ديترويت، هايلاند بارك – كشف النقاب في المحكمة الفدرالية بديترويت يوم الجمعة الماضي عن إتهامات خطيرة موجهة لأربعة ضباط في شرطة هايلاند بارك، هي أقرب الى إتهامات من سيناريو فيلم هوليوودي حول ضباط فاسدين، وتشمل:
– ضرب رجل يواجه المحاكمة وإجباره على دفع الرشوة
– التخطيط للإستيلاء على كميات من الكوكايين وتوزيعها
– الموافقة مبدئياً على قتل أحد الأشخاص في مقابل 20 ألف دولار
– والضابط أنطوني بينام الوحيد من بين الضباط الأربعة متهم بأخذ الرشوة لقاء نقل ما كان يظنه مادة الكوكايين.
وكانت المدعي العام الفدرالي لشرق ميشيغن باربرا ماكويد قد أعلنت في مؤتمر صحفي عن إعتقال الضباط الأربعة، وقالت إن «هذا السلوك الشائن في هذه القضية محصور بالمتهمين الأربعة»، لكنها أطلقت رسالة تحذيرية إلى ضباط الشرطة في المنطقة قائلة «الضباط الذين يأخذون رشاوي ويشاركون في نشاطات جرمية سيتم إكتشافهم وسيحاكمون».
وأضافت أن فرقة مكافحة الفساد الحكومي، المشكّلة من عدة أجهزة أمنية محلية وفدرالية، قامت بإلقاء القبض على الضباط الأربعة، «وستلقي القبض على آخرين في المستقبل». وقد أشادت ماكويد بقائد شرطة هايلاند بارك كيفين كوني لإطلاقه عملية التحقيق الفدرالية، مؤكدة أن كيفين كان قد باشر بفحص سلوك الضباط حتى قبل الإتهامات الحالية، ففي الفترة من أيار (مايو) الى تموز (يوليو) الماضي رفع مواطنون شكاوى مكتوبة قالوا فيها إنهم تعرضوا للضرب أو سرقة أغراض لهم من الضابطين بينام وبرايس مونتغمري معاً، أو من بينام بمفرده.
المتهمون هم: بينام (29 عاماً)، منتغمري (38 عاماً)، شون وليامز (33 عاماً)، وغريغ كلايتون (55 عاماً)، وجميعهم متهمون بالرشوة والتخطيط لتوزيع ستة كيلوغرامات من الكوكايين، وحمل السلاح أثناء نقل المخدرات، وهؤلاء من هايلاند بارك بإستثناء وليامز الذي يسكن في ديترويت.
وقد بدأت التحقيقات الفدرالية إعتباراً من قيام بينام ومونتغمري بإعتقال رجل بتهمة حيازة سلاح ناري في آب (أغسطس) الماضي، وجاء في الدعوى أن الضابطين قاما بضرب الرجل وسرقا منه 1700 دولار نقداً وخاتماً ذهبياً، وأن هذا الرجل سرعان ما بدأ بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) كمخبر، حيث وضعت خطة ليقوم الرجل بإعطاء الضابطين 10 آلاف دولار لقاء تغيبهما عن حضور جلسة محاكمته ما من شأنه إلغاء الدعوى المرفوعة ضده، كما جاء في محضر الجلسات والتي تبين فيها بأن بينام ومونتغمري عرضا على الرجل المساعدة في تجارته بالمخدرات، مدعيان إنهما على معرفة بتاجر مخدرات لديه نساء ينقلن المخدرات من كاليفورنيا إلى ميشيغن.
مع تطور خيوط الخدعة الأمنية، أمكن من خلال بينام ومونتغمري توريط وليامز وكلايتون، في عملية نقل لكمية من الكوكايين «المزيف» من أمام «أوكلاند مول» في تروي إلى مواقف السيارات التابع لمتجر «مايرز» في تايلور، في شهري تشرين ثاني (نوفمبر) وكانون ثاني (يناير) بحسب ما جاء في الدعوى.
وكانت والدة بينام دعت الرب لحماية ولدها عقب حضوره أول جلسة في محكمة فدرالية في ديترويت الجمعة الماضية، حيث قالت «ابني ولد طيب وهو ضابط جيد، ولا أصدق أن هذا حدث فعلاً».
وقالت آني بينام (65 عاماً) من ديترويت إن ابنها له ولدان (10 سنوات و7 شهور)، وقالت إن ابنها قبل أن يصبح شرطياً في مدارس ديترويت العامة كان قسيساً في كنيستين في المدينة.
خلال الجلسة فرضت مساعدة القاضي لاوري ميشلسون كفالة على الضباط الأربعة بقيمة 10 آلاف دولار، كما أمرت بوضع قيد الكتروني حول معصم بينام لتقييد تحركاته بعدما أعربت سلطات فدرالية عن خشيتها من هروبه. كما أمر المتهمون الأربعة بعدم التواصل مع بعضهم إلا بوجود محامين أو شهود من الضحايا أو شرطة هايلاند بارك، ومنعوا من التنقل خارج شرق ميشيغن.
وقد حدد تاريخ 15 شباط (فبراير) موعداً لمحاكمة ابتدائية، وكان المتهمون أثناء الجلسة جلسوا إلى جانب بعضهم البعض وأرجلهم مقيدة قبيل إستدعائهم أمام مساعدة القاضي والتي عينت لهم محامين للدفاع عنهم، وشوهد بينام وهو يمسح الدموع من عينينه عدة مرات.
Leave a Reply