لوس أنجلوس – «لو فزت بجائزة الأوسكار، كنت سأحظى بفرصة عظيمة لقول أشياء مهمة جداً» هذا ما كتبه المخرج الفلسطيني عماد برناط على صفحته عبر «تويتر» بعد انتهاء حفل توزيع جوائز الأوسكار، الأحد الماضي، والذي شارك فيه بفيلمه «خمس كاميرات مكسورة» عن فئة أفضل فيلم وثائقي أجنبي.
ويقدم الفيلم جانبا من التظاهر السلمي في قرية بلعين الفلسطينية التي يخترقها الجدار العازل، وقد قام برناط في تصويره باستخدام كاميرا اشتراها في 2005 لتوثيق ميلاد ابنه، وانضم المخرج الإسرائيلي دافيدي إليه لاحقا في عام 2009.
ونشر برناط على «تويتر» كلمته القصيرة التي كان سيلقيها في حال فاز بالأوسكار، وقال فيها: «أشكر الأكاديمية على هذه الجائزة. إنه يوم تاريخي لفلسطين، وللفلسطينيين. فهذا هو الفيلم الفلسطيني الأول الذي يفوز بالأوسكار، وابني هو أول طفل فلسطيني يقف هنا على هذا المسرح».
وتابع برناط بالقول: «نحن نسعى للحرية والسلام، من أجل ابني جبريل وجيله. نسعى لمستقبل يخلو من الجدران ونقاط التفتيش، والجنود، والمستوطنات. نحن نريد ما تريدونه: الحياة، الحرية، والسعادة… نحتاج إلى مساعدتكم ودعمكم… تذكروا ذلك.. وتذكرونا».
وفي حفل الأوسكار، ظهر عماد برناط برفقة زوجته ثريا، التي كانت ترتدي ثوبا فلسطينيا، وابنه جبريل.
وكانت جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي أجنبي من نصيب Searching for Sugar Man، وهو فيلم من إنتاج سويدي بريطاني مشترك تم تصويره في ميشيغن.
وفيما كان من المتوقع أن يصل برناط الى مدينة بيفرلي هيلز يوم الثلاثاء ١٩ الجاري الماضي للمشاركة في حفل استقبال خاص لضيوف الأوسكار، تم احتجازه وأسرته في مطار لوس أنجلوس الدولي وتهديده بالترحيل قبل السماح له بدخول الولايات المتحدة.
وقال برناط إن مسؤولي الهجرة الأميركيين احتجزوه هو وزوجته وابنه البالغ من العمر ثمانية اعوام فور وصولهم إلى مطار لوس انجلوس قادمين من تركيا. وأضاف «عندما وصلت إلى هنا كانت المعاملة مختلفة.. استجوبوني وطلبوا مني المزيد من الوثائق والأوراق. كان معي تأشيرة الدخول والوثائق والدعوة. كان معي كل شيء. ولكنهم طلبوا مني أن أعطيهم المزيد من الوثائق». وأثناء احتجازه أجرى برناط مكالمات هاتفية بينها اتصال بمخرج الأفلام الوثائقية الحائز جائزة الأوسكار مايكل مور الذي ساعد على إطلاق سراحه.
وأوضح مور قائلا «عندئذ اتصلت برئيس الأكاديمية (التي تمنح الأوسكار) الذي اتصل بدوره بمحامي الأكاديمية الذي أتى بمحام مختص في قضايا الهجرة… حدث ذلك كله في خمس دقائق ثم اتصلت بأحد الأصدقاء العاملين في وزارة الخارجية وأطلقوا سراحي» في غضون ساعة.
ورفض المسؤولون الأميركيون التعليق على الحادث وعزوا ذلك الى قوانين الحفاظ على الخصوصية.
وبرناط مزارع ومخرج هاو أخرج فيلم «خمس كاميرات محطمة» الذي يدور حول احتجاجات استمرت نحو خمسة أعوام ضد مصادرة القوات الإسرائيلية والمستوطنين اليهود لأراضٍ في قريته بلعين في الضفة الغربية المحتلة. وفيلم «خمس كاميرات محطمة» كان واحداً من بين خمسة أفلام مرشحة للأوسكار في فئة الأفلام الوثائقية بينها الفيلم الإسرائيلي «حراس البوابة» الذي يحكي قصة الصراع المستمر منذ عقود في منطقة الشرق الأوسط من وجهة نظر ستة من رؤساء المخابرات الإسرائيلية السابقين.
وحاولت اسرائيل أن تنسب فيلم برناط اليها ولكن المخرج الفلسطيني عماد برناط رفض ذلك معتبراً الفيلم قطعة منه.
فبعد الاعلان عن ترشيحات الأوسكار في كانون الثاني (يناير) والذي حصل فيها الفيلم على ترشيح افضل وثائقي، سارعت وسائل الإعلام الإسرائيلية الى الحديث عن «الفيلمين الاسرائيليين» كما سارعت السفارة الاسرائيلية في واشنطن عبر حسابها الرسمي على موقع «تويتر» الى الحديث عن الموضوع حيث كتبت «فيلمان اسرائيليان مرشحان لجائزة افضل فيلم وثائقي في الأوسكار».
ولكن عماد برناط قال إن الأمر ليس سوى «محاولة خبيثة» للإضرار بالفيلم. وأضاف «حاولت الصحافة الاسرائيلية تصنيف الفيلم على أنه إسرائيلي وهو أمر مستغرب، لأن الفيلم يتحدث عني وعن عائلتي وعن قريتي». وتابع «لا يمكن أن يكون الفيلم اسرائيلياً لانه عن محاولة إسرائيل لمحو فلسطين، من خلال الاستيلاء على اراضيها».
أما المخرج الآخر للفيلم، الإسرائيلي غاي دافيدي، يرى أن «النقاش حول هوية الفيلم، وما اذا كان فلسطينياً أم اسرائيلياً، ليس بالأمر المهم».
وأشار دافيدي بالنسبة لي، وبشكل عام، فالافلام لا تمثل الدول حتى لو قامت بانتاجها، ولا أعتقد بانه يجب أن يكون للأفلام جنسيات».
والفيلم الذي تلقى تمويلاً فرنسياً-إسرائيلياً مشتركاً، يتابع حياة برناط وعائلته منذ ولادة ابنه جبريل عام 2005 بالتزامن مع بدء بناء الجدار الفاصل بالقرب من القرية على مدى أكثر من ست سنوات.
وعلى الرغم من تلقي الفيلم تمويلاً من الدولة العبرية إلا ان متحدثا باسم وزارة الثقافة والرياضة الاسرائيلية أكد أن الوزارة ليست مسؤولة عن اختيار الأفلام التي تتلقى التمويل بل تقوم باعطاء الأموال لمجموعة متنوعة من صناديق الأفلام استناداً الى معايير يوصي بها «مجلس الفيلم الإسرائيلي». وبعدها تخصص الأموال الى الأفلام التي تختار هذه الصناديق دعمها.
Leave a Reply