واشنطن – تجمع آلاف المحتجين في واشنطن يوم الأحد الماضي مطالبين الرئيس باراك أوباما برفض مشروع خط أنابيب «كيستون أكس» المثير للجدل واحترام تعهده عند انتخابه بمعالجة أسباب التغير المناخي. وقدر منظمو التجمع ان 35 الف شخص من 30 ولاية حضروا ما وصفوه باكبر تجمع بشأن المناخ في تاريخ الولايات المتحدة. ولم تتأكد الشرطة من حجم الحشد.
وسار المحتجون في محيط البيت الأبيض مرددين شعار «اغلقوا خط انابيب كيستون». وجاء هذا الحشد بعد ايام من توجيه مجموعة من اعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي احدث نداء لاوباما كي يوافق على خط الانابيب الذي تبلغ تكلفته 5,3 مليار دولار والذي يعتبره كثيرون فرصة حقيقية لتحفيز نمو الوظائف وخطوة اخرى للامام نحو سياسة استقلال الطاقة التي بدأت تأخذ طريقها الى التحقق بحلول ٢٠٢٥، حسب دراسات متخصصة.
واظهر استطلاع اجرته مؤسسة «هاريس انتراكتف» ان 69 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع قالوا انهم يؤيدون بناء خط الانابيب في حين ابدى 17 بالمئة اعتراضهم على ذلك، وهو ما قد يجعل أوباما أن يلجأ الى استغلال المعارضة «الضئيلة» للمشروع لإرضاء الأطراف السياسية ودفعها الى تقديم تنازلات في الميزانية الفدرالية. وقال أحد المنظمين الرئيسيين للتظاهرة وهو الناشط في مجال المناخ، بيل ماكباين، إن موافقة أوباما على خط الأنابيب تعني تخليه عن وعوده الإنتخابية وإن السماح بإنشاء هذا الخط الذي سينقل النفط الخام من الرمال النفطية بشمال البرتا الكندية الى المصافي والموانئ في تكساس عبر الأراضي الأميركية سيكون بمثابة «قنبلة كربون» يمكن ان تسبب أضرارا بالمناخ لا يمكن اصلاحها. ويقول مؤيدو المشروع الذي سينقل 830 الف برميل من النفط يوميا انه سيوفر الافا من فرص العمل في الولايات المتحدة وسيزيد امن الطاقة في أميركا الشمالية واستقلال الولايات المتحدة النفطي.
ويعارض انصار البيئة خط الانابيب لان عملية استخراج النفط من الرمال النفطية تستهلك كميات كبيرة من الكربون ويقولون إن النفط المستخرج سيكون اكثر تلوثا من النفط الخام التقليدي. كما دعوا البيت الأبيض إلى اتخاذ إجراءات للحد من انبعاث الغازات الملوِّثة والاختلالات المناخية الناجمة عنه. وندد المتظاهرون بسيطرة الصناعات الملوِّثة على الجهاز التشريعي الأميركي وقال أحدهم: «أتمنى أن يكون الأميركيون قد ملُّوا من التعرض للتجاهل ومن وقوع الكونغرس تحت سيطرة الصناعات الكبرى الملوِّثة وأن يكونوا أيضا قد قرروا عدم التوقف عن الاحتجاج إلى غاية إسماع أصواتهم للمعنيين».
وكان أوباما قد دعا في خطاب «حال الإتحاد» إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات لمكافحة تغير المناخ وذلك «لحماية الأجيال المقبلة».
Leave a Reply