إستضافت منسقية «تيار المستقبل» في ميشيغن الأمين العام للتيار أحمد الحريري والوفد المرافق له مساء الجمعة 25 كانون الثاني (يناير) الماضي، في حفل عشاء أقيم في قاعة «ستيفن» في ديربورن هايتس حضره أكثر من 200 شخص من أنصار «تيار المستقبل» وفعاليات وأبناء الجالية اللبنانية.
وجاءت زيارة الحريري الى ميشيغن في إطار جولة له في أميركا الشمالية شملت مونتريال الكندية التي قدم منها الى منطقة ديترويت الكبرى.
الحريري إلى جانب الحضور مستمعين إلى النشيدين اللبناني والأميركي |
وبعد الإستماع إلى النشيدين اللبناني والأميركي قام عريف الحفل إبراهيم الحقاني بالترحيب بالضيف اللبناني والوفد المرافق له، ليلقي الشيخ محمد المارديني من بعده كلمة إستهلها بالتشديد على وحدة الشعب اللبناني بمختلف مشاربه وإنتماءاته متمنياً أن يعم السلام والتعاون في البيت اللبناني. وقال الشيخ المارديني «من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه كالرئيس الشهيد رفيق الحريري ومنهم من ينتظر».
وألقى منسق «تيار المستقبل» في ميشيغن عدنان سلامة كلمة بإسم أعضاء الهيئة الإدارية بالترحيب بالجميع والشكر «على الجهد الذي بذلوه اليوم من أجل الحضور رغم سوء حالة الطقس». ورحب سلامة بالأمين العام لـ«تيار المستقبل» واصفاً إياه بـ«الأمين الأمين» على المبادئ التي أسسها الشهيد رفيق الحريري. وقال سلامة إن هذه المبادئ تعمل على قيام «دولة حديثة في لبنان ركنها العلم والناس التي تعبت في سبيل أن يكون لبنان دولة حضارية عربية، فنحن نؤمن بعروبة لبنان وإن المشروع العربي في لبنان لابد أن ينتصر والمشاريع الأخرى كلها إلى زوال فلبنان عربي أولاً قبل لبنان أولاً».
وتوجه سلامة للحريري بالقول «أنا أعلم أن مشوارك إلى أميركا الشمالية لم يكن بالسهل لم يكن نزهة ولقد إجتمعنا الأسبوع الماضي في مونتريال كندا حيث عقد أول مؤتمر إغترابي لتيار المستقبل في أميركا الشمالية بحضور وفود من أميركا ومن كندا حيث أقيم المؤتمر الناجح جداً برعاية دولة الرئيس سعد الحريري».
أما أحمد الحريري الذي رفض الجلوس مع الوفد المرافق على الطاولة المخصصة للضيوف «ليكون إلى جانب الناس» حسب أحد المنظمين، قال «أنا قدمت إلى هنا لرؤية الناس.. والناس تود التحدث معي»، ونقل الحريري، وهو نجل النائب بهية الحريري شقيقة الرئيس الشهيد تحيات ابن خاله النائب سعد الحريري قائلاً «سلام لكم من كل لبنان من بيروت، البقاع، برعشيت، بنت جبيل، زحلة، الكورة، عكار، طرابلس، من صيدا ومن شبعا… أنا كتير سعيد بوجودي بينكم اليوم مع الوجوه المتنوعة التي تشبه «تيار المستقبل» والذي يفتخر بأنه تيار لكل الطوائف لكل المناطق والأجيال والطبقات». وتابع «تيار لبنان أولاً، لا السنة أولاً، ولا الشيعة أولاً، ولا الموارنة أولاً.. تيار لبنان أولاً لبنان أولاً لبنان أولاً.. تيار رفيق الحريري تيار الإعتدال والإنفتاح والتواصل تيار سلاحه كلمته وليس الرصاص الموجه لصدور اللبنانيين، تيار التنوع تيار الأسماء المتنوعة تيار باسم السبع والحبيب الراحل نصير الأسعد وغازي يوسف والمناضل عقاب صقر وعدنان سلامة، تيار هادي حبيش وعاطف مجدلاني وجان أوغاسابيان وسمير ضومط وأنطوان أندراوس -وفي علويين كمان- تيار بدر ونوس وخضر حبيب، هيدا التيار هو تيار سعد الحريري وتيار رفيق الحريري».
الحريري أثناء إلقاء كلمته |
كما تحدث الحريري عن موضوع المال السياسي قائلاً بالعامية اللبنانية «تيار المستقبل عم يكبر يوم بعد يوم، تيار المستقبل عم يقوى يوم بعد يوم عم يقوى فيكن وليس بالمال الذي يتحدثون عنه.. تيار المستقبل هو أنتو الأساس أنتو شعبية تيار المستقبل أنتو يلي حتكملوا المسيرة نحنا وراكن وإنتو قدامنا، وخاصةً المغتربين».
ووصف الحريري المرحلة السياسية التي يمر بها لبنان والمنطقة بـ«الصعبة» وقال «أكيد نحنا اليوم عم نعيش بالبلد ظروف صعبة كتير عم نعيش مرحلة سياسية فيها كتير من الخطورة مرحلة سياسية سوف تحدد وجه لبنان. نحن جميعاً نعلم أن الإستحقاق الإنتخابي القادم هو إستحقاق مهم ومفصلي يتزامن مع تغيير أساسي يحدث في المنطقة إن كان عبر الربيع العربي أو الثورة السورية التي أوجه لها ألف وألف تحية».
وأكد الحريري على تمسك تياره بدعم «الثورة السورية» «يقولون لنا أننا مراهنون على الثورة السورية.. لا نحن لسنا مراهنين عليها لأنها سوف تنتصر.. ونحن نعتبر أن قيام نظام مدني ديمقراطي داخل سوريا هو حماية لنظامنا الديمقراطي المتنوع داخل لبنان. فهذا النظام الموجود دخل وظلم وقتل الكثير من جميع البيوت اللبنانية، السنة والشيعة والجميع، فهذا النظام لازم يروح على البيت لأنه يقتل شعبه»، كما طالب بضرورة الوقوف «وقفة عز وكرامة مع أطفال سوريا الذين يسقطون يومياً».
ثم تحدث الحريري عن الإنتخابات النيابية القادمة التي لا تزال برسم المجهول مع التأخر في إقرار قانون لها، وأكد أن تياره سوف يخوض الإنتخابات موجهاً «رسالة لجميع مناصري «14 آذار» الموجودين بيننا بأن ما يجمعنا أكبر من القوانين الإنتخابية». وفي إشارة الى «الشرخ» الذي أحدثته مفاوضات قانون الإنتخابات بين أطياف «14 آذار» ولاسيما برفض «المستقبليين» للنسبية وللمقترح «الأرثوذكسي» قال الحريري «سنخوض الإنتخابات سوياً بلوائح موحدة.. وسوف نربح هذه الإنتخابات».
وأشار الحريري الى «تقصير الحكومة بحق المغتربين» حيث قال «في لجنة مناقشة القوانين الإنتخابية لم تتم مناقشة مشاركة الإغتراب.. وكأن ليس أكثر من نصف لبنان في الإغتراب، وكأن الناس الموجودين بيننا اليوم ليس لهم إنتماء للوطن، أنا أؤكد أن إنتماءكم للبنان أكثر من إنتماء الكثير من اللبنانيين في الداخل».
بعد ذلك قدم عدنان سلامة درع «تيار المستقبل» للحريري، وحذا حذوه الحاج يحي شوشر الذي قدم درعاً من «جامعة توليدو» للضيف.
في حديث خاص لـ«صدى الوطن» حول الإقبال الهزيل للبنانيين في منطقة ديترويت على التسجيل للإنتخابات المقبلة، قال الحريري «طبعاً لن نسجل ولا نشجع الناس على التسجيل، فمن غير الواضح ما إذا سجل الناس أصواتهم في الإغتراب أن أسمائهم ستبقى بلوائح الشطب في لبنان أم لا»، وأضاف «هناك خطورة كبيرة بأن يسجل الناس في الإغتراب وتشطب أسماؤهم في لبنان.. وإذا لم تتم عملية الإنتخاب في الخارج فمن الممكن أن يخسروا حقهم في التصويت وهذه كارثة وعملية تزوير وبالنسبة لنا فإن الحكومة لم تضع خطوة واضحة لآلية التسجيل والإنتخاب في الخارج». وتابع القيادي الشاب «الموضوع فيه كذب كبير.. والله يرحم وزارة الخارجية التي كانت على أيام فؤاد بطرس». وختم الحريري برسالة للجالية اللبنانية في الإغتراب «صوتهم هو الأساس وهم من يقدر على التغيير وإذا لم يستطيعوا الإنتخاب في الخارج يجب أن يذهبوا للإنتخاب في لبنان».
وبدوره قال عدنان سلامة لـ«صدى الوطن» إن «الشيخ أحمد الحريري أراد أن يزور هذه المنطقة اليوم لتوجيه رسالة إنفتاح ومد يد لكل أبناء الجالية للتعاون على كل مافيه لمصلحة البلد، ومن خلال هذه الزيارة أكدنا أن «تيار المستقبل» تيار معتدل ومدني يضم أبناء جميع المناطق والطوائف والمذاهب. فـ«تيار المستقبل» يشبه صورة لبنان».
Leave a Reply