كان العام 2012 دون شك مليئاً بالتناقضات والأحداث والأخبار السياسية التي أمل الجميع أن تنتهي بانتهائه.. وكما كل عام جديد، انهالت التمنيات بأن يحلّ السلام في العام 2013 رغم توجّس معظم الناس من رقم 13. ولأنّ اللبنانيين في طبعهم وطبيعتهم يُحبون استكشاف الغيب كيلا يُفاجئهم بما لا يحمدون عقباه أو ما لا يحسبون له أي حساب، قرّر بعضهم أن يلجأ الى توقعات علماء الفلك أملاً منهم في إيجاد أمل، ولو بنسبة خفيفة. أما البعض الآخر والذي كان قد أخذ قراراً في أن ينسى ما ألمّ بالعام 2012 غير مُكترث للتوقعات الجديدة فقد احتفل على طريقته، رافضاً أن يُودّع السنة التي مرّت من عمره بدمعة، متحدياً السنة الجديدة بضحكة.
لاجئون سوريون في لبنان. |
وقد تنوّعت آخر أخبار 2012 بين قرار مُفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الدعوة إلى انتخاب مجلس شرعي في 15 شباط بعد مُبادرة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التي تضمّنت تأجيل الإنتخابات عوضاً عن الغائها، وبين رد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الهجومي كعادته، على دعوة رئيس الجمهورية فؤاد سليمان المستمرة للحوار لتختتم السنة بمهرجانين، أحدهما للجماعة الإسلامية في صيدا تحت عنوان «احتفال النصر والشهادة» والذي غاب عنه «حزب الله» مما شكّل علامات استفهام، والآخر مهرجان عكاري لبى من خلاله الشيخ أحمد الأسير دعوة «شباب عكار» ليتألّق كالعادة بانتقاداته وشتائمه التي تستهدف «حزب الله».
أما بداية 2013 فقد كانت مع تنفيذ تهديد كان قد قام به أهالي المخطوفين في أعزاز السورية في نهاية عام 2012. ففي إشارة الى وقوفهم في وجه المصالح التركية، قام الأهالي اللبنانيون بالإعتصام أمام شركة الطيران التركية وختمها بالشمع الأحمر، متوعّدين بتحركات سلمية أولها يهدف الى مقاطعة البضائع التركية. وبما أنّ الدولة التركية كانت قد كرّرت في السابق وعودها بتقديم المساعدة، وبما أنّ الدولة اللبنانية نفسها لا تُخفي استغرابها من الطريق الذي وصل اليه الملف، وفيما طالب السيد حسن نصرالله بمفاوضة الحكومة للخاطفين في كلمته التي ألقاها في ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع)، تبقى عودة المخطوفين بانتظار وعد جديد ولكن هذه المرة على أن يقترن مع التنفيذ.
على صعيد آخر، لم يغب عن الواجهة ملف النازحين السوريين الذي أرخى بظلاله على الساحة السياسية مؤدياً الى تجاذبات بين أطراف مختلفة. وبالرغم من أنّ كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الإجتماع الوزاري الذي جمعه بعدة وزراء، لم يأت بأي جديد بل كرّر الحاجة الى تمويل بأسرع ما يمكن للإستمرار في الإغاثة، الا أنّه تطرّق بطريقة غير مباشرة الى «الجدل» القائم بين السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي ووزير الشؤون الإجتماعية وائل أبو فاعور مُشدداً على غياب أي تبرير للتجني على وزارة من الوزارات. وقد بدأ هذا الجدل في أواخر 2012 من خلال انتقاد السفير لأداء وزارة الشؤون الإجتماعية فيما خص موضوع النازحين واتهام أبو فاعور بعدائيته تجاه النظام السوري. وبالرغم من أنّ رسالة السفير الأخيرة احتوت على اتهامات جديدة، الا أنّ بعض الأوساط شدّدت أنها لم تستهدف الوزير أبو فاعور بل رئيس الجمهورية الذي كان قد اتّخذ موقفاً مُباشراً ضد استخدام منبر وزارة الخارجية لشن هجوم على جهة سياسية. أما السيد نصرالله فقد شدّد على ضرورة عدم تسييس ملف النزوح الإنساني. وفي حين يذهب البعض الى اعتبار النزوح من اليرموك مُدبراً متهمين «حزب الله» بالتنسيق مع النظام السوري لبث الفوضى والإضطرابات في لبنان مما سيؤثّر سلباً على المستجدات اللبنانية وخاصة موعد الإنتخابات، يذهب البعض الآخر الى الكلام عن حالة الذعر التي ستصيب بعض الأطراف في حال لم يسقط النظام السوري. وبين هؤلاء وأولئك، يستمر السجال حول قانون جديد للإنتخابات أو تعديل للقانون القديم، وفيما تستمر نقاشات إبقاء الإنتخابات في موعدها أو تأجيلها، تُكمل المبادرة الجنبلاطية بجولاتها. وقد كان آخر هذه الجولات زيارة «جبهة النضال» لرئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان ليُشدد الطرفان أيضاً وأيضاً على أهمية الحوار.
أيضاً، أكمل السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي زياراته الى المسؤولين اللبنانيين والتي كان قد بدأها في نهاية العام، بزيارة للرئيس أمين الجميّل حيث تمّت مناقشة الأوضاع اللبنانية-السورية الراهنة وإعادة التشديد على موضوع الإستقرار اللبناني.
على صعيد آخر، وبالرغم من أن خاتمة 2012 أتت بخبر دورة التراخيص الأولى للتنقيب عن النفط في المياه اللبنانية وببرنامج زمني وخطة عمل تمّت موافقة مجلس الوزراء عليها والذي من شأنه أن يضع «لبنان على الخارطة النفطية في العالم» بحسب ما صرّح به وزير الطاقة جبران باسيل.
وقال مندوبون في مؤتمر النفط والغاز في بيروت في وقت سابق من كانون الاول (ديسمبر)، ان المياه الاقليمية اللبنانية قد تحتوي على ما بين 30 إلى 40 تريليون قدم مكعب من الغاز. وأكد نصرالله في خطاب أربعينية الحسين (ع) على أهمية سلاح المقاومة في حماية ثروة لبنان المائية أمام أطماع العدو الإسرائيلي.
Leave a Reply