تمكنت الصين من تجاوز الولايات المتحدة الأميركية لتصبح صاحبة المركز الأول عالمياً من حيث حركة التجارة التي تشمل الصادرات والواردات. ومن المعلوم أن الولايات المتحدة كانت قد برزت كقوة تجارية في أعقاب الحرب العالمية الثانية بعد نفوذ متنام شهدته إنكلترا في القرن التاسع عشر، في الوقت الذي تحركت الصين للتركيز على التجارة، والاستثمار الأجنبي لتعزيز اقتصادها بعد عقود من العزلة تحت قيادة ماو تسي تونغ الذي توفي عام 1976. وكان متوسط النمو السنوي للإقتصاد الصيني في الفترة من العام التالي لوفاته أي 1978 حتى 2012 قد بلغ 9,9 بالمئة، في الوقت الذي أصبحت فيه أكبر مصدر عالمي عام 2009، بينما ظلت الولايات المتحدة أكبر مستورد عالمي بعد استيراد ما قيمته 2,28 تريليون دولار العام الماضي بالمقارنة مع 1,82 تريليون دولار للصين.
ووفقاً للبيانات الرسمية التي صدرت من كلا البلدين الأسبوع الماضي، فإن حركة التجارة الأميركية (الصادرات والواردات) بلغت قيمتها 3,82 تريليون دولار العام الماضي مقابل 3,87 تريليون دولار للصين.
وكانت الصين قد تحركت بوتيرة متسارعة خلال الفترة الماضية لتصبح شريكاً تجارياً مهما مع العديد من دول العالم، وهو ما دعا محللون من «غولدمان ساكس» إلى توقع وجود تجارة بينية قوية بين دول أوروبية والصين أكثر مما هي عليه بين دول أوروبا ذاتها مع نهاية هذا العقد. ومن المعلوم أن حجم الاقتصاد الأميركي (15 تريليون دولار) بلغ تقريبا ضعف حجم نظيره الصيني (7,3 تريليون دولار) عام 2011، في الوقت الذي كشف فيه مكتب الإحصاء الوطني في الثامن عشر من كانون الثاني (يناير) بلوغ حجم الناتج المحلي الإجمالي الاسمي حوالي 8,3 تريليون دولار عام 2012.
Leave a Reply