واشنطن – قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري “ان الرئيس اوباما قال بشكل واضح ان الولايات المتحدة لن تقف في وجه الدول التي اتخذت قرار تسليم السلاح (الى المعارضة السورية) سواء كانت فرنسا او بريطانيا او غيرهما” من الدول. فيما حذر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي من مغبة اللجوء إلى الخيار العسكري ضد سوريا في هذه المرحلة واصفا سوريا بأنها تمثل أكثر القضايا المعقدة التي يمكن تخيلها.وقال الجنرال ديمبسي في ندوة عقدت في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية يوم الإثنين أنه “من الصعب الإجابة على سؤال ما الذي نأمل تحقيقه في سوريا” موضحا أن “لدينا بعض المصالح القومية تتراوح بين ما يتعلق بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية والأسلحة الثقيلة وشركائنا في المنطقة وأمن دولهم.. تركيا وإسرائيل والأردن والعراق. ولدينا اهتمامات إنسانية أيضا”. وأضاف قائلا “إن هذه قضايا متشابكة..لقد كان لدينا قبل ستة أشهر مفهوم غامض عن المعارضة (السورية) وأرى أن هذا المفهوم قد ازداد غموضا الآن. قبل ستة أشهر لم تكن الأمور واضحة وكذلك عدد جماعات المعارضة، واليوم تبدو هذه الأمور، وكذلك جماعات المعارضة أقل وضوحا.”
وأعرب ديمبسي عن اعتقاده بأن “مسار بناء إجماع بين الشركاء يقوم على تقديرات تعاونية للوضع في سوريا هو ضروري للتخطيط ليس من أجل ما يحدث حاليا بل من أجل اليوم التالي” عقب سقوط النظام في سوريا. وقال “نحن نقوم بذلك كله” رافضا ما يقال عن وجود تشابه في وضع سوريا الحالي مع ما كان سائدا في البوسنة وقال “إنني لا أقارن هنا لأن المقارنات التاريخية لا تستمر طويلا، ولست متأكدا من أن عقد مقارنة هذا الوضع بأوضاع البوسنة، وأعتقد أن علينا القيام بكل ما نقوم به هناك (في سوريا) من وسائل قوة ولكن استخدام القوة العسكرية يجب أن يكون الأداة الأخيرة التي نستخدمها. إننا نخطط كي نقدم خيارات. ولكني لا أرى في هذه المرحلة أن الخيار العسكري يمكن أن يأتي بنتيجة معقولة. وحتى ذلك الحين فإنني أنصح بالتحرك بحذر”. من جانبه أكد كيري أن الرئيس أوباما يسعى لتغيير حسابات الرئيس السوري بشار الأسد مع ترك الباب مفتوحا لإمكانية تطبيق إعلان جنيف، وهو ما يتطلب اختيار شخصيات مقبولة من كلا الجانبين، وهو ما يعني بوضوح أن الأسد لن يشكل حكومة انتقالية مؤقتة تتمتع بالسلطة التنفيذية الكاملة. وأشار كيري عقب اجتماعه يوم الاثنين مع وزير خارجية أستراليا روبرت كار بأن الروس والولايات المتحدة والمجتمع الدولي قد وقعوا على ذلك.. مشيرا إلى أن “هذا هو الطريق إلى الأمام، واعتبارا من هذه اللحظة فإن الأسد لن يكون له أن يعين شخصيات هذا الكيان المستقل”.وقال كيري “هذا هو ما يتم من جهد بشأن سوريا.. إنه محاولة لتغيير الحسابات.. والرئيس أوباما يواصل تقييم أي من خيارات اضافية متاحة من أجل تحقيق ذلك”.وقال كيري: “كلما طال أمد إراقة الدماء في سوريا كلما زاد احتمال انهيار مؤسسات الدولة السورية، وكلما تزايد الخطر على المنطقة والعالم فيما يتعلق بوقوع الأسلحة الكيميائية في أيدي الجهات الخطأ السيئة حقا.. والولايات المتحدة لا تريد لذلك أن يحدث ولا تريد تفكيك وتقسيم الدولة.. هذه المؤسسات حاسمة لاستقرار الدولة السورية ومستقبلها وللمنطقة”.وأضاف كيري أنه “طالما استمر الرئيس الأسد في مهاجمة شعبه بصواريخ سكود والطائرات والدبابات، فإن هناك اختلالا في التوازن يعمل على تدفق المزيد والمزيد من اللاجئين إلى الأردن ولبنان وتركيا، وهو ما أصبح كارثة عالمية”. وقال “ولذلك فإن الرئيس باراك أوباما أوضح بجلاء أن الولايات المتحدة لن تقف أمام ما اتخذته دول أخرى من قرارت لتوفير الأسلحة، سواء كانت فرنسا أو بريطانيا أو غيرهما”.وأوضح كيري أن “الرئيس اوباما يرى أننا بحاجة إلى تغيير حسابات الرئيس الأسد.. الذي يتلقى مساعدة من الإيرانيين وبعض عناصر تنظيم القاعدة وحزب الله إضافة إلى المساعدات القادمة من الروس.. وإذا رأى أنه يمكن أن يستمر في استخدام الاسلحة وإطلاق النار، فإن السوريين والمنطقة والعالم يواجهون مشكلة”.وقال كيري “لذلك فإن جهود الرئيس أوباما تستهدف محاولة تغيير هذه الحسابات ولكن مع ترك الباب مفتوحا لإمكانية تطبيق إعلان جنيف، وهو ما يتطلب اختيار شخصيات مقبولة من كلا الجانبين، وهو ما يعني بوضوح أن الأسد لن يشكل حكومة انتقالية مؤقتة تتمتع بالسلطة التنفيذية الكاملة”.
Leave a Reply