الجزائر – بعد أيام من الغموض وتضارب المعلومات عن العملية العسكرية التي نفذها الجيش الجزائري ضدّ الجماعة المسلحة التي اقتحمت منشأة إنتاج الغاز في منطقة إن أميناس قرب الحدود الليبية واحتجزت رهائن، خرجت السلطات الجزائرية الأسبوع الماضي لتكشف الخيوط الأولية لتفاصيل هذه العملية بأهدافها والجهات المنفذة لها، فضلاً عن الحصيلة الأولية لنهاية دموية أنذرت بتصعيد خطير في الصراع مع تنظيم «القاعدة» في شمال أفريقيا.
وفي مؤتمر صحافي عقده رئيس الوزراء عبد المالك سلال، أُعلن عن مقتل 67 شخصاً في الاعتداء على المنشأة النفطية، من بينهم 37 أجنبياً من ثماني جنسيات وجزائري واحد و29 «إرهابياً». ووفقاً لسلال «قُتل الكثير من الرهائن برصاصات في الرأس»، موضحاً أن 790 شخصاً كانوا يعملون في الموقع، بينهم 134 أجنبياً من 26 جنسية. وحول الخاطفين، أكد رئيس الوزراء الجزائري مقتل 29 مسلحاً واعتقال ثلاثة آخرين، فيما لا يزال 5 آخرون مفقودين. وبين المهاجمين كان هناك ثلاثة جزائريين وآخرون من جنسيات كندية ومصرية وتونسية ومالية ونيجيرية وموريتانية. أما قائد المجموعة الخاطفة فـ«إرهابي معروف لدى أجهزة الأمن»، وهو جزائري يدعى محمد الأمين بن شنب وقد قُتل بعد أن قصفت مروحية عسكرية سيارة كان على متنها خلال محاولته الفرار، بالإضافة إلى شخص آخر اسمه أبو بكر المصري، لم تُحدّد جنسيته.
وفي السياق، لفت سلال إلى أن منسق العملية من الجنسية الكندية وكان من بين المتشددين، مع العلم أن المسؤولين كانوا قد أشاروا إلى وجود كنديين اثنين بين «الإرهابيين»، فيما أعلنت كندا سعيها لمتابعة الموضوع. أما الهدف من العمليّة، فقد فسّره سلال بأنه «كان في البداية خطف الرهائن الموجودين في الحافلة التي كانت متوجهة إلى مطار إن أميناس والتوجه بها مباشرة إلى شمال مالي والتفاوض بشأنهم مع الدول الأجنبية»، غير أن «اشتباكا وقع بين القوات المكلفة بحراسة الحافلة والمجموعة الإرهابية غيّر الخطة. وهنا قررت المجموعة التوجه بالحافلة إلى داخل المنشأة الغازية حيث تقسّمت على مجموعتين، الأولى تضم 21 إرهابيا واستولت على المجمع السكني داخل الموقع وكان داخله أجانب، والثانية تضم 11 إرهابيا واستولت على مصنع الغاز».
Leave a Reply