أقامت إمرأة من ديربورن دعوى قضائية ضد مطعم «شيش غاردنز»، الواقع على شارع ألن رود في وايندوت بعد أن قام صاحب المطعم، العربي الأميركي عادل بدر الدين، بفصلها من العمل لارتدائها الحجاب، حسب الدعوى.
وتعود تفاصيل الحادثة الى شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عندما قررت سمر شهاب الإلتزام بالزي الإسلامي وارتداء الحجاب بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على توظيفها كنادلة في المطعم.
وادعت سمر أنها كانت متوترة عندما وصلت إلى مكان عملها بمظهرها الجديد وكانت قلقة من ردة فعل زبائن المطعم، لكنها تفاجأت باستياء صاحب المطعم الذي وبخها على ارتداء الحجاب دون استشارته، وراح يستفسر منها عما إذا كان قرارها بارتداء الحجاب جاء تحت ضغوطات ذويها.
وقال صاحب المطعم، وهو مسلم أيضاً، إن زيّ سمر الجديد ينتهك سياسة المطعم فيما يتعلق بمظهر ولباس الموظفين. وفي اليوم التالي، وبعد تأثرها الشديد بموقف بدرالدين، حسب قولها، قررت سمر الذهاب الى المطعم لمناقشة الأمر معه، لكن بدرالدين تمسك بموقفه وقال لها، حسب الدعوى القضائية إن المطعم ليس مكانا لممارسة الإسلام، بل عليها الذهاب الى المسجد للتعبير عن دينها. وهددها بطردها من العمل إن لم تخلع الحجاب الذي اعتبر أنه سوف يؤثر سلبا على عمل المطعم، وقال لها «لن تعملي هنا إن لم تقومي بخلعه..القرار بيدك». وحاولت سمر مناقشة رب عملها بالموضوع وقالت له إنها لا تعتقد أن زيها الجديد سيؤثر على مبيعات المطعم، وبأنها على استعداد لمناقشة الموضوع والرد على أية استفسارات تتعلق بلباسها الجديد من قبل الزبائن، وأكدت أن «الحجاب يعبر عن هويتي كمسلمة، وهذا يضفي علينا الهيبة والوقار كمسلمين».
وقد غادرت سمر المطعم وكانت تحت انطباع أن صاحب المطعم قد استغنى عن خدماتها في حال لم تقم بخلع الحجاب، وقامت برفع دعوى مدنية ضده في محكمة مقاطعة وين مطالبة بدفع تعويض مالي بقيمة ٢٥ ألف دولار مقابل الأضرار التي ألمت بها.
وحملت عريضة الدعوى تهمتين، الأولى: انتهاك قانون ميشيغن (أليوت-لارسن) للحقوق المدنية، والثانية إلحاق الضرر النفسي والعاطفي المتعمد. ووفقاً لشهاب ومحاميها عامر مقلد، الذي يعمل في مكتب «سيريل هول» للمحاماة في ديربورن، ما زالت إدارة المطعم تنفي الإدعاءات والتهم مؤكدة أن قرار فصل سمر لم يكن بسبب ارتداء الحجاب، مستشهدة بوقائع أخرى كانت السبب وراء قرار الفصل منها حضورها المتأخر للعمل. وصرحت سمر لـ«صدى الوطن» بالقول إنه بالرغم من الفترة الصعبة التي شهدتها إثر الحادثة و«حالة الشك التي أدت إلى زعزعة ثقتها بنفسها»، إلا أنها ما زالت ترتدي الحجاب وأنها سعيدة بقرارها الذي اتخذته. وأضافت بأن الحدث بأكمله كان مفاجأة بالنسبة لها حيث أنه صدر من شخص عربي مسلم.
وذكر المحامي مقلد أن قراره تمثيل سمر في قضيتها جاء على أمل أن تكون هذه رسالة للجالية العربية والإسلامية، مديناً التصرف الذي قام به صاحب المطعم قائلاً «من المؤسف أن هذا التصرف صدر من أحد أبناء الجالية.. يجب علينا مواجهة مثل هذه الأعمال الفظيعة حتى لو كان المسؤول عنها واحد منا.. لا مبرر لمثل هذه الأفعال، وهذه رسالة للجالية بأكملها بأن هذا التمييز ضد الحجاب لا يليق بقيمنا وأخلاقنا، وأننا لن نسكت على مثل هذه الأفعال بغض النظر عن مصدرها».
Leave a Reply