بيروت – بدا الوضع الأمني في لبنان خلال الأسبوع وكأنه على وشك الإنهيار.. فعناصر التفجير باتت كلها متوفرة بعد سنوات من الإحتقان المذهبي.. ولا يحتاج الأمر أكثر من «تهور» أحدهم لتدخل البلاد في دوامة الصراع الأهلي الذي قد يتحول الى حرب مدمرة. أمام هذا المشهد بادرت الدولة، بما تبقى من هيبتها، الى استعادة زمام السيطرة عبر قرارات وُصفت بـ«الحازمة» اتخذها مجلس الدفاع الأعلى في جلسته الطارئة.
عيون اللبنانيين توجهت الى صيدا، التي تحولت الى ثكنة عسكرية، فجميع المؤشرات دلت خلال الأسبوع الماضي أن الشيخ أحمد الأسير بصدد مهاجمة مراكز لـ«حزب الله» في المدينة، بعد أن جمع عشرات المسلحين. وأفادت صحيفة «السفير» أن الجيش اللبناني استقدم أفواج النخبة (المجوقل والمغاوير) بالاضافة الى تعزيزات أخرى، الى مدينة صيدا، بدءا من ليل الخميس الماضي.
وعلم أن الشيخ احمد الأسير قرر في ضوء الاجراءات الأمنية إلغاء الدعوة للاعتصام أمام مجمع السيدة الزهراء في مدخل صيدا الجنوبي، واستعاض عن ذلك بالدعوة الى اعتصام أمام ما أسماها «الشقق السكنية»، التي يستخدمها «حزب الله» في منطقة عبرا منذ ٢٥ عاماً.
وكان السيد نصر الله، قد أطل الأربعاء الماضي عبر قناة «المنار» ليدحض بالصوت والصورة كل الشائعات التي تناولت وضعه الصحي، واضعا إياها في خانة الحرب الاعلامية التي تشن على «حزب الله» محذراً من مثيري الفتنة.
وفي موقف لافت للانتباه، قال نصر الله بلهجة هادئة ولكن تنطوي على رسائل لمن يعنيه الأمر: نحن حريصون جداً جداً وحتى ينقطع النفس على عدم الانجرار الى الفتنة، لكن لا يجب على أحد أن يخطئ في حساباته معنا. وأضاف: «لا نريد أن ندخل بيتا أو مسجدا أو نعتدي على أحد، نحن مشغولون في الليل والنهار لمواجهة ما يعده العدو الاسرائيلي لنا، لكن في الوقت عينه لا يأخذنا أحد الى مكانٍ آخر». وحذّر نصر الله من أن هناك من يدفع لبنان، وبشكل متسارع، الى اقتتال طائفي ومذهبي، وخصوصا سنيا–شيعيا، معرباً عن اعتقاده أن «هناك من يريد ان تكون بيننا وبين الفتنة ايام قليلة»، ومنبها الى أن الفتنة السنية-الشيعية ليست من مصلحة لبنان، ومرفوضة بكل المعايير.
وفي سياق متصل، قالت معلومات صحفية إن قيادة «حزب الله» تواصلت مع مرجعيات رسمية وأبلغتها ان هناك أمورا وصلت الى الخط الأحـمر، وعلى الدولة ان تتحمل مسؤوليتها. وسجل في هذا الإطار، اتصال هاتفي بين معاون الامين العام للحزب حسين خليل والرئيس نجيب ميقاتي.
وفي مستجدات الملف الانتخابي، أطلق الرئيس نبيه بري إشارة واضحة الى استيائه من طريقة التعامل مع «أرنب التسوية» الذي أطلقه على قاعدة المناصفة بين النظامين الاكثري والنسبي، فنفض يديه منه، بعدما لمس ان قوى «14 آذار» لم تتجاوب مع هذا الطرح، وراحت تشكك في خلفياته، وتحمّله ما لا يحتمله من تأويلات واجتهادات، من دون ان يلقى قبولا في الوقت ذاته لدى العماد عون.
وفي هذا السياق، أكد نصر الله أن «الاقتراح «الارثوذكسي» سيبقى قائما ومتقدما بحسب التصويت في اللجان المشتركة، ولكن الكل الآن يبحث عن بدائل». وأضاف: «الآن هذه فرصة ليتحقق هذا الحلم الوطني، ولذلك نحن ندعو بشكل جدي إلى دراسة هذا الاقتراح وسنقوم بخطوات قانونية على هذا الصعيد». وأكد أن «من مصلحة «حزب الله» أن تجري الانتخابات بموعدها، وفق قانون جديد»، مشيرا الى أن «من لديه ازمات مالية وتصدع في تحالفاته، وينتظر تغيرات في سوريا، من مصلحته تأجيل الانتخابات».
ولكن النائب وليد جنبلاط قال لصحيفة «السفير» ان زمن اقتراح «اللقاء الأرثوذكسي» قد انتهى، بفعل موقف رئيس الجمهورية ومستقلي قوى «14 آّذار»، الذين عطّلوا هذا المشروع الانتحاري، الذي ما كان ليقوم لولا المزايدة المارونية-المارونية. أما أبرز إنجازات هذا الاقتراح، فهو تخلي «تيار المستقبل» عن رفضه النظام النسبي.
وغداة إعلان الرئيس نبيه بري سحبه الاقتراح المختلط والتخيير ما بين اقتراح «اللقاء الارثوذكسي» وتطبيق المادة 22 من الدستور، تلقى رئيس مجلس النواب، اتصالا هاتفيا من رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري أكد فيه، بحسب مكتبه الإعلامي، أن «تيار المستقبل كان وما زال وسيبقى متمسكاً بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها خلافا لكل الحملات المنظمة التي تشكك بهذه المسألة».
Leave a Reply