وافقت لجنة بمجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء الماضي على تعيين تشاك هايغل (66 عاماَ) لمنصب وزير الدفاع، بعد أسابيع من الأخذ والرد ورغم معارضة العديد من النواب الجمهوريين ولكن الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ الاميركي عادت وعرقلت تعيين هايغل في منصب وزير الدفاع اذ انه حصل على تأييد 58 عضوا فقط في حين ان الاكثرية اللازمة هي 60 ما سيستدعي تصويتا جديدا بعد 10 أيام. وفشل الاعضاء الديموقراطيون الـ55 في جذب الاصوات الخمسة اللازمة من الاقلية الجمهورية للوصول الى اكثرية الـ60 صوتا (من اصل 100 عضو) اللازمة لتجاوز الاعتراض الذي تقدم به الجمهوريون لهذا الترشيح، في اجراء برلماني قلما يتم اللجوء اليه.
وكانت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ قد صوتت بأغلبية 14 صوتا لصالح تعيين هايغل العضو الجمهوري السابق بمجلس الشيوخ عن ولاية نبراسكا، والذي اختاره الرئيس باراك أوباما لخلافة وزير الدفاع الحالي ليون بانيتا، في حين عارض تعيينه 11 عضوا.
وبعد إقرار اللجنة لتسمية هايغل انتقلت معركة التصويت إلى مجلس الشيوخ بكامل هيئته حيث يتوجب أن يكون يحضر 60 سناتوراً في مجلس الشيوخ لإقرار ترشيحه، وبعدها سيكون من السهل تمرير ترشيح هايغل بأكثرية 51 صوتاً فقط. ولدى هايغل الآن 58 صوتاً (55 ديموقراطياً وثلاثة جمهوريين)، والتحدي أمام ريد هو صوتين إضافيين في الجولة القادمة.
ويعتبر الأمر سابقة تشريعية في عرقلة مرشح الرئيس لمنصب وزير الدفاع، وهي خطوة وصفها هاري ريد بأنها «مخزية»، كما أنه من «المأساوي»، بحسب قوله، ألا يكون أحد في منصب قيادة «البنتاغون»، لأن الخميس الماضي كان اليوم الأخير لوزير الدفاع الحالي ليون بانيتا في منصبه. ويصر العضو ليندسي غراهام على عرقلة تعيين هايغل لأنه لم يقدم معلومات كافية عن رد فعل أوباما على الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي. وكان البيت الأبيض قد اعتبر أن أي تأخير في التصديق على تعيين هايغل سيضر بمصالح الأمن القومي الأميركي.
من جهته ألقى وزير الدفاع الأميركي المنتهية ولايته ليون بانيتا كلمة وداعية بوزارة الدفاع، أكد فيها أن تحديات كثيرة تلوح في المستقبل، ومن بينها التعامل مع دول مارقة مثل إيران وكوريا الشمالية ودعا الى مواجهة «الإرهابيين» أينما كانوا.
وفي سياق آخر، تسببت سياسة البيت الأبيض الداعية إلى قتل مواطنين أميركيين بواسطة طائرات من دون طيار إلى تأجيل لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ النظر حتى نهاية الشهر الجاري في المصادقة على تعيين جون برينان مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي). وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن هذا التأجيل يرتبط مع تصعيد أعضاء اللجنة الضغط على البيت الأبيض لتوفير معلومات أكثر بشأن حملته ضد المشتبهين فى التورط بالإرهاب. وأشارت رئيسة اللجنة ديان فاينستين إلى أنها تسعى للحصول على سبع مذكرات من مكتب المستشار القانوني بوزارة العدل الأميركية مرتبطة ببرنامج البيت الأبيض للقتل محدد الأهداف بالإضافة إلى الأربع التي تم السماح للجنة بالاطلاع عليها.
وقد أعرب مسؤولون اميركيون عن الإحباط بشأن الطلبات وأشاروا إلى أن بعض المذكرات على الأقل من التي تسعى إليها اللجنة ليست موجودة أو حل محلها تلك التى اطلع عليها أعضاء اللجنة. وقد منح ترشيح برينان لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ قوة للضغط من أجل مطالب قدمتها على مدار العامين الماضيين للوصول إلى آراء حول أعمال القتل التى تتسبب بها الطائرات بدون طيار كتبها المستشار القانونى لوزارة العدل الأميركية.
وقد أعلنت فاينستين أن مشرعين طلبوا تقديم معلومات محددة للجنة. وقالت في بيان بهذا الشأن «لقد سمح لأعضاء اللجنة الأسبوع الماضي بمراجعة اثنتين من مذكرات المستشار القانوني لوزارة العدل حول قانونية صلاحية الهجمات على مواطنين أميركيين، وقد كررنا طلبنا للحصول على المذكرات التسع بكاملها، وأي وثائق أخرى ذات صلة من أجل تقييم كامل للموقف».
Leave a Reply