قال رجل أعمال عربي أميركي إنه تعرض للتمييز العنصري وسوء المعاملة من طرف موظفين وعناصر الأمن في «مستشفى أوكوود» في ديربورن بعد يوم واحد من دردشة له مع بعض الممرضين حول «تطبيق» (لعبة) قام بتنزيله على هاتفه الذكي «آي فون».
وقال الرجل الذي رغب في عدم الكشف عن هويته، إنّه كان يذهب الى المستشفى يوميا منذ أكثر من شهر ونصف لزيارة أمّه المريضة التي كانت ترقد في قسم العناية الفائقة بالطابق الثالث من المستشفى لعلاج كسر في الرجل وثقب في الرئة وذبحة قلبية تعرضت لها.
ويقول الرجل الذي له خلفية طبية وهو صاحب مصلحة تجارية في ديربورن، إنه لطالما كان ودوداً مع الموظفين خلال زياراته شبه اليومية للمستشفى حيث كان يبني معهم علاقات ودية من اجل مزيد من العناية بوالدته. وأشار الى أنه سبق وقدم هدايا من الشوكولا للممرضين والموظفين وقد قبلوها بكل سرور، كما قدم لهم خلال أعياد الميلاد سلّة من الشوكولا من نوع «غوديفا» الفاخر.
ولكن الأمور أخذت منحى مختلفاً تماماً، ففي أحد الأيّام وخلال زيارته للمستشفى في ساعات ما بعد الظهر، انخرط بدردشة مع ممرضتين وممرض كانوا في قاعة الإنتظار حول التطبيق-اللعبة الذي قام بتنزيله مؤخراً وكان ُيسلّي نفسه به عبر هاتفه الـ«آي فون»، وخلال الدردشة قام الرجل بعرض التطبيق على الممرضين وهو يحمل اسم «آكشن موفي أف أكس» وهو مقتبس عن لعبة «كول أوف ديوتي» الإلكترونية.
وقد أثار التطبيق، المتاح تنزيله عبر موقع «آبل» لجميع مستخدمي أجهزة الـ«آي فون» و«آي باد» و«آي بود»، إعجاب الممرضين الذي ضحكوا مطولاً على إمكانياته، حيث قام الرجل العربي بتصوير باحة المستشفى ليتمكن الممرضون من مشاهدتها وهي مدمرة بعد ضربها افتراضياً بالمتفجرات والصواريخ وطائرات الهليكوبتر وحتى بالعواصف الرعدية.
وقال الرجل لـ«صدى الوطن» إن علامات السرور كانت بادية على وجوه الممرضين الذين طلبوا إعادة المشهد أكثر من مرة.
ولكن في اليوم التالي انقلب الوضع رأساً على عقب، حيث قوبل الرجل بوجوه متجهمة من قبل مسؤولي الأمن الذين «أساؤوا معاملته» وذكروا له أنّ الممرضين اصابهم الرعب بسبب وجوده. وإثر ذلك حاول الرجل أن يظهر لعناصر الأمن حقيقة الموضوع ولكن دون جدوى وسط إصرارهم على مرافقته في المستشفى اينما راح وكأنّه خطر يهدد المكان. وأضاف الرجل «حاولت أن أشرح الأمر لمسؤولي الأمن بأنّ الامر لا يعدو كونه لعبة على «آي فون» لكنّهم لم يتفهموا الأمر وقالوا لي بأنّي أخفت الممرضين وبأنّي أمثل خطر عليهم».
وذكر الرجل ان الامور توترت الى حدّ انه لم يستطع التحدث الى الممرضين للسؤال عن صحة أمه، كما ذكر انه كلما زار المستشفلى في الايام اللاحقة للحادثة كان مسؤولو الأمن يتبعونه الى غرفة أمّه ويلازمونه حتى يخرج من المستشفى وهو ما دفعه إلى نقل والدته منها.
واعتبر الرجل في معرض شكواه أنه تعرض الى موقف عنصري حيث قال «انا لست طفلا لأصدق أن المعاملة التي تعرضت لها هي بسبب اللعبة المصنعة من طرف شركات أميركية ومتوفرة للجميع ويمكن تنزيلها مجانا، لا أصدق أنهم لا يفرقون بين لعبة وبين تهديد حقيقي».
وقد اتخذ الامر بعداً امنيا، بعد أن اتصل الأمن في مستشفى أوكوود بشرطة ديربورن لإبلاغها بخصوص الحادث، وعلى اثر ذلك اتصل ضابط في الشرطة بالرجل لبحث الامر معه وعندما ذكر له الرجل تفاصيل الحادثة ضحك الضابط من الموقف، وقررت دائرة الشرطة عدم كتابة تقرير في الحادثة أو ملاحقة الرجل قضائياً. وقد اتصلت «صدى الوطن» بقسم العلاقات العامة في «مستشفى أوكوود» للتعليق على الحادثة، وجاء الرد بواسطة البيان التالي:
«إن الحفاظ على سلامة وخصوصية مرضانا وموظفينا وأي فرد آخر ضمن منشآت «أوكوود» هو من أقصى أولوياتنا. نحن على علم تام بالادعاءات التي تقدم بها السيد (..) لصحيفة «صدى الوطن» وإننا لنرفض بشدة أية ادعاءات متعلقة بأي شكل من أشكال التمييز العنصري أو الديني. لقد قام السيد (..) مدركا باستخدام صورة فوتوغرافية لمحطة تمريض فعلية داخل المستشفى لتصوير مشهد «تفجير» عنيف مستخدما برنامجا تطبيقيا على هاتفه الخلوي. نظرا لخطورة مثل هذا العمل، قام طاقم الموظفين لدينا باتخاذ الاجراءات الملائمة المنصوص عليها في لوائحنا من خلال قيامهم بإبلاغ السلطات المختصة فورا.
المجتمع العربي الأميركي والمجتمع الإسلامي هما جزء لا يتجزأ من نظام أوكوود للرعاية الصحية لمدة تزيد على خمسين عاما، وقد ساهم كل منهما مساهمة فعّالة في تشكيل ماهية ما نحن عليه اليوم كمنظمة. وأي تلميح أو إشارة بخلاف ذلك إنما يتناقض مع كل ما نمثله ونؤمن به كشريك مجتمعي هنا في ديربورن» (انتهى البيان).
ولكن الرجل العربي يصر على حقه في تلقى اعتذار من «مستشفى أوكوود» ويعتقد أن على موظفي المستشفى ان يتلقوا المزيد من التدريبات حتى لا تتكرر الحادثة مع آخرين مستقبلاً. وقال «عليهم ان يعلموا أن ما وقع لا يمكن القبول به، فإذا كانت ممرضة لا تفرق بين لعبة وبين تهديد حقيقي فهذا يعني ان وجودها هناك هو التهديد الحقيقي في المرتبة الاولى، هذا خطر على سلامة المرضى. والله وحده يعلم ما يمكن ان يفعلوه كذلك بعد ان حوّلوا أمر لعبة على الهاتف الى موضوع كبير، تصوروا ما يمكن ان يفعلوه للمرضى بناءً على اسمائهم أو لونهم أو ديانتهم«.
Leave a Reply