غزة – لم يخل مهرجان انطلاقة فتح في غزة من المفاجآت، وكان أبرزها الحشود الكبيرة التي شاركت في الاحتفال، والتي ملأت ساحته والشوارع المحيطة به قبل الموعد المخصص بساعات، في ظل استنفار ملحوظ لعناصر أمن حكومة حركة «حماس» المقالة. لكن المفاجأة الأخرى حدثت فور انتهاء كلمة الرئيس الفلسطيني وزعيم فتح محمود عباس، حيث بدأت مناوشات حول منصة الاحتفال بين أنصار عباس ومؤيدي القيادي السابق في الحركة محمد دحلان، الذين حاولوا السيطرة على المهرجان.
وقدرت أعداد المشاركين بمئات الآلاف، في حين قال البعض إن العدد وصل إلى مليون مشارك. وأحاط منصة المهرجان عناصر من «كتائب شهداء الأقصى» الجناح العسكري لفتح، ببزاتهم العسكرية، ولكن من دون أن يحملوا أي نوع من السلاح، وذلك وفقاً لما تم الاتفاق عليه مع حركة حماس لإقامة المهرجان.
يُذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يسمح فيها لفتح بالاحتفال قي قطاع غزة منذ العام 2007، الأمر الذي اعتبره المراقبون بادرة حسنة لتحقيق التوافق الفلسطيني بعد سنوات من الإنقسام فرضتها سيطرة «حماس» على القطاع. وكان لافتاً للمرة الأولى نقل فعاليات المهرجان الجماهيري لفتح من قبل قناة «الأقصى» الفضائية التابعة لحماس. إلى ذلك، قدمت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس تسهيلات واضحة لمناصري «فتح» الذين احتفلوا على مدار ثلاثة أيام بالذكرى الثامنة والأربعين للإنطلاقة.
وكان الرئيس محمود عباس وجه خطاباً في غـزة إلى الفلسـطينيين الذين احيوا ذكرى انطلاقة فتح والثـورة الفلسـطينية، شدد فيه على ضرورة تحقيق الوحدة الفلسطينية.
أما «حمساوياً»، فقد كشفت مصادر موثوقة مقربة من الحركة الإسلامية أن المكتب السياسي للحركة انعقد الأسبوع الماضي، في القاهرة لبحث ملفات داخلية تتعلق باختيار خليفة رئيس المكتب السياسي الحالي خالد مشعل. وقالت المصادر ان جميع أعضاء المكتب السياسي لحماس موجودون في القاهرة لمناقشة ملفات الانتخابات الداخلية، والمصالحة وإعمار غزة، وملفات أخرى متعلقة بسياسات الحركة وما طرأ عليها.
وكان يفترض انتخاب خليفة مشعل منذ ستة أشهر، لكن خروج الحركة من سوريا بعد اشتداد الأزمة، وانتقال مشعل إلى الدوحة وأبو مرزوق إلى القاهرة جعل من الصعب إجراء الانتخابات الداخلية لإقليم الخارج في «حماس».
Leave a Reply