عمان – ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، الأسبوع الماضي، أن المسلحين في سوريا يعملون على زيادة مصادر تمويلهم عبر نهب التحف والآثار السورية وبيعها، خصوصا في الاردن.
وحذر المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا مأمون عبد الكريم، في مقابلة مع وكالة «اسوشييتد برس» على هامش ندوة نظمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في عمان، من عملية تهريب الآثار من سوريا. وعبر عن أمله في أن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يمنع بموجبه المتاجرة بالآثار المسروقة من سوريا، داعيا إلى المحافظة على تراث بلاده. وأعلن انه تم نقل غالبية القطع التي لا تقدر بثمن من المتاحف إلى أماكن آمنة، لكنه أشار إلى وجود قطع في مناطق غير مكتشفة.
وذكرت «واشنطن بوست»، في تقرير من منطقة المفرق على الحدود الأردنية-السورية، إن «المسلحين أضافوا إلى جانب الذخيرة والأدوية التي يحملونها كل يوم عبر الحدود (مع الأردن)، ويعودون بها إلى وطنهم، أدوات جديدة لدعم قتالهم ضد النظام السوري، ألا وهي أجهزة كشف المعادن والمعاول».
وأضافت الصحيفة إن «الثوار، الذين يبذلون جهودا مضنية للحصول على تمويلات لدعم نضالهم ضد النظام، انضموا إلى تجارة ناشئة في القطع الأثرية، والتي يتم الحصول عليها بطريقة غير قانونية وبيعها للحصول على الدعم المالي». ونقلت عن المسلح من ادلب جهاد أبو سعود قوله، في منطقة المفرق، «في بعض الأيام نكون مقاتلين، وفي أخرى نكون علماء آثار»، مضيفا انه «اكتشف مؤخرا ألواحا حجرية من مدينة إبلا التي تعود للعصر البرونزي منقوشة بحروف اللغة السومرية».
وذكرت الصحيفة انه «منذ بداية النزاع في سوريا، أعرب المجتمع الدولي عن مخاوفه بشأن الخطر المتزايد الذي تواجهه معالم البلاد التراثية المتنوعة والمواقع الأثرية، حيث ان الثوار والقوات الحكومية حولوا الكنوز التاريخية، مثل سوق حلب الممتد بالتاريخ إلى ألف عام وقلعة الحصن، إلى مسارح للحرب».
وأشارت الصحيفة إلى أن «هناك تقارير متضاربة حول مصير القطع الأثرية في سوريا»، موضحة انه «تم نهب 12 متحفا من 36 وفقا لجمعية حماية الآثار السورية في فرنسا، إضافة للكثير من المواقع الأثرية في البلاد التي خضعت لعمليات تخريب وحفريات غير قانونية». وتابعت: «تشكل أسواق حلب جزءا نابضا من الحياة الاقتصادية والاجتماعية لسوريا، منذ تاريخ إنشاء المدينة، وهي تشهد على أهمية حلب بوصفها ملتقى طرق للثقافات منذ الألفية الثانية قبل الميلاد».
وتابعت: «مع اقتراب الحرب من عامها الثالث فإن الأمم المتحدة والمدافعين عن البيئة يحذرون من أن المواقع التاريخية السورية تواجه تهديدا أخطر، ألا وهو شبكة معقدة من المهربــين والتجار الذين ينهبون آثار البلاد، بالإضافة إلى اضــطرار الثوار إلى المتاجرة أيضا بها نظرا لظروفهم المالية الصعبة».
ونقلت الصحيفة عن مسلحين قولهم إنهم أرسلوا «فرق استطلاع» إلى مواقع الآثار بحثا عن الذهب والفسيفساء والتماثيل والآثار الأخرى التي يمكن بيعها بسهولة. وأوضحوا ان الأردن هو المعبر الأساسي لتهريب هذه الآثار، بالإضافة إلى السوق الناشطة في لبنان وتركيا.
وأوضح مسلحون ومصادر أمنية أردنية انه يتم تهريب غالبية القطع الأثرية إلى الأردن عن طريق اللاجئين، والتي تنتهي في سوق في عمان حيث يشير تجار إلى تزايد عمليات تهريب الآثار السورية مؤخرا.
Leave a Reply