لانسنغ – بعد ثلاثة عقود قضاها في مهنة المتاعب أختير ناشر ورئيس تحرير «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني لنيل أعلى مرتبة إعلامية أميركية بعد الإعلان عن ضم اسمه الى «قاعة مشاهير الصحافة»، حيث سينظم إحتفال بالمناسبة يقام في ٢١ نيسان (أبريل) في مركز «كيلوغ» للمؤتمرات في لانسنغ، عاصمة الولاية.
وسيضاف اسم السبلاني الى جانب رئيس تحرير صحيفة «مترو تايمز» كيم هروين الذي تقاعد مؤخراً من منصبه، والصحافية المرموقة نانسي ماكالو، والمدرّسة الصحافية بتسي بولارد رو والصحافي المصوّر المخضرم والذي عمل في صحيفة «ديترويت فري برس» على مدار أربعين عاماً هيو غرانوم قبل أن توافيه المنية مطلع العام الجاري، الى كوكبة من الأسماء اللامعة في مهنة الصحافة دخلوا قاعة المشاهير على مدى القرن الماضي.
مبنى صحيفة صدى الوطن |
و«قاعة مشاهير الصحافة» في لانسنغ تضم أسماء صحافيين وإعلاميين بارزين من رؤساء تحرير الصحف والمصورين والاذاعيين والأكاديميين الذين ساهموا بشكل كبير في اعلاء شأن المهنة وتركوا بصماتهم في تاريخها. واللافت في اختيار السبلاني أن «قاعة المشاهير» هذه لا تضم إلا عدداً قليلاً من أبناء الأقليات الإثنية الذين سطع نجمهم في العمل الصحفي ضمن وسائل اعلامية اميركية كبيرة، مما يجعل تنصبب السبلاني يكتسب أهمية استثنائية.
وفي معرض دعم ترشيح ناشر «صدى الوطن»، كتب رئيس تحرير «ميشيغن كرونيكل» بانكولي طومبسون في رسالة «ان ترشيح السبلاني هو أمرُ فريد لانه ليس مرشحاً عادياً، ودخوله هذا الصرح العظيم لتاريخ الصحافة في ميشيغن لن يرسل رسالة قوية حول ضم الأقليات والمجموعات الأثنية وحسب، بل سيزيد من سمات هذا التقليد العريق لأرقى وسائل الإعلام في ميشيغن».
وتابع طومبسون «غني عن القول أن الزميل أسامة يحمل همّ وقضية دور الأقليات في الإعلام وله اليد الطولى في تحصيل الاحترام والتغطية الإعلامية اللتين تستحقانهما الجالية العربية والمسلمة في هذه البلاد».
الصحافي المخضرم جو غريم المدير السابق للتحرير والإنماء والمصادر البشرية في صحيفة «ديترويت فري برس» والذي عمل في هذا المنصب من العام ١٩٨٣ وحتى ٢٠٠٨، حشد التأييد للزميل سبلاني لدخول قاعة «مشاهير الصحافة»، الى جانب ١١ إعلامياً يعملون في وسائل إعلامية كبرى، قاموا بكتابة رسائل تأييد للسبلاني وجهوها للجنة التي تتولي عملية الإختيار.
وقد بينت الرسائل أحقية السبلاني في هذا التكريم. حيث قال غريم «إن البعض يُرشّح عدة مرات قبل ان يُنصّب في قاعة مشاهير الصحافة، غير إن هذا كان أول ترشيح للزميل أسامة قبل فوزه بالإختيار وبإجماع أعضاء اللجنة».
ومن مشاهير الإعلام الذين نالوا هذه المرتبة الرفيعة في ميشيغن، كل من المراسلة الشهيرة في البيت الأبيض لأكثر من خمسة عقود، أسطورة الإعلام هيلين توماس، والإعلامية في «القناة السابعة» لمدة أربعة عقود دايانا لويس، والناشر السابق لصحيفة «ديترويت فري برس» الراحل نيل شاين، إضافة الى ثلة من أبرز الصحفيين الاميركيين.
وقد أجمعت رسائل الدعم للسبلاني على دوره البارز الذي تخطى جريدة «صدى الوطن». فقد كتب تشاك ستوكس المدير العام «للقناة السابعة» «لقد اعتمر الزميل اسامة عدة قبعات ولم يكن ناشراً فقط».
أما طومبسون فأضاف «إن عمله تجاوز الصحافة الى المساهمة الفاعلة في المجتمع من خلال المشاركة الفعالة في تأسيس وتدعيم مسيرة «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» و«كونغرس المؤسسات العربية الأميركية في ميشيغن»، وفي مطلق الأحوال فانه لولا دور السبلاني الحازم لما أصبحت الجالية العربية الأميركية في جنوب شرق ميشيغن تحتل المقاعد الأمامية في كل قضايا المجتمع.. انه الرابط الذي يجمع العقول النيّرة والجريئة معاً لكي تعالج القضايا ذات الأهمية الفائقة».
ويضيف تشاك ستوكس «بالنسبة الى وسائل الإعلام المحلية والوطنية والدولية فإن السبلاني وفر مصدراً حيوياً للإطلاع على شؤون الجالية العربية في منطقة ديترويت والعالم العربي برمّته». كذلك نوَّهَ بدور السبلاني كرجل أعمال ومديراً لصحيفة تمكنت من تخطي الكثير من العقبات والتحديات المالية. وأضاف «وقبل البدء بالعمل الصحفي كان السبلاني يعمل مهندساً، ورغم انه لم يحضر صفاً أكاديمياً واحداً في الإعلام إلا انه أعطى دروساً في الصحافة الدولية لزملائه في المهنة في كلية الصحافة بـ«جامعة كولومبيا»، كما انه شارك في مؤتمرات وتحدث في ندوات إعلامية في جامعاتٍ أخرى ومراكز أبحاث في واشنطن.
وقد انشأ السبلاني صحيفة «صدى الوطن» عام ١٩٨٤مع الزميلة الراحلة كاي سبلاني التي خدمت أيضاً كمديرة تحرير القسم الإنكليزي في الصحيفة منذ انطلاقتها وحتى استسلامها لمرض عضال حيث فارقت الحياة في أول كانون الثاني (يناير) من هذا العام.
الزميل أسامة السبلاني |
صحفيون يدلون بشهاداتهم
بحق الزميل أسامة السبلاني
– مورت كريم، المذيع السابق والصحفي المرموق في «القناة الرابعة»، قال: «أسامة يمثل بالنسبة لي الأفضل في الإعلام من ناحية الأمانة والاستقامة والعمل الحثيث في البحث للحصول على الحقيقة. وبما أن «صدى الوطن» صحيفة أسبوعية، حيث لا مجال لتمرير الأخبار السريعة ذات التوقيت الحساس، كان السبلاني يتصل بي في كثير من الأحيان من أجل إطلاعي على آخر المستجدات التي تحدث في العالم العربي، ذلك لأنه يملك حساً صحافياً سليماً. وكان أكثر ما يهمه هو إيصال الخبر، ولا يهمّ إن كان عن طريق وسيلة إعلامية غير وسيلته. وأشار الى انه خلال عملية «عاصفة الصحراء» في عام ١٩٩٠ أبلغه السبلاني بموعد شن الحرب على العراق قبل ساعاتٍ من بدء العمليات العسكرية و«ذلك بعد ان حصل على المعلومة من مصادر ليست في الشرق الأوسط بل من واشنطن العاصمة».
– زهرة هوبر، مديرة ومنتجة أخبار في إذاعة «دبليو دبليو جاي» ومتدرجة سابقة في «صدى الوطن» تقول هوبر إنها مسلمة أميركية تلبس الحجاب، وقد عارض والدها بشدة إنخراطها في العمل الصحفي، لكن السبلاني شجعها، وقال لها: زهرة أنا فخور بما حققت من دون أدنى شك، وأنا أعرف أن بإمكانك ان تفعلي أي شيء إذا ركزت عزمك على ذلك. «كلما أتذكر هذه الكلمات من أسامة الدموع تنهمر من عيني». أنه ساهم الى حد بعيد في بناء مستقبلي الإعلامي.
– جو غريم أحد الصحفيين الأميركيين المنصبين في «قاعة مشاهير الصحافة» في العام ٢٠٠٩، متطوع ومحرر زائر يدرِّس مادة الصحافة في مدرسة يونس المتوسطة في ديربورن، حيث أغلب الطلاب هم لبنانيون، ويمنيون وسوريون. وهو برفسور الصحافة في «جامعة ميشيغن ستايت» في إيست لانسنغ.
يقول غريم ان الطلاب في مدرسة يونس قاموا بعدة رحلات مدرسية الى بعض مكاتب الصحف والتلفزيونات المحلية، أما أسامة السبلاني فقد قام بنفسه بزيارة الطلاب في صفوفهم وجلس معهم مطولاً من اجل إجراء مقابلات معه حث خلالها الطلاب على تنمية تطلعاتهم الصحافية والمثابرة على دراستهم وإنجاز وظائفهم المدرسية. ويضيف غريم «هناك رئيس تحرير وإعلامي وحيد أخذ جزءاً مهماً من وقته ليقضيه مع الطلاب من أجل تشجيعهم، هذا الرجل هو أسامة السبلاني».
– إيمري كينغ، مدير الإتصالات في «مركز ديترويت الطبي» ومراسل شبكة «أن بي سي» السابق الى البيت الأبيض، قال «على مدى ١٩ عاماً خلال تغطيتي للأخبار في ديترويت كان زميلنا أسامة دائماً حاضراً ليساعدني في فهم القضايا المعقدة في الشرق الأوسط وإزالة الالتباس عن القضايا التي تخص الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة ولمساعدتي في إرسال تقارير دقيقة وموضوعية في هذا الصدد».
– كريغ كروبا صحفي في جريدة «ديترويت نيوز» قال: «صدى الوطن» بقيادة أسامة السبلاني تؤمن صوتاً للذين لا صوت لهم في بلدٍ تنطمر فيه قصة ووجهة النظر الثانية في الشرق الأوسط، ومن دون صوت الصحيفة لكانت الشهور والسنين بعد هجمات ١١« أيلول» الإرهابية مظلمة للجالية العربية والمسلمة التي هي ذاتها ضحية الإرهاب والصور النمطية معاً، إضافة الى تعصُّب الملايين الذين يعتقدون ان العرب والمسلمين جميعاً يشكّلون خطراً على هذه البلاد.
– كاثي تشاو، المديرة التنفيذية لـ«جمعية الصحفيين الأميركيين الآسيويين» قالت بأنها عملت مع الزميل السبلاني عندما عقدت الجمعيةً مؤتمرها السنوي في ديترويت. وكان السبلاني قد استضاف بالتعاون مع فعاليات في الجالية العربية، حفل إفتتاح المؤتمر في مدينة ديربورن بحضور أكثر من ٥٠٠ صحفي من أنحاء الولايات المتحدة من بينهم صحافيون مرموقون من صحف وإذاعات ومحطات تلفزيونية كبيرة.
وأضافت تشاو إن هذه الزيارة الى ديربورن تركت انطباعاً طيباً لدى القيمين على المؤتمر وكل الإعلاميين المشاركين فيه. وهو دليل على تفاعل السبلاني مع الصحافيين محلياً وعلى المستوى الوطني.
– ديفين سكيلين، مذيع أخبار «القناة الرابعة» (أن بي سي)، قال «ان العيش وسط أكبر جالية عربية خارج الشرق الأوسط جعل من الزميل أسامة السبلاني وصحيفته قبلة الطامحين للتعرف والتواصل مع هذه الجالية العريضة والمتنوعة».
وأضاف «كان السبلاني من الصحفيين الذين تعرفت اليهم في اول يوم زاولت فيه عملي في «القناة الرابعة» منذ أكثر من ١٧ عاماً. ولقد استضفته مرات عديدة للإستفادة من آرائه في برامج حوارية على القناة ذاتها».
– هيول بيركنز، مذيع ومحرر الأخبار في «القناة الثانية» (فوكس) نوه في رسالة عن دعمه لترشيح السبلاني الى قاعة مشاهير الصحافة، كما أشاد بإنتاجه الصحفي وعمله في الدفاع عن العرب والمسلمين في وجه التمييز العنصري. لقد حذّرنا زميلنا السبلاني من لصق تهمة عدو الحريّة بأي عربي أو مسلم، رغم ان تصريحاته الجريئة جعلته مستهدفاً أحياناً من قبل الحاقدين والمتطرفين الذين طالما وجّهوا له التهديد بالقتل، لكنه رفض أن يصمت أو يستكين للإرهاب الفكري.
– آرثر هورويتز، ناشر ورئيس تحرير صحيفة «ديترويت جيوش نيوز» يعرف السبلاني منذ 26 عاما، وقال في رسالة له إنه كان نصيراً قوياً وثابتاً لدور وسائل الإعلام الممثلة للأقليات العرقية ومصراً على أن تحظى بقدر أكبر من الإشعاع والاحترام.
وقال في مقدمة رسالته «دعوني أكون واضحاً على الفور وبخصوص مواضيع معينة، أنا والسبلاني لم نتوافق في أي وقت مضى. لدىنا مجتمعات وروايات خاصة بنا، ومتناقضة، حول الدين والجغرافيا والسياسة، خاصة في قضايا الشرق الأوسط المعقدة. ولكن في الوقت نفسه لدينا أجندات متقاربة عندما يتعلق الأمر بتطوير الحالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المطلوبة لتطوير منطقة ديترويت وجنوب شرق ميشيغن عموماً، حيث تسكن الجاليات اليهودية والعربية وتتقاطع مصالحها».
– الدكتور هايغ أوشوغان، أستاذ في الصحافة والتواصل، بجامعة «وين ستايت»، ومدير «نيو ميشيغن ميديا»، قال: أسامة السبلاني هو عضو قيادي في مجلس إدارة «نيو ميشيغن ميديا» التي هي عبارة عن شبكة تضم أكثر من مئة وسيلة اعلام تمثل إثنيات وأقليات عرقية في ولاية ميشيغن.
وأضاف أوشوغان بأنه يثني على اللجنة الصحفية لإختيار مشاهير الصحافة في ميشيغن لقرارها الحكيم في اختيار السبلاني ليكون بين المنصبين في قاعة المشاهير. وقد وصف أوشوغان بعض القائمين على وسائل الإعلام العرقية بالقيادات غير المنتخبة في مجتمعاتهم لأن الناس يتصلون بهم في كثير من الأحيان لمساعدتهم على حل مشاكلهم، كالعثور على وظيفة، أو مساعدتهم على الوصول إلى الأشخاص القادرين على مساعدتهم في المجتمع ككل.
وتابع «على مر السنين تنامت أهمية وسائل الإعلام الممثلة للأقليات العرقية واصبحت اكثر وضوحا لوسائل الإعلام السائدة. واثبتت الشراكة بين القناة السابعة و«نيو ميشيغن ميديا» عام 2010 أهمية وسائل اعلام الاقليات العرقية».
وأضاف أوشوغان «أنا حقاً فخور أن يكون أسامة السبلاني قد اختير لدخول قاعة المشاهير.. إنه صحفي عظيم وناشط وصوت راق لمجتمعه»
– تشاك ستوكس، مدير عام «القناة السابعة» (أي بي سي) قال: «ان اسم أسامة السبلاني مرادف لكلمة الشجاعة والقيادة والانجاز وقد كوّن سمعته من خلال المثابرة والعمل، وهو يحظى بإحترام كبير في المجال الصحافي على المستوى الوطني ويستحق مكاناً في قاعة مشاهير الصحافة».
– بانكولي طومبسون، رئيس تحرير صحيفة «ميشيغن كرونيكول» الناطقة باسم الجالية السوداء في ولاية ميشيغن، قال في رسالة مفصلة في دعم ترشيح السبلاني «لقد ادركت دعم الزميل السبلاني للمجتمعات الأخرى من خارج الجالية العربية الأميركية وإتضح لي حرصه على تنمية الشراكة بين الاقليات من خلال عملي معه في مؤسسة «نيو ميشيغن ميديا» حيث أظهر قيادة إستثنائية وميلاً لتجاوز المختلف عليه والبحث عن قواسم مشتركة تربطنا جميعاً».
Leave a Reply