واشنطن – كشفت أحدث دراسة أميركية حول الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق وتلك التي لا تزال تخوضها في أفغانستان أن تكاليفها تتراواح ما بين 4-6 تريليون دولار وهي تشمل التكاليف المباشرة وغير المباشرة للحرب. وقالت الدراسة التي أصدرتها جامعة «هارفرد» الأميركية، الأسبوع الماضي، بإشراف الباحثة الاقتصادية المعروفة ليندا بيلميز، إن الجزء الأكبر من كلفة الحرب لم يتم صرفه بعد سيما في مجالات الرعاية الصحية واعادة تأهيل الجنود العائدين الذين يحملون عاهات مستديمة. فيما اشارت إلى أن برامج عمليات إعادة بناء البلدين سوف تفرض ضخ أموال أخرى لسنوات طويلة.
وأضافت بيلميز أنه «نتيجة لخيارات الإنفاق في زمن الحروب فان الولايات المتحدة ستواجه قيودا وعقبات في تمويل الاستثمارات في مجالات التجنيد والديبلوماسية وجهود الابحاث والتنمية، ومبادرات عسكرية جديدة. كما ان ارث القرارات التي اتخذت خلال حربي العراق وافغانستان سيهيمن على مستقبل ميزانيات الدولة المركزية لعقود مقبلة». وقالت بيلميز إن الولايات المتحدة أنفقت حتى الآن تريليوني دولار على حملتها العسكرية ضد العراق وأفغانستان مشيرة إلى أن هذا المبلغ ليس سوى جزء من إجمالي الكلفة النهائية للحرب. وقالت إن الجزء الأكبر للنفقات المستمرة للحرب ستضخ لتوفير الرعاية الصحية وتعويضات الإعاقة للجنود الذين شاركوا في حربي العراق وأفغانستان مشيرة إلى أن الحكومة الأميركية قد وافقت حتى الآن على 750 ألف طلب لرعاية معاقي الحربين. مشيرة إلى أن عدد القتلى من الجنود الأميركيين في الحربين حتى نهاية شهر فبراير الماضي بلغ 6656 جنديا و6607 من المتعاقدين الأمنيين (المرتزقة) ومن جنود وقوات حلفاء أميركا في الحربين 27800 جندي وشرطي.
أما عدد العراقيين والأفغان الذين قتلوا بشكل مباشر بسبب الحربين فقد وصل في الفترة من 2001 وحتى فبراير 2013 إلى نحو 330 ألف إضافة إلى مئات الآلاف من العراقيين والأفغان الذين قتلوا بسبب الصراع الإثني والديني والطائفي وهو من نتائج الحرب الأميركية على البلدين. كما أسفرت الحرب عن تشريد وتهجير نحو 7.5 مليون شخص من العراقيين والأفغان.
وقالت الدراسة التي شارك في إعدادها نحو ثلاثين خبيرا وباحثا في مختلف المجالات «تاريخياً فإن الفاتورة الخاصة بهذه التكاليف سيتم دفعها لاحقا على مدى الكثير من العقود المقبلة»، موضحة أن أعلى انفاق للدفعات المالية لتعويضات الإعاقة بالنسبة للجنود الأميركيين الذين شاركوا في حروب أميركا فى القرن الماضى، جاءت عقب عقود من انتهاء الصراعات. واشارت الدراسة إلى أن «المدفوعات لفيتنام وحرب الخليج الأولى (الحرب على العراق في عام 1991) ما زالت في تزايد».
كما أوضحت الدراسة أن انفاق الأموال المقترضة لدفع تكاليف الحربين، زاد من تكلفتهما الباهظة حيث أضاف النزاعان تريليونى دولار للدين الأميركى مما يمثل تقريبا نسبة 20 في المئة من الدين الذى تحملته الولايات المتحدة فى الفترة ما بين 2001-2012.
ويطرح تقدير بيلمز تكلفة أعلى مما طرحته دراسة موثقة أخرى بشأن نفس القضية أجراها مشروع أيزنهاور للأبحاث بجامعة براون وحددت التكاليف بـ4 تريليون دولار تقريبا. وتؤكد أرقام الدراستين أنها أعلى بكثير من تصور المسؤولين الأميركيين في عهد إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن عما سينفقونه عندما كانوا يخططون للذهاب للحرب فى العراق. وقد دفع ستيفن فريدمان ثمن صراحته في البيت الأبيض كمستشار في ولاية جورج بوش الابن الاولى، عندما أعلن أن كلفة الحرب على العراق قد تصل إلى 200 مليار دولار.
Leave a Reply