ديترويت – صناعة السيارات الأميركية بخير.. إذاً منطقة ديترويت الكبرى بخير. هذه المعادلة الراسخة منذ عقود طويلة لا تزال سارية الى يومنا هذا، فالتعافي الإٍقتصادي الذي تشهده المنطقة وولاية ميشيغن عموماً هو ترجمة عملية لنهضة سوق السيارات الأميركي الذي يواصل تحقيق نمو واضح.
فقد قام الموقع الالكتروني «إيدموندز» برفع توقعه لمبيعات السيارات داخل الولايات المتحدة خلال عام 2013 إلى 15,5 مليون سيارة، كاشفاً بأن المستهلك الأميركي يشعر بثراء أكثر نتيجة لارتفاع أسعار المنازل والمكاسب المحققة من سوق الأسهم.
وقال كبير الاقتصاديين بالموقع، لاسي بلاتش، إنه على الرغم من تذبذب ثقة المستهلكين خلال العام الحالي إلا أن «آثار الثروة» تجعل المواطن الأميركي أكثر ارتياحاً ويقبل على شراء السيارات الجديدة.
ومن ناحيتها حققت شركات صناعة السيارات الثلاث العملاقة في منطقة ديترويت نمواً بارزاً في المبيعات على أساس سنوي.
سجلت مبيعات «فورد موتورز»، ومقرها ديربورن، ارتفاعا نسبته 5,7 بالمئة داخل السوق الأميركي خلال آذار (مارس) الماضي مدعومة بتسليمات قياسية حققتها طرازات «فيوجن» و«اسكيب».
وأشارت «فورد» وهي ثاني أكبر شركات صناعة السيارات الأميركية إلى بيعها 236,1 ألف وحدة في الشهر الماضي ارتفاعا من 223,4 ألف وحدة خلال آذار عام 2012، في حين ان تلك المبيعات جاءت أعلى بنسبة 21 بالمئة على أساس شهري عند المقارنة مع مبيعات شباط (فبراير).
يذكر ان مبيعات طراز «إسكيب» نمت 28 بالمئة إلى 28,9 ألف وحدة ليكون آذار هو أفضل شهورها على الإطلاق، فيما زادت مبيعات «فيوجن» بنسبة 6 بالمئة لتتجاوز عتبة 30 ألف وحدة شهرياً لأول مرة في تاريخها.
ومن المعلوم ان «فورد» حققت ربحاً قدره 1,6 مليار دولار خلال الربع الرابع من العام الماضي، بالتزامن مع ارتفاع الإيرادات إلى 36,5 مليار دولار بدعم من زيادة الطلب في آسيا وأميركا الشمالية، وهو ما ساهم في تعويض خسائر الشركة في السوق الأوروبية.
أما أكبر شركات صناعة السيارات الأميركية، «جنرال موتورز»، ومقرها ديترويت، فقد سجلت مبيعاتها داخل أميركا نمواً بنسبة 6,4 بالمئة خلال آذار على أساس سنوي، بدعم من علاماتها التجارية الأربع. وأعلنت «جنرال موتورز» عن بيعها 245,950 وحدة خلال شهر آذار، في حين سجلت مبيعات شهر شباط 224,314 وحدة.
وبالمقارنة مع آذار ٢٠١٢، صعدت مبيعات «شيفروليه» بنسبة ٥ بالمئة و«جي أم سي» 12 بالمئة، في حين ارتفعت مبيعات «بويك» 37 بالمئة، وقفزت مبيعات «كاديلاك» بنسبة 49 بالمئة.
ومن جانبها، أعلنت شركة «كرايسلر»، ومقرها في أوبرن هيلز، عن ارتفاع مبيعاتها داخل الولايات المتحدة بنسبة 5 بالمئة على أساس سنوي خلال آذار. وكشفت شركة «كرايسلر» عن بيعها 171,606 وحدة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي حيث بلغت المبيعات 163,381وحدة. وأوضحت الشركة أن شهر آذار قد شهد أفضل مبيعات شهرية منذ شهر كانون الأول (دسمبر) من عام 2007.
والجدير بالذكر أن نمو مبيعات الشركات الأميركية لم ينطبق على الشركات الأجنبية داخل الولايات المتحدة
فلم تحقق مبيعات «تويوتا» سوى نمو بنسبة 1 بالمئة خلال آذار، بالمقارنة مع آذار ٢٠١٢، فيما تراجع مبيعات «هيونداي» داخل السوق الأميركي بنسبة 2 بالمئة.
ويشكل ازدهار الشركات الأميركية متنفساً حقيقياً لإقتصاد ولاية ميشيغن التي تشهد تواصل تراجع معدلات البطالة، فقد أعلنت وزارة التكنولوجيا والإدارة والموازنة في ميشيغن عن تراجع البطالة خلال شهر شباط (فبراير) إلى 8,8 بالمئة، مع الإشارة إلى استمرار الإنخفاض منذ آب (أغسطس) الماضي، مع العلم أن مستوى البطالة تراجع بشكل ملحوظ خلال السنوات الثلاث الماضية بعد أن فاق نسبة ١٤ بالمئة.
وبلغة الأرقام، دخل إلى سوق العمل في ميشيغن خلال شباط الماضي 15 ألف شخص، فيما انخفض عدد العاطلين بـ 3000 شخص خلال نفس الشهر.
وقد سجلت قطاعات التعليم والصحة وتجارة التجزئة والأعمال المهنية مكاسب محدودة، فيما حقق قطاع الصناعة المرتبط بصناعة السيارات مكاسب ملموسة هي الأفضل مقارنة بسنوات ماضية، كما ظلت فرص التوظيف محدودة في قطاع البناء والتشييد والقطاع الحكومي. وعلى المستوى الوطني ظلت معدلات البطالة في ميشيغن أعلى من نظيرتها على المستوى الوطني بنقطة مئوية واحدة.
Leave a Reply