في عددنا الأخير من العام ٢٠١٢، نقف على أعتاب سنة جديدة وأمل جديد، ونتوجه بالشكر والإمتنان لقرائنا الأعزاء الذين ينتظرون تصفح «صدى الوطن» مع نهاية كل أسبوع. لكم نقول إن وفاءكم لن نبادله بغير الوفاء، وإن آراءكم وتوصياتكم مرحب بها دائماً.
ولا يمكننا أن ننسى شريان الحياة لـ«صدى الوطن» وهؤلاء هم المعلنون على صفحاتنا والذين نكنّ لهم التقدير وندين لهم بالعرفان، ونؤكد للجميع أننا لن نتوانى يوماً عن إثبات جدارتنا بثقتهم وثقة قرائنا، وسنواصل التحدي في إنتاج صحيفتنا بأفضل صورة ممكنة أسبوعياً، وكما عودناكم، نعدكم، بأننا سنحافظ على صدقيتنا وموضوعيتنا وتمسكنا بقضايانا العادلة.
العام الماضي كان حافلاً بالنسبة لنا في «صدى الوطن» ولجاليتنا، ورغم أن التحديات كانت وتبقى كثيرة، ولكن النتائج كانت وفيرة ومجزية.. ولاسيما في الإنتخابات المحلية حيث بدا أن مجتمع الجالية أخذ يبلور دوره في المحيط الأميركي ويتفاعل معه، وكان ذلك جلياً في الإقبال العربي الكثيف على الإنتخابات وفي الإنتصارات التي سجلت لاسيما في مدينة ديربورن، التي تُرسّخ عاماً بعد آخر أنها جديرة بلقب عاصمة العرب الأميركيين.
وعلى المستوى الوطني، واصل العرب الأميركيون خلال العام ٢٠١٢ جمع قواهم وبناء التحالفات للدفاع عن حقوقهم المدنية والحريات العامة التي باتت مهددة بعدة إجراءات أمنية تستهدف المسلمين والعرب في البلاد وجوهر الوطن الأميركي، مثل التجسس والتنميط الأمني وإقرار قوانين تمس بالحقوق المدنية للأميركيين مثل «قانون الدفاع الوطني» الذي يعطي الجيش سلطة ملاحقة واعتقال المواطنين داخل الأراضي الأميركية، إضافة الى تصاعد حملات «الإسلاموفوبيا».
ولكن رغم التحديات الخاصة بمجتمعنا العربي والتطورات على الساحة الأميركية، والتي كان أبرزها إعادة انتخاب باراك أوباما للرئاسة، لم يغب عن بال قرائنا متابعة ما يدور في المنطقة العربية التي تعاني اضطرابات متواصلة في مرحلة «ما بعد الربيع العربي» التي باتت أشبه بكابوس لسكان المنطقة، حيث يستشري اليوم الموت والدمار والتعصّب الديني والإنقسام.. من تونس ومصر الى ليبيا واليمن والبحرين… ولكن الأسوأ على الإطلاق يبقى حمام الدم المستمر في سوريا، والذي يطل علينا يومياً عبر الفضائيات العربية ليزيد من هموم حياتنا اليومية ومتطلباتها همّاً آخر بالخوف على أهلنا في الوطن الأم.
في خضم الأحداث في المنطقة العربية، نرى أنه لا بد من التمسك بمطالب تعزيز الديمقراطية مقروناً باحترام التنوع الثقافي وحقوق الأقليات والحفاظ على الإرث الحضاري والإنساني وحماية الإنجازات التي تحققت في العقود الماضية بدل هدمها.
نطلب من قرائنا، ونحن على عتبة عامنا الـ٢٩ مشاركتنا الدعاء من الله عزّ وجلّ أن يشمل برعايته وبالشفاء العاجل لمديرة تحرير القسم الإنكليزي في الصحيفة، ماريان كاي سبلاني، التي تعاني من مرض السرطان منذ أكثر من عامين، وقد اشتد عليها في الآونة الأخيرة. وكاي زميلتنا الأميركية التي لطالما كانت صوتاً مدافعاً عن العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، لم تنل التقدير الذي تستحقه ولم تطلبه يوماً، وهي شاركت في تأسيس «صدى الوطن» في العام ١٩٨٤ وواظبت على عملها فيها دون كلل أو ملل طيلة ٢٨ عاماً، لترسي أسس النجاح لعقود قادمة، إن شاء الله.
كما نود أن نشكر الداعمين الذين ساهموا في بناء الطابق الثاني من مبنى الصحيفة في ديربورن والذي أصبح على وشك الإنتهاء، فنحن لهم مدينون ولن ننسى دعمهم أبداً.
وفي الختام لا بد أن نشكر من أعماقنا جميع الزملاء العاملين في الصحيفة، الذين يشاركوننا التضحية بأقسى الجهود وبأدنى الأجور.
الرحمة لأرواح الشهداء الذي سقطوا في الوطن العربي الكبير، لاسيما هؤلاء الذين سقطوا وهم يبحثون عن الحقيقة.. لأننا نؤمن بأن ليس هناك ما هو أنبل من البحث عن الحقيقة.
وأخيراً، نتمنى أن يحمل العام ٢٠١٣ الفرح والإطمئنان الى قلوبكم جميعاً. ميلاد مجيد وعام سعيد.. وكل عام وأنتم بخير
Leave a Reply