أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ضروري، لكن احتمالاته قد تكون قاتمة، مشيرا إلى أنه سيحث الطرفين على تجنب اتخاذ إجراءات أحادية يمكن أن تضر بعملية السلام وتضعف فرص تحقيقه، وأعرب عن أمله في أن تعود هذه العملية إلى مسارها خلال عام.
وجاءت تصريحات أوباما خلال لقاء مع نحو 25 من شخصيات الجالية اليهودية في البيت الأبيض يوم الخميس الماضي لمناقشة زيارته المقررة إلى إسرائيل والأراضي الفسطينية المحتلة في وقت لاحق من هذا الشهر،
أوباما بعد جلسة مفاوضات فاشلة في الكونغرس الأميركي (التفاصيل في الصفحة ٢٦). |
ونقل مشاركون في اللقاء عن أوباما قله إنه سيخبر الإسرائيليين أن آفاق السلام ما زالت تسير عبر الفلسطينيين، فيما أكد مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس أوباما لن يسعى إلى التوصل إلى نتيجة محددة خلال هذه الزيارة.
وقال أوباما إنه يعتقد أن آفاق السلام قاتمة، ولكنه اضاف أن ذلك لا يعني «أننا لن نكون في خضم مبادرة سياسية خلال 6 أو 9 أو 12 شهرا من الآن».
وقال المسؤول في البيت الأبيض إن أوباما أشار إلى أن الرحلة ليست مكرسة لحل مسألة سياسية محددة ولكنها فرصة للتشاور مع الحكومة الإسرائيلية حول طائفة واسعة من القضايا بما في ذلك إيران وسوريا والوضع في المنطقة وعملية السلام، وشدد أيضا على أن هذه الزيارة تعتبر فرصة له للتحدث مباشرة إلى الشعب الإسرائيلي حول التاريخ والمصالح والقيم التي تتشارك فيها الولايات المتحدة وإسرائيل إلى جانب القضايا الإسرائيلية الفلسطينية وللتأكيد على «دعمه الثابت» لإسرائيل. وأضاف المسؤول أن أوباما سيطمئن الإسرائيليين على مدى قوة التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.. كما يتطلع إلى اللقاء مع الشباب الإسرائيلي وأنه يتم البحث لتحديد مكان يلتقي فيه مع الشباب خلال زيارته لإسرائيل.
وفيما يتعلق بإيران، قال أوباما إن الخيار العسكري لازال مطروحا على الطاولة لمعالجة ملف طهران النووي، رغم أنه يفضل الاستفادة أولا من جميع المساعي الدبلوماسية. موضحا أن من الطبيعي أن تكون هناك تقييمات متباينة للولايات المتحدة وإسرائيل حول ملف إيران وسعيها للحصول على سلاح نووي، مشيرا إلى أن هذه الاختلافات تخضع للتفسيرات وهي متداولة داخل المؤسسات السياسية والأمنية في إسرائيل.
يلتقي قياديين عرب أميركيي قبل رحلته إلى الشرق الأوسط
كما التقى الرئيس أوباما مع عدد من ممثلي جمعيات ومنظمات عربية أميركية في الولايات المتحدة قبيل جولته القادمة في الشرق الأوسط والتي ستشمل إسرائيل والضفة الغربية والأردن وتبدأ في العشرين من الشهر الجاري.
وأوضح بيان لأربع من المنظمات التي شاركت في اللقاء أنه كان «فرصة مهمة للعرب الأميركيين للتعبير عن وجهات نظرهم للرئيس أوباما ومواصلة العمل كجسر بين الولايات المتحدة والعالم العربي».
وقد عرض المشاركون في اللقاء على الرئيس أوباما توصياتهم بالنسبة للرسالة المهمة التي سوف يقوم بنقلها إلى الشعب الفلسطيني، وذكر البيان أن اللقاء «أظهر إدراك الرئيس أوباما لأهمية المساهمات التي يقدمها العرب الأمريكيون في المناقشات المتعلقة بسياسات الولايات المتحدة في المنطقة».
وحضر اللقاء ممثلون من «اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز»، و«الاتحاد الأميركي لرام الله فلسطين»، و«المجموعة الأميركية من أجل فلسطين»، و«المعهد العربي الأميركي». وأوضح البيان أن «الولايات المتحدة بإمكانها عبر مشاركة مستمرة ومتوازنة وبناءة أن تسهم في التوصل لحل سلمي ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني»، مؤكدا أن «هذا الحل يعد ضروريا للأمن طويل المدى في الشرق الأوسط».
زيارة إسرائيل
في أول بيان رسمي حول هذه الزيارة، أعلنت اسرائيل الأحد الماضي أن زيارة الرئيس أوباما التي تستمر ثلاثة أيام لإسرائيل والأراضي الفلسطينية ستبدأ في 20 آذار. وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ان أوباما يصل يوم الاربعاء المقبل الى مطار بن غوريون قرب تل ابيب ثم يتوجه الى القدس للقاء الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز وتناول العشاء مع نتنياهو. وبحسب البرنامج الرسمي للزيارة الذي اصدره مكتب نتانياهو فان اوباما سيزور الخميس متحف اسرائيل في القدس ثم يغادر الى رام الله للقاء مسؤولي السلطة الفلسطينية.
ويوم الخميس، سيلقي خطابا في مركز المؤتمرات الدولي في القدس ومساء يحضر حفل عشاء في مقر بيريز الرسمي. والجمعة سيحضر الرئيس الأميركي حفلا في «جبل هرتزل» حيث سيضع إكليلا من الزهور على ضريح رئيس الوزراء السابق اسحق رابين قبل أن يزور نصب «ياد فاشيم» التذكاري المخصص للمحرقة اليهودية.
وجاء في البيان ايضا ان اوباما سيطلع على نظام «القبة الحديدية» المضاد للصواريخ الذي تموله الولايات المتحدة الاربعاء او الجمعة قبل ان يغادر الى الأردن، المحطة الثانية في جولته. وقد أعلن مسؤول أميركي أن اوباما لن يطلق مبادرة سلام للشرق الأوسط خلال زيارته للمنطقة.
يستمهل إسرائيل حتى أكتوبر؟
قالت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية إن الرئيس الأميركي باراك اوباما ينوي خلال زيارته المرتقبة لإسرائيل ان يطلب منها امهاله حتى شهر تشرين الاول (أكتوبر) القادم لاستنفاد الوسائل الدبلوماسية من أجل حل أزمة الملف الإيراني. ونقلت الصحيفة عن مصدر أميركي كبير قوله إن أوباما سينظر حينها في امكانية مهاجمة المنشآت النووية في إيران. كما سيحث الرئيس الاميركي، حسب المصدر، صناع القرار في القدس على عدم اطلاق تهديدات علنية ضد ايران طالما ظلت نافذة الحوار معها مفتوحة.
وأضاف أوباما خلال مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي «إن هناك نافذة، فترة زمنية ليست الى ما لا نهاية، يمكن فيها حل هذه المسألة بالطرق الدبلوماسية. هذه النافذة ترتكز على المعلومات التي نمتلكها بخصوص الفترة التي تحتاجها إيران لانتاج السلاح النووي، بحسب التكنولوجيا التي بحوزتها. نعتقد الآن ان إيران بحاجة الى سنة تقريباً لانتاج السلاح النووي، لكننا بالطبع لا نريد الإقتراب الى هذه النقطة».
يدعو سلطان بروناي لدعم الاقتصاد بالتسوق
دعا الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الثلاثاء الماضي، سلطان بروناي، أحد الرجال الأكثر ثراء في العالم إلى الذهاب للتسوق لدعم الاقتصاد الأميركي، وذلك خلال اجتماعهما في البيت الأبيض. وقال أوباما مازحاً بعد محادثات مع سلطان بروناي الحاج حسن البلقية في البيت الأبيض: «غدا سيكون لديه فرصة ليصطحب عائلته إلى نيويورك، حيث نشجعه أن يتسوق، لأننا نرغب في مواصلة دعم الاقتصاد الأميركي».
وناقش الزعيمان الاستعدادات لقمتي شرق آسيا ورابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) والولايات المتحدة اللتين ستعقدان في وقت لاحق هذا العام، واللتين شملتا موضوعات بينها تغير المناخ وقضايا بحرية والتدريبات المشتركة الجديدة التي تشارك فيها الولايات المتحدة وآسيا والصين، والخاصة بجهود الإغاثة الإنسانية والإغاثة في الكوارث. وقال الزعيمان إن محادثات الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ ستكون أيضا على جدول الأعمال. وقال أوباما: «اهتمامنا بوجود منطقة آسيا- المحيط الهادئ قوية وتنعم بالسلام والرخاء هو أمر نتفق عليه».
يخشى «صحفي ووترغيت»
استخدم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أسلوب التهكم والسخرية للتقليل من أهمية خلاف نشب أخيرا بين الصحفي المحنك، بوب وودورد، والبيت الأبيض.
وأمام نخبة من رجال السياسة والصحافة في حفل نادي غريديرون، قال أوباما «هل يمكن أن يقول لي أي شخص متى ندمت إدارة على دخولها في جدل مع بوب وودورد. ما هي أسوأ نتيجة؟». في إشارة الى كشف وودورد لفضيحة ووترغيت في صحيفة واشنطن بوست التي أدت إلى استقالة الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون عام 1974.
وخرج الخلاف بين وودورد والمستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، جين سبيرلنغ، إلى العلن، بعد تسريب رسالة إلكترونية تضمنت تحذيرا من سبيرلنغ للصحفي من أنه سيندم على تبنيه موقفا من إحدى سياسات أوباما.
وسارع وودورد إلى الرد على تلك التحذيرات بالقول إن الرسالة مثال لسياسة الترهيب التي يتبعها البيت الأبيض.
وفي محاولة لاحتواء الخلاف، سخر أوباما من سبيرلنغ قائلاً «من كان يعلم أن جين يمكن أن يكون مخيفا بهذه الدرجة؟ أو دعوني أعيد صياغة السؤال من يعرف شخصا اسمه جين يمكن أن يكون مخيفا لهذه الدرجة؟»
Leave a Reply