اختار الرئيس الأميركي باراك أوباما الحي الذي نشأ فيه بشيكاغو لتجديد دعوته للكونغرس بالتصويت على مقترحاته لتشديد قوانين حمل السلاح في الولايات المتحدة.
أوباما خلال مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض |
وعاد أوباما إلى الحي القديم الذي نشأ فيه بالجانب الجنوبي من شيكاغو برؤية مختلفة بشأن رسالته للحد من انتشار الأسلحة النارية، وربط بين التماسك الأسري والسيطرة على تلك الأسلحة، مؤكدا أن ذلك يتطلب تحسين البيئة المنزلية بالنسبة للأطفال لخفض احتمال لجوئهم ذات يوم للعنف. وقال في كلمة له في مدرسة «هايد بارك أكاديمي» جنوبي شيكاغو «إن العائلات الأقوى مهمة تماما مثل فرض قيود على حيازة الأسلحة النارية من أجل الحد من الجريمة والعنف في الأحياء التي تعاني من الفقر في الولايات المتحدة».
وقال إنه من أجل فعل هذا يتطلب الأمر تحسين الأوضاع الاقتصادية للأميركيين من الطبقتين الدنيا والمتوسطة وذلك من ضمن الأسباب التي جعلته يريد زيادة الحد الأدنى للأجر في الساعة من 7,25 دولارات إلى 9 دولارات، وهو اقتراح عرضه في خطاب «حال الاتحاد» الذي ألقاه الثلاثاء قبل الماضي.
يذكر أن أوباما ابن لأب أسود من كينيا وأم بيضاء من كانساس، وقد رباه إلى حد كبير أمه وجداه في هاواي وطلق والده والدته عندما كان عمر الرئيس عامين وكان الشخصية المحورية في مذكرات أوباما «أحلام من والدي».
وفي إشارة إلى مجموعة من المراهقين المعرضين للخطر والذين التقى معهم أوباما بشكل غير رسمي قبل إلقاء كلمة، قال أوباما إنه لم يكن يختلف عنهم كثيرا وخاطبهم قائلا «لا تسيئوا فهمي كابن لأم وحيدة أعطت كل شيء لديها لتربيتي بمساعدة جداي أصبحت على ما يرام ولكن في نفس الوقت تمنيت أن يكون لدي أب حولي ومشارك في هذه المسألة».
وقال أوباما إن شيكاغو شهدت العام الماضي 443 جريمة قتل باستخدام أسلحة نارية، وإن 65 من الضحايا كانت أعمارهم 18 عاما أو أقل، أي ما يعادل مجزرة نيوتاون كل أربعة أشهر، في إشارة إلى المجزرة التي أوقعت 26 قتيلا بينهم 20 تلميذا بين السادسة والسابعة من العمر داخل مدرسة يوم 14 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وأضاف «إننا نفقد عددا كبيرا من الأطفال بسبب أعمال العنف الناجمة عن استخدام الأسلحة»، متحدثا في هذا الإطار عن هادية بندلتون وهي فتاة تبلغ 15 عاما كانت قد شاركت في العرض الذي أقيم بمناسبة تنصيب أوباما لولاية رئاسية ثانية في واشنطن يوم 21 كانون الثاني (يناير) الماضي وقتلت بعد أسبوع في شيكاغو. وقال أوباما «أقر بأن الجميع ليسوا متفقين على تشديد التشريعات» المتعلقة بحيازة الأسلحة. وكان أوباما تقدم الشهر الماضي بسلسلة إجراءات لضبط حيازة الأسلحة ودعا الكونغرس إلى التحرك بشأن الأسلحة الهجومية والتحقق من أي سوابق للأشخاص الذين يشترون الأسلحة. وأضاف الرئيس الأميركي أن «هذه الاقتراحات تستحق تصويتا في الكونغرس».
Leave a Reply