومة والمسلحين ما يعني استمرار القتال إلى ما لا نهاية، مضيفاً «نريد تجنب انهيار سوريا». وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «موسكو لا تعترف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «هذا لا يعني أنها ترفض العمل معه».
هذا ويواصل الجيش السوري استهداف تجمعات المسلحين في مناطق متعددة من البلاد لاسيما في ريف دمشق وحلب حيث تتزايد المجموعات التابعة لتنظيم «جبهة النصرة»، وهو فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، وصنفته واشنطن مؤخراً منظمة إرهابية.
ويتخوف المراقبون من تزايد نفوذ وتسليح هذه المجموعات، ما يمكن أن يؤدي إلى مواجهة طويلة ودامية. وأعلنت الجبهة مسؤوليتها عن تفجيرات إرهابية كبرى ودامية في دمشق وحلب، وانضم مسلّحوها إلى وحدات أخرى من المعارضة في هجمات على قوات النظام.
وقال أعضاء من الجبهة إن «النصرة» تهدف إلى إحياء الخلافة الإسلامية، ما جعل ناقوس الخطر يدق لدى الطوائف الاخرى والسنة غير المتشددين، الذين يخشون أن تسعى الجبهة إلى تطبيق نظام حكم يشبه نظام حركة «طالبان». ودفعت المخاوف من القمع الديني الأكراد إلى تحصين منطقتهم في حلب، وكانت وراء اشتباكات عنيفة بين الأكراد و«النصرة» في بلدة رأس العين الحدودية في تشرين الثاني الماضي.
ويُقدّر عدد أعضاء «النصرة» بالآلاف ويتمتعون بقوة خاصة في منطقتي حلب وإدلب الشماليتين، حيث انضموا إلى جماعات إسلامية مثل «أحرار الشام» و«لواء التوحيد» أو نفذوا عمليات مشتركة معها بعد تسهيلات تركية.
وفي دمشق وحولها يقل عدد أعضاء الجبهة وفي بعض الأماكن يبعدون مسافة 20 كيلومترا فقط عن الجولان السوري المحتل.
Leave a Reply