روما – دعا البابا بنديكتوس السادس عشر، في كلمة ألقاها أمام الكرادلة في يومه الاخير في البابوية الخميس الماضي، الكنيسة الكاثوليكية إلى الاتحاد وراء خليفته، متعهداً بطاعته «غير المشروطة» للبابا المقبل.
وكان بابا الفاتيكان قد قال في قداس الأحد الأخير من بابويته، أن سبب تنحيه هو أن «الله دعاه إلى التأمل والإكثار من الدعاء». وقال البابا أثناء الدعاء الذي دأب على إجرائه من نافذة مكتبه في الفاتيكان، المطلّ على ساحة القديس بطرس، حيث تجمع عشرات الآلاف من المؤمنين، إن دعوة الله له إلى الإنزواء وإكثار الدعاء، لا تعني تركه للكنيسة التي ضحّى في سبيلها.
البابا في آخر ظهور له. |
وفي اليوم الأخير من تواجده في سدة البابوية قال بنديكتوس السادس عشر أمام الكرادلة الذين اجتمعوا لتوديعه، «سأظل قريباً منكم في الصلاة، خاصة في الأيام القليلة المقبلة بينما تنتخبون البابا. يرشدكم الرب. بينكم أيضاً البابا الجديد الذي أُعلنُ اليوم طاعتي غير المشروطة وإجلالي له»، مشيراً إلى أنه «خلال السنوات الثماني المنصرمة عشنا بإيمان لحظات جميلة من النور المشع على طريق الكنيسة، كما عشنا لحظات غطت فيها بعض السحب السماء».
وعصراً حضرت الطوافة التي أقلته إلى مقره الصيفي في كاستل غوندولفو، حيث سيبقى لحوالي الشهرين قبل أن يعود إلى الفاتيكان ليكمل حياته في دير هناك. وبالتزامن مع المغادرة، دقت أجراس روما وأجراس كنيسة القديس بطرس، وتجمع بعض المؤمنين لإلقاء التحية الأخيرة. وفي آخر تغريدة له على موقع «تويتر»، طلب من الكاثوليك أن «يجعلوا المسيح محور حياتهم».
وفي وقت لاحق، أطلّ البابا من على شرفة مقره الجديد، وتوجه إلى عدد من المؤمنين الحاضرين قائلاً «شكراً! طبعاً هذا اليوم ليس كغيره. بعد قليل لن أكون البابا»، مضيفاً «لنتقدم إلى الأمام من أجل خير الكنيسة والعالم. باسم الأب والابن والروح القدس أبارككم»، خاتماً «تصبحون على خير!».
وعند الساعة السابعة بتوقيت غرينتش، لم يعد الألماني جوزيف راتزينغر البابا، ورغم ذلك سيطلق عليه لاحقاً اسم «قداسة بنديكتوس السادس عشر، البابا الفخري»، أو «بابا روما الفخري». وإثر المغادرة بدأت في الفاتيكان مرحلة تعرف بـ«الكرسي الشاغر»، التي سيتوقف خلالها جميع مسؤولي الكنيسة، والجهاز الإداري والتنفيذي والاستشاري، عن ممارسة مهماتهم. وخلال هذه الفترة، يتولى الأمين العام للفاتيكان الكاردينال ترسيسيو برتوني القيام بمهمات إدارة الفاتيكان بالوكالة.
ومن المتوقع أن يختلي الكرادلة، الـ115 والذين سيستدعيهم اليوم الكاردينال أنجلو سودانو، منتصف الشهر الجاري لانتخاب البابا الجديد. في المقابل، يشار إلى أن التاريخ القديم الذي كان يحدّد الدعوة إلى الاجتماع في غضون 15 يوماً كحد أدنى و20 يوماً كحد أقصى، تم تعديله في الأيام الأخيرة لبابوية بنديكتوس السادس عشر، وتم استبداله بالإشارة إلى أنّ انعقاد الاجتماع يمكن أن يتم في حال حضور الكرادلة في غضون أول 15 يوما على شغور الكرسي البابوي، وتوافقوا على بدء اجتماعاتهم.
يذكر أن البابا كان قد أعلن أنه سيستقيل اعتباراً من 28 شباط (فبراير)، في خطاب ألقاه باللاتينية، في مجمع الكرادلة في الفاتيكان.
ويعد البابا الثاني الذي يستقيل من تلقاء نفسه بعد سيلستين الخامس، الذي كان راهبا ناسكا تخلى عن مهامه بعد 5 أشهر من انتخابه عام 1294، على إثر تدهور صحته واستيائه من المؤامرات في روما.
Leave a Reply