زوجي يسيء معاملتي، وأحياناً يصل للضرب ودون سبب جوهري، فيكون رد فعلي عدم إعطائه حقوقه الشرعية في ذلك الوقت فهل أعتبر آثمة فيما أفعله؟؟
كان هذا السؤال من إحدى السيدات إلى عالم دين معروف، فماذا أجابها؟؟
– أمر الله عز وجل الزوجين بحسن المعاشرة، وإن تعسرت الحياة الزوجية فالفراق بإحسان «فأمسكوهن بمعروف أو سرّحوهن بمعروف». وعندما أباح الله عز وعلا للرجل (الرجاء وضع خطين تحت الرجل) إذا خاف نشوز زوجته أن يعظها بالمعروف (يعني كيف المعروف.. أفِهمونا) أو يهجرها في الفراش (يا سلام) أو يضربها ضرباً خفيفاً (أيضاً كيف يكون الضرب خفيفاً؟؟) فإنه –أي الله تعالى- حذر من إيذاء الزوجة المطيعة الصالحة (يعني لابتهش ولابتنش).
وقال الشيخ: «فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، إن الله كان علياً كبيرا» (طيب ماذا لو كان الرجل ساخطاً غاضباً مابيعجبو العجب؟). ويتابع العالم الديني: وحتى في حالة كراهية الرجل زوجته (إنتبه لكلمة الرجل دائماً) فإن عليه ألا يظلمها (ياحرام شو حنون) بل يتذكر إنه قد يترتب على إمساكها وحسن عشرتها الخير الكثير (يعني صدقة وحسنة فقط!). وتابع الشيخ قائلاً: بالرغم من أن حق الزوجة التي يسيء إليها زوجها بالسب والشتم (لم يذكر الضرب وسوء المعاملة) أن تمتنع عن أداء حقوقه عليها بل وأن تطلب الطلاق. فإننا لا نوصي بذلك، بل نوصيها بالبحث في أسباب هذا السلوك من زوجها وأن تعالجه بالحكمة إنطلاقاً من قوله عز وجل: «وإن إمرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير»..
سؤال السيدة وجواب الشيخ عليها، يؤكد الفرق بين الرجل والمرأة وأن ما يفعله الرجل يقرره الرجل نفسه وبدعم من الدين وعلمائه، رغم الأقاويل الخجولة، إن النساء شقائق الرجال، ووصف الرسول محمد (ص) بأنهن قوارير (قوارير هشة… سريعة العطب والكسر دون إعتراض) بالمقابل، فإن قرار المرأة، وخصوصاً العربية الشرقية، وفي أحيان كثيرة بيد الرجل عبر استخدامه السيء للسلطة التي توارثها عبر التاريخ، وأحياناً تصل الإساءة للمرأة إلى درجة النذالة، وهي أدنى درجة تصل إليها إنسانية الإنسان.
الأديب السعودي عبد الله با جبير كتب وقال «تمر بي لحظات أخجل فيها من إنتساب بعض الرجال إلى عالم الرجل». وهو بلا شك يقصد هؤلاء الذين ربتهم «الصحوة» والسلطة الدينية على أن من ينظر للمرأة، لا ينظر إليها إلا بعين الشهوة الجنسية حتى زوجة أخيه، هؤلاء أنفسهم الذين خدعوا المرأة بوصفها «درة مكنونة»، عليها الإختفاء والإختباء تحت الحجاب والنقاب، لكن وللحقيقة، هذا لا ينفي وجود رجال، لا تشغل أدمغتهم العلاقة الشهوانية بين الذكر والأنثى، سالكين في الحياة السلوك الطبيعي بوجوب أن يخلص الزوج لزوجته، فلا يخونها ولا يتزوج عليها ولا يضربها ولا يهجرها.
لنقف قليلاً في يوم المرأة العالمي، كي تعرف المرأة «الدرة المكنونة» من هم معها ومن هم ضدها، من يطالب بسحب المرأة من المجتمع والعودة بها إلى البيت، والقائمة طويلة جداً، تضم الدعاة والشيوخ ورجال الدين، المنافحين عن الدرة المكنونة والداعين ليلاً ونهاراً للرفق بالقوارير. كم عدد زوجاتهم؟ كم مرة تزوج هذا على زوجته سراً وعدد المرات التي تزوج في حياته؟ كم إمرأة في عصمته الآن؟؟ وهذا خير إثبات أن شهوانية كهنة الدين هي التي ملأت الأرض أطفالاً يكرهون بعضهم بعضاً، وأولاداً ينتهي بهم المطاف الى التشرد في الشوارع أو رجالاً في المحاكم يتقاتلون بوحشية على تركة والدهم.
بدنا سنين وأيام لنلحق بيوم المرأة العالمي، قعدوا عاقلين.
Leave a Reply